الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق لـ 16 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد

أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبوناليوم الخميس ببرج بوعريريج بمناسبة تخليد الذكرى المزدوجة لهجمات الشمالالقسنطيني و انعقاد مؤتمر الصومام أن الحدث الأول رسخ التلاحم بين المجاهدينوشعبهم حتى النصر و الثاني عزز هذا المكسب التاريخي بتعميم وتنظيم الكفاحالمسلح.

وجاء في كلمة رئيس الجمهورية قرأها نيابة عنه وزير المجاهدين و ذوي الحقوقالطيب زيتوني خلال الاحتفالات الرسمية بذكرى اليوم الوطني للمجاهد احتضنتهاولاية بوج بوعريرج ما يلي :

" أيتها المواطنات، أيها المواطنون،

في هذا اليوم الوطني للمجاهد الذي يوافق حلول السنة الهجرية الجديدة أعادهاالله علينا جميعا وعلى الأمة الإسلامية قاطبة بالخير والبركات تعود بناالذاكرة إلى حدثين مفصليين عرفتهما الثورة التحريرية المباركة في بدايتها ضدالاستعمار الفرنسي الغاشم، وهما هجمات الشمال القسنطيني لجيش التحرير الوطنيفي 20 أوت 1955، بقيادة الشهيد البطل زيغود يوسف، ومؤتمر الصومام الذي أنعقدفي نفس اليوم والشهر من السنة الموالية، بحضور صفوة من قادة الثورة المسلحة.

وإذا كان الحدث الأول قد رسخ التلاحم بين المجاهدين وشعبهم حتى النصر، وأعطىلكفاحهم بعدا مغاربيا أملاه واجب التضامن مع الشعب المغربي الشقيق المطالببعودة السلطان محمدالخامس من المنفى طيب الله ثراه، فإن الحدث الثاني عزز هذاالمكسب التاريخي بتعميم وتنظيم الكفاح المسلح، مما أعطى نفسا جديدا لجيشالتحرير الوطني لتحقيق هدف الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية.

إن هجومات الشمال القسنطيني واجهتها قوى الاستعمار الغاشم على مدى أكثر منأسبوع، بروحها الانتقامية المعهودة، ضد المدنيين العزل دون تمييز، مستعملة كمافعلت في مجازر 8 ماي 1945، الميليشيات وكل أنواع الأسلحة، حتى أن عدد الشهداءفي ملعب مدينة سكيكدة تجاوز 10 آلاف شهيد، دفنوا في مقابر جماعية، وقد فضحتهذه الجرائم مرة أخرى زيف شعار "التمدين" و"تأخير حدود الجهل" الذي كانالاستعمار يخفي به ما يقترفه من جرائم وحشية ضد الشعب ترقى إلى جرائم ضدالإنسانية، وكان لهذه الانتفاضة الشعبية أثرها البالغ في تدويل القضيةالجزائرية على مستوى الرأي العام الدولي حتى بلغ صداها أروقة منظمة الأممالمتحدة في نيويورك وجلب لها تأييد شرائح واسعة من الرأي العام الغربي، وتأييدالعديد من الدول في إفريقيا وآسيا بوجه خاص، كما أنها شكلت فرصة استغلهاالقادة الميدانيون المجاهدون لاستخراج الدروس منها في وضع إستراتيجية محكمةالأهداف والمراحل، حملت اسم ميثاق الصومام لتعبئة الشعب وتنظيم صفوفه وراءقيادة موحدة، وفي إطار بيان أول نوفمبر التاريخي.

وإنها لمناسبة سانحة للترحم على أرواح هؤلاء الشهداء الأبرار، وجميع شهداءالثورة المجيدة، والمقاومة الشعبية بكل أطوارها، والتحية كل التحية لرفاقهمالأخيار الذين كتب الله لهم أن يعيشوا من بعدهم، معركة الجهاد الأكبر،قبل أنيلتحقوا بهم الواحد تلو الاخر، عاهدين بالأمانة إلى أبنائهم وأحفادهم. وإنهالفرصة أيضا لتجديد وقوف الجزائر التي عانت من ويلات الاحتلال وأنواع الإبادةالجماعية على مدى أكثر من قرن إلى جانب الشعوب المكافحة من أجل ممارسة حقها فيتقرير المصير والحرية، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الشقيق، والشعب الصحراويالشقيق.

         أيتها المواطنات، أيها المواطنون،

إن احتفالنا هذه السنة بيوم المجاهد يزيد في الإحساس بعبء المسؤولية الملقاةعلى عاتق كل وطني صادق ينبض قلبه بحب الوطن لأن بلادنا تمر بظروف استثنائيةداخليا وإقليميا وتحتاج إلى رص الجبهة الداخلية، وتفجير الطاقات الخلاقة،وتدفق الأفكار، لإنجاز مشروع التغيير الجذري الشامل المتمثل في تشييد جزائرقوية وعادلة بمؤسسات ديمقراطية يتنافس فيها الجميع على قاعدة الكفاءة والتفانيفي خدمة الصالح العام، ونكران الذات، وسمو الأخلاق، ولذلك، فإن المحطات التينستحضر فيها بطولات رجال ونساء صنعوا التاريخ -لئن كانت فرصة للمزيد منالارتباط بأمجادنا، باعتبارهم مصدرا دائما للفخر والاعتزاز- فهي أيضا لحظاتتأمل أمام كل وطني مخلص لمحاسبة النفس عما قدمت لهذا الوطن مقابل ما أخذتهمنه، وتذكير الأجيال الصاعدة بمسؤولياتها في إعلاء شأن الوطن والحفاظ عليه،بدءا بالذاكرة الجماعية التي يجب أن تظل حية ناطقة بالأمجاد في كل زمان وفوقكل شبر من التراب الوطني، وإني هنا، وبعد استرجاع رفات 24 من قادة المقاومةالشعبية الأبطال في القرن التاسع عشر ورفاقهم الذين كانوا محتجزين في أقبيةالمتحف الفرنسي بباريس، وإعادة دفنهم إلى جانب إخوانهم وأبنائهم وأحفادهم منالشهداء والمجاهدين، بكل ما يستحقونه من إجلال وتكريم على المستويين الشعبيوالرسمي، أكرر التزامي بمواصلة هذه العملية حتى تحتضن تربتنا الطاهرة رفاتجميع شهدائنا المهجرين والمنفيين معززين مكرمين في وطنهم المستقل وبين ذويهمالأحرار، وإنا على العهد لباقون ما حيينا بإذن الله .

إنني أيتها المواطنات والمواطنون، أدعوكم جميعا بمناسبة إحيائنا لهذه الذكرىالمزدوجة الغالية علينا إلى طي صفحة الخلافات والتشتت والتفرقة من أجلالانخراط الكامل في معركة التغيير الجذري التي شرعنا فيها بأبعادها السياسيةوالاقتصادية والاجتماعية، كما انخرط أسلافنا بالأمس في معركة التحرير الشامل،تاركين جانبا كل الحسابات الضيقة و الاعتبارات الشخصية لتحقيق هدف واحد وهونهضة الجزائر العزيزة وإشعاعها الإقليمي.

         عاشت الجزائر، حرة، أبية، سيدة

         المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

        والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com