دخلت الحملة العدائية التي تشنها المملكة المغربية على الجزائر، فصلا جديدا، مستعملة هذه المرة ورقة «اضطهاد الامازيغيين في غرداية»، وحركت الشارع بحجة «التضامن مع الميزابيين ضحايا العنف» لتتكشف بذلك ألاعيب نظام المخزن في غرداية، بدعم العمل على دس سم الفتنة، وحشد مندسين لضرب الاستقرار، واتضح جليا وجود «سيناريو مخزني» سيء الإخراج لإثارة الفتنة في غرداية، مستغلة أطراف مأجورة داخل المجتمع الغرداوي مهمتهم إثارة الفوضى والقتل مقابل «المال».
يشن نظام المخزن في الأيام الأخيرة حملة دعائية، سياسية وإعلامية ضد الجزائر، مستغلا الأحداث التي وقعت في غرداية، حيث حرك النظام المغربي مجددا آلته الدعائية الإعلامية والسياسية، وأوحى إلى «أشباه المحللين» ما يجب قوله بشأن الأحداث التي عرفتها غرداية، وراح البعض منهم يتحدث عن بداية «تقسيم الجزائر» و بروز بوادر الانفصال، وتقرير المصير في غرداية، مصطلح تردد كثيرا عبر وسائل الإعلام المغربية التي وجدت في أحداث غرداية الأخيرة فرصة للتهجم على الجزائر، ومحاولة زعزعة استقرارها والتدخل في شؤونها الداخلية
وقد ظهر جليا أن التصريحات التي صدرت على لسان أكثر من مسؤول كانت على دراية بحقيقة الأمور، ولم يعد النظام المغربي يتحرج من الخروج علنا وإعلان تأييده للأطراف التي سعت لزرع الفتنة في الجزائر، مستخدمة اذرعها الإعلامية وأموال المخدرات التي توزعها على عناصرها المندسة بين السكان والتي ظلت تتحين الفرصة لإشعال فتيل المواجهات. واتضحت أن كل ما قيل بشأن الدور المغربي في هذه الأحداث كان حقيقة.
والظاهر أن شعارات النظام المغربي التي تنادي بالوحدة المغاربية والأخوة لم تعد تنطلي على احد بعد انكشاف مخططاتها الدنيئة لإثارة الفتنة والفوضى في غرداية، وحرص الوزير الأول عبد المالك سلال خلال اللقاء الذي جمعه بأعيان غرداية على التأكيد بان دولة شقيقة وراء الفتنة التي عرفتها غرداية، من جانبه قال الأمين العام للارندي، احمد اويحيى، بان الجزائر تدفع ثمن مساندتها لقضية الصحراء الغربية، في إشارة إلى محاولات المغرب المتكررة ضرب استقرار الجزائر. فلم يفوت نظام المخزن، ككل المرات السابقة، الأحداث التي عاشتها غرداية، ليحرك اذرعه الدعائية، للترويج لأكذوبة اضطهاد الأقلية الاباضية، لتبرير سياسته العدائية، بعدم فشل سيناريو الدم الذي وضعته مخابرات الملك، ولم يقتصر هذا السيناريو على المظاهرات في الشوارع، بل تعداه إلى استعمال بعض المنظمات الدولية القريبة من المخزن، وتحريك جيش من «الفايسبوكيين المغاربة» للتهجم على الجزائر عبر صفحات التواصل الاجتماعي، واللافت بان بعض الصفحات المشبوهة المحرضة على العنف في غرداية، استعادت نشاطها بشكل غير مسبوق أيام قليلة قبل الأحداث التي عرفتها الولاية تحرض على الفتنة وتدعو للتدخل الدولي لحماية الأقليات.
وجاءت بداية الحملة إعلاميا، حيث تكدست العديد من المواقع الإعلامية الإخبارية بالأنباء الواردة من غرداية، وحرصت المواقع المغربية على تشويه بعض الحقائق بشأن دور الأمن و وحدات التدخل، واستخدمت صورا للإيحاء بان عناصر الأمن كانت متواطئة مع المجموعات التي استهدفت الميزابيين، ثم انتقلت إلى الإطار الجمعوي، حيث نظم نشطاء مغاربة وقفة احتجاجية وسط مدينة الدار البيضاء مساء السبت، تضامنا مع من اعتبروهم «ضحايا التصفية العرقية» بمدينة غرادية الجزائرية، واحتجاجا على ما أسموه بـ«القمع الذي يتعرض له الأمازيغ في الجزائر». في مقدمتهم نشطاء حركة “توادا نيمازيغن”، حيث عمد هؤلاء إلى محاولة تحريك أدوات الفتنة، والسعي لتدويل قضية الميزابيين، بحجة تعرضهم للتصفية.
أنيس ن
تقاسم مساء أول أمس مالكيون و إباضيون مائدة الإفطار بالحي الإسباني ببلدية أولاد يعيش بولاية البليدة، وجاءت هذه المبادرة التي تضمنت ألف وجبة إفطار حسب أحد المنظمين للتأكيد على الوحدة والتعايش الموجود بين المالكين والإباضيين رغم الأحداث الدامية الأخيرة بولاية غرداية، مشيرا في ذات السياق إلى أن الرسالة التي أرادوا تقديمها من مبادرة الإفطار الجماعي وسط حي شعبي هي التأكيد على وقوف كل الجزائريين ضد العنف وضد الفتنة.
كما أوضح نفس المصدر بأن المبادرة الهدف منها هو بعث رسالة لدعاة الفتنة بأن كل الجزائريين متوحدون ومتحابون ولا يوجد فرق بين مالكي أو إباضي.
و أشار المصدر ذاته إلى أن المبادرة جاءت من طرف سكان الحي الإسباني بأولاد يعيش، حيث اتفقوا بعد الأحداث الأخيرة في ولاية غرداية على تنظيم إفطار جماعي لفائدة ألف شخص يجمع سكان الحي من المالكين والميزابيين المقيمين بالحي المذكور وأحياء أخرى. كما حضر الإفطار عدد من المشايخ من سكان المنطقة، وقد افترش السكان وسط هذا الحي الشعبي طاولات على مسافة طويلة وسط طريق الحي وجلس الإباضي والمالكي على مائدة إفطار واحدة في مشهد يدل على الأخوة والتعايش الدائم.
وفي نفس السياق، لقيت هذه المبادرة استحسان جل السكان الذين هبوا إلى المساهمة في هذا الإفطار من أجل التأكيد على وحدة الجزائريين و بعث رسالة إلى كل المتربصين بالوحدة الوطنية من خلال افتعال مشاكل بين أبناء الوطن الواحد، كما لقيت صور الإفطار الجماعي بين الإباضيين والمالكين تفاعلا كبيرا من طرف المواطنين عبر صفحات الفايسبوك والذين استحسنوا المبادرة وأكدت كل التعليقات على مشاعر الأخوة الموجودة بين المالكين والإباضيين منذ عقود، منددين بالأحداث الأخيرة التي وقعت في غرداية. وشددوا على أن الوحدة خط أحمر لا يمكن تجاوزه و أن أخوة الجزائريين لايمكن أن تمس بفتنة. وأشارت التعليقات إلى أن الجزائريين يجمعهم الدين والوطن ولا يمكن أن تفرق بينهم المذاهب، وأشادت بعض التعليقات الأخرى بخصال أهل بني ميزاب خاصة منهم المقيمين بولاية البليدة والمتخصصين في ممارسة النشاطات التجارية المختلفة والذين لا يعرف عنهم سوى الكرم وحسن الأخلاق.
نورالدين-ع
دعا الخليفة العام للطريقة التيجانية و شيخ زواياها في العالم، سيدي علي العرابي التيجاني مواطني غرداية إلى إعلاء قيم العفو و التسامح و التصالح و نسيان ما جرى.
و جاء في بيان للخلافة العامة للطريقة التيجانية، أن الشيخ التيجاني توجه الى المواطنين في غرداية و القرارة و بريان بدعوتهم الى جعل أيام رمضان المباركة فرصة «لإعلاء قيم العفو و التسامح و التصالح و نسيان ما جرى بالدعوة إلى ثقافة الحوار و جمع القلوب و ائتلاف الأرواح تآخيا و تآزرا».وأضاف أن «الظروف المحيطة بنا و الأخطار المحدقة تحتم علينا تعميق المحبة و التحلي بالحكمة و الرزانة ضمانا للوحدة الوطنية وجمع الكلمة و وحدة الصف وفاء لرسالة الشهداء، و دعما لمساعي رئيس الجمهورية و تفويتا لكل محاولات زعزعة أمن و استقرار الوطن».
و عرفت ولاية غرداية في الأيام الماضية أحداث عنف أدت إلى وفاة أكثر من عشرين شخصا.
ق و