• ظهور اضطرابات نفسية وزيادة الجرائم خلال فترة الحجر
اعتبر مختصون ، أمس، أن تكييف مواقيت الحجر و أيضا الفتح التدريجي للمساجد وإعادة فتح الشواطئ ، قرارات ضرورية في هذه المرحلة، سيما مع وجود ارتفاع في الوعي لدى المواطنين وتقيدهم بتدابير الوقاية من فيروس كورونا ، و أشاروا في السياق ذاته إلى التكلفة الكبيرة للحجر من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والآثار النفسية المترتبة عنه على مختلف الشرائح في المجتمع، بالإضافة إلى زيادة الجرائم ويرون أنه من الضروري التعايش مع الوباء في هذه المرحلة مع احترام تدابير الوقاية من الفيروس .
وأوضحت الأخصائية النفسانية والمديرة العامة لمركز البحوث والتطبيقات النفسانية، سمير ة فكراش في تصريح للنصر ، أمس، أن مدة الحجر الصحي في الجزائر طالت إلى 5 أشهر وهذا ما أثر كثيرا على نفسيات الناس من كل الشرائح العمرية ، بينهم الأطفال، وأضافت أن تكلفة الحجر ثقيلة من الناحية الاقتصادية، كما كان له أيضا أثر كبير من الناحية النفسية والاجتماعية .
وثمنت في هذا الإطار القرارات المتعلقة بتكييف مواقيت الحجر المنزلي و الفتح التدريجي للمساجد وإعادة فتح الشواطئ، و قالت إن الانفتاح كان ضروريا و الكل ينتظره ، وهذا من أجل إنعاش الاقتصاد وتحسين الأوضاع الاجتماعية و النفسية.
وأوضحت الأخصائية النفسانية، أن هذا الوباء وحسب المختصين سنعيش معه لفترة زمنية طويلة، لذلك يجب أن نتعلم كيف نتعايش معه من خلال احترام التباعد الاجتماعي ومن ناحية علاقتنا الاجتماعية ، فالحياة تبقى متواصلة .
وقالت في السياق ذاته، يجب أن نفرض على أنفسنا حركات جديدة وطرق تعامل وفنيات جديدة في التعامل، و كان من المفروض أن نلتزم بالإجراءات الوقائية من قبل ، ومنها غسل اليدين باعتبارها أمور بديهية وخاصة في مجتمعنا المسلم، فمن المفروض -كما أضافت- أن تكون هذه التدابير، أولويات وأساسيات في حياتنا ، لكن للأسف كان هناك تقاعس وتهاون كبير لدى عامة الناس في الحياة اليومية وهو ما سمح بانتشار الوباء .
وأكدت سميرة فكراش، أنه من الضروري أن نتأقلم ونتعايش مع الوباء الآن ونفرض على أنفسنا هذه التدابير الوقائية بحيث تصبح من مستلزمات حياتنا اليومية لحماية أنفسنا وحماية الآخرين.
واعتبرت أن المواطنين قد تعودوا على الإجراءات الوقائية التي يجب أن يلتزموا بها للعودة للحياة اليومية وتحقيق الإنعاش الاقتصادي والاجتماعي والرجوع إلى الحياة الاجتماعية، لكن باحترام التدابير الوقائية.
وأوضحت أن قرار تعديل مواقيت الحجر لقي ارتياحا لدى المواطنين وترى أن الحجر يترتب عنه إحباط وقلق وتوتر وذلك يترجم في حياتنا اليومية حيث تظهر على الإنسان أمراض نفسية ، كما أن العديد من الأشخاص يشتكون من اضطرابات على مستوى المعدة والأمعاء لأنهم لا يتحركون كثيرا، إضافة إلى الصداع والإرهاق والتعب النفسي ، والكآبة لدى العديد من الأشخاص.
وأضافت في السياق ذاته، أن ظهور الاضطرابات النفسية بدرجات متفاوتة، مثلا الأشخاص الذين كان عندهم وسواس قهري فقد زاد و أيضا الذين كانت لديهم مخاوف مرضية زادت في هذه الفترة ، وتوهم المرض أصبح أكثر .
من جهة أخرى، ذكرت أن الحجر يزيد من بؤر الاجرام ، حيث ارتفعت عمليات الإجرام في الأحياء والسطو والاعتداء على الآخر في هذه الفترة من الحجر .
كما لاحظنا ظهور البدانة والسمنة لدى الأطفال الصغار -كما أضافت- لذلك من الأفضل أن نصل إلى رفع الحجر كليا وهو ما يسمح برجوع المواطنين إلى حياتهم اليومية، مع وجود حملات التوعية بضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية.
وقالت الأخصائية النفسانية أنه كما تعايشنا مع الزكام فيما سبق، الآن نتعايش مع كورونا لفترة من الزمن، و نعرف كيف نحمي أنفسنا ومحيطنا وكل الأشخاص الذين نكون في احتكاك معهم .
من جانبه نوه الأمين العام للنقابة الجزائرية لشبه الطبي غاشي الوناس بالقرارات المتخذة والمتعلقة بتكييف مواقيت الحجر و الفتح التدريجي للمساجد وإعادة فتح الشواطئ.
وأوضح غاشي الوناس في تصريح للنصر، أمس، أن هذه الإجراءات ضرورية وقال في هذا الإطار أنه يجب أن نفتح الأمور قليلا في هذا الوقت ، سيما وأن المواطنين أصبحوا يتقيدون بالتدابير الوقائية.
وأضاف أنه على المواطن أن يتحمل المسؤولية و أن يلتزم بالتدابير الوقائية في هذه المرحلة لنخرج من هذه الوضعية مشيرا إلى ارتفاع كبير في الوعي لدى المواطنين الذين يتخذون احتياطاتهم.
وقال في السياق ذاته أنه يجب أن نتعايش مع هذا الوباء، مع التقيد بالإجراءات الوقائية وعلى المواطن أن يكون مسؤولا ويلتزم بالتدابير الوقائية، لكي لا يضر نفسه أو الأخرين .
مراد - ح