بعث رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يوم الخميس، رسالة تهنئة إلى الشعب الجزائري بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، دعا فيها المواطنين إلى تجنب التراخي في الوقاية من وباء كورونا و حاثا إياهم على رفع درجة اليقظة لتوفير شروط استئناف النشاطات في كل القطاعات، مؤكدا بالقول: «نستطيع أن نتجاوز هذه المحنة بفضل إرادة الشعب، وعبقرية أبنائه وبناته، وإمكانات وقدرات بلادنا المتنوعة».
في ما يلي النص الكامل لرسالة رئيس الجمهورية:
«بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها المواطنات، أيها المواطنون،
تشاء الأقدار أن نقضي عيدا آخر من الأيام التي عظمها الله في جو لا يختلف عن عيد الفطر المبارك حيث يحرم لأول مرة عشرات الآلاف من أبناء الوطن كسائر المسلمين الآخرين في العالم من أداء مناسك الحج إلى بيت الله الحرام لهذا العام، وحيث مازالت المساجد ودور العبادة مغلقة بسبب جائحة كورونا. رحم الله ضحايا الوباء، وتعازينا الخالصة لأهاليهم وذويهم، وعجل الله بشفاء المصابين والمرضى، وتحية عرفان وتقدير أخص بها مستخدمي الصحة بكل أسلاكهم وسائر المتطوعين الواقفين إلى جانبهم.
لقد كنا نتمنى أن يكون الظرف مختلفا، حتى نحيي سنة خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام كما جرت العادة بالتواصل والتراحم وشخصيا، كم تمنيت أداء صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الأعظم بالعاصمة مع جموع المصلين، إيذانا بفتحه للعامرين لبيوت الله آمنين مطمئنين، ولكن شاءت الأقدار غير ذلك، فليس أمامنا إلا الصبر على أقدار الله.
وإني في هذه الليلة المباركة لواثق أننا جميعا نستطيع أن نتجاوز هذه المحنة بفضل إرادة الشعب، وعبقرية أبنائه وبناته، وإمكانات وقدرات بلادنا المتنوعة.
ولذلك أدعوكم جميعا إلى تجنب التراخي في الوقاية من الوباء، بل أحثكم على رفع درجة اليقظة حتى نختصر الطريق إلى بر الأمان، ونوفر شروط استئناف النشاطات في كل القطاعات بالعلم والعمل.
أيتها المواطنات، أيها المواطنون،
إن المجتمع القوي هو القادر على الصبر والصمود، وعلى تحويل المحنة إلى محفز لانطلاقة جديدة، ومجتمعنا قوي، ومتضامن، لا سيما في الشدائد كما تجلى مرة أخرى من خلال الهبة التضامنية الوطنية، وتنافس المبادرات الخيرة للتخفيف من معاناة المصابين والمتضررين.
فاللهم ارفع عنا البلاء، واحمنا من كل وباء، وأنت خير الحافظين.
عيد مبارك سعيد لكم جميعا في الوطن وفي المهجر، وللأمة الإسلامية قاطبة، وكل عام والجزائر بألف خير،عاشت الجزائر، حرة، أبية، سيدة، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».