يلتحق أساتذة الطورين المتوسط والثانوي اليوم بمناصب عملهم من جديد بعد قرابة الستة أشهر من غلق المؤسسات التربوية بسبب تفشي فيروس كورونا "كوفيد 19 " المستجد.
يعود الأساتذة اليوم إلى مناصب عملهم في ظرف استثنائي، سواء على المستوى الصحي، على غرار كل العالم، أو على المستوى التعليمي البيداغوجي، و تكون بذلك هذه العودة إيذانا ببداية موسم دراسي جديد، وهذا بعد أن غادروا المؤسسات التربوية يوم 12 مارس الماضي عقب القرارات والتدابير التي اتخذتها السلطات العليا في البلاد لمكافحة تفشي وباء كورونا.
وتأتي عودة الأساتذة بشكل مبكر نوعا ما هذه المرة- حيث جرت العادة أن يلتحقوا بمناصبهم مطلع سبتمبر من كل موسم دراسي- بالنظر لما عرفه الموسم الدراسي المنقضي الذي توقفت فيه الدراسة قبل إتمام الثلاثي الثاني، وأيضا نظرا لما ينتظر الأسرة التربوية من امتحانات مصيرية أولها امتحان البكالوريا يوم 13 سبتمبر القادم، فضلا عن ضرورة تنظيم وتجسيد البروتوكول الصحي المصاحب للعودة.
وعن هذا الدخول قال مسعود بوذيبة الناطق الرسمي للمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية " كنابست" أن الغاية من فتح المؤسسات التربوية في هذا التاريخ، هو فسح المجال للتلاميذ لملاقاة أساتذتهم بغرض المراجعة والمذاكرة، فضلا عن تنظيم جلسات توجيهية تحضيرية من الجانب النفسي.
وأضاف في تصريح "للنصر" أمس أن وزارة التربية الوطنية أعطت هذه المهلة بين 25 أوت والعاشر سبتمبر للغرض المذكور، بقصد إعادة ربط الصلة بين التلاميذ وأساتذتهم، خاصة المقبلين منهم على امتحان نهاية شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا، وتحضير التلاميذ من الجانب النفسي في إطار البروتوكول الوقائي الصحي الذي وضعته وزارة التربية والخاص بالامتحانات و بإعادة فتح المؤسسات التربوية.
وبالنسبة لمحدثنا فإن الإشكال الذي قد يطرح والذي تتخوف منه الأسرة التربوية كلها هو مدى تجسيد البروتوكول الصحي على مستوى المؤسسات التربوية، فإذا توفرت الوسائل والإمكانات التي تسمح بتجسيد هذا البروتوكول فمعنى ذلك توفير جو مدرسي آمن للتلاميذ، وذلك يتطلب برنامجا منظما في هذا الشأن.
لكن بوذيبة عبر عن تخوفه من عدم تمكن المؤسسات التربوية من توفير الوسائل والإمكانات لتنفيذ البرتوكول الصحي، خاصة في هذا الظرف، حيث ميزانيات هذه المؤسسات ضعيفة جدا وشبه منعدمة، وعليه جدد مسؤول "كناسبت" مطالبة الوزارة الوصية بأن تفرض على الولاة- في الجلسات الحكومية- مساعدة المؤسسات التربوية على توفير الوسائل الكفيلة بتجسيد البروتوكول الصحي الموضوع لهذا الغرض.
وكانت وزارة التربية الوطنية قد كشفت قبل أيام عن البروتوكول الصحي الخاص بإجراء امتحانات شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا وكلفت مديري التربية على مستوى كل الولايات ومديري المؤسسات التربوية بالسهر على تنفيذه.
وبعد نهاية الامتحانات المقررة في شهر سبتمبر الداخل ستنطلق الدروس بصفة عادية ورسمية بالنسبة للموسوم الدراسي الجديد في الرابع أكتوبر القادم.
وسبق لوزارة التربية الوطنية أن دعت في مناشير وتعليمات خاصة بها كل المعنيين لتوفير الظروف الجيدة والملائمة لضمان دخول مدرسي ناجح يوم 4 أكتوبر في ظل الاحترام الصارم و الدائم للإجراءات الوقائية الموصى بها، مذكرة بأن الوضع الصحي الذي تمر به البلاد على غرار كل دول العالم يحتم على القائمين على قطاع التربية كل في مستواه، مضاعفة الجهود وتنسيق الأعمال بين جميع المتدخلين لمواصلة احترام تطبيق التدابير الوقائية من فيروس كورونا وإنجاز الأعمال المرتبطة بضمان ديمومة الخدمة العمومية لمرفق التربية الوطنية، والعمل على إعادة فتح المؤسسات في إطار المحافظة على صحة التلاميذ والمستخدمين.
واليوم وبعد التحسن المسجل في الوضعية الوبائية في بلادنا، و بعد جملة التدابير التي اتخذتها الدولة لمكافحة وباء كورونا يستعد التلاميذ وكل مستخدمي التربية الوطنية للعودة إلى مقاعد الدراسة ومواصلة المسار بعد ستة أشهر من الانقطاع. إلياس -ب