قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن تتم كافة مراحل التسجيلات الجامعية للناجحين في شهادة البكالوريا عبر الخط، مع اعتماد هذه الآلية أيضا في تنظيم الأبواب المفتوحة على الجامعة للتعريف بالتخصصات التي يوفرها القطاع، وذلك في إطار الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا.
كشفت مصادر مسؤولة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي للنصر عن الشروع في التحضير للتسجيلات الجامعية لفائدة الطلبة الجدد، التي ستجري كافة مراحلها لأول مرة عبر الخط أي عن بعد، مما سيعفي الناجحين في شهادة البكالوريا من التقدم إلى المراكز الجامعية لإيداع الملفات بعد انتقاء التخصصات المرغوب فيها وتأكيدها من قبل الوزارة.وتتم عادة التسجيلات الجامعية الخاصة عبر عدة مراحل، وهي التسجيل الأولي أي ملء بطاقة الرغبات عبر الخط، ثم تأكيد التسجيل وهي بمثابة فرصة ثانية تمنح للطالب للإبقاء على نفس الاختيارات أو تغييرها، ثم توجيه الناجحين وتقديم الطعون، وأخيرا التسجيل النهائي بالجامعة المستقبلة، وهي إجراءات ستجري جميعها عبر الأنترنيت لأول مرة، دون إلزام الطالب بأن يحمل الملف الإداري معه لإيداعه بالجامعة المستقبلة.
واتخذت الوزارة هذه التدابير للوقاية من فيروس كورونا، عبر تقليص فرص الحضور إلى المؤسسات الجامعية لإنهاء الإجراءات الإدارية، علما أن الأبواب المفتوحة على الجامعة التي ينظمها القطاع سنويا لفائدة المرشحين للحصول على شهادة البكالوريا ستكون بدورها على الخط لأول مرة، للتعريف بمجالات التكوين والتخصصات التي يوفرها قطاع التعليم العالي، إلى جانب الهياكل البيداغوجية وطاقات الإيواء فضلا عن النقل الجامعي.
كما سيتم هذه السنة توسيع بطاقة الرغبات التي ستشمل أزيد من 4 اختيارات، بغرض تفادي «صفر اختيار»، أي عدم الحصول على الاختيارات المتضمنة في بطاقة الرغبات من قبل الطلبة، عن طريق توسيع فرص الاختيار لفائدة الفائزين في امتحانات شهادة البكالوريا التي ستجري الأسبوع المقبل.
أزيد من 300 مقعد بيداغوجي لاستقبال الطلبة الجدد
وأعدت وزارة التعليم العالي فرضيات بالنسبة لعدد الناجحين المحتملين في شهادة البكالوريا، وهي الفرضيات القصوى والمتوسطة والدنيا، اعتمادا على دراسة وتحليل نتائج شهادة البكالوريا للسنة الماضية، وتتمثل أقصى التوقعات في أن تتجاوز النتائج 300 ألف طالب ناجح، وعلى هذا الأساس سيتم اخذ كافة الاحتياطات لاستقبال الطلبة الجدد، بتوفير العدد المناسب من المقاعد البيداغوجية، حتى يجد كل طالب ناجح مقعدا له في الجامعة.
وتواجه وزارة التعليم العالي ككل سنة ضغطا على مستوى الولايات الكبرى، خاصة العاصمة التي تستقبل سنويا العدد الأهم من الطلبة الجدد، وفق تأكيد المصدر، لذلك سيتم اللجوء إلى إعادة النظر في الدوائر الجغرافية بتوجيه العدد الفائض من الطلبة إلى خارج الولايات الكبرى، لتخفيف الضغط عن التخصصات التي تعرف طلبات كثيرة، على غرار تخصص الطب والصيدلة وكذا المدارس العليا، حتى يتم ضمان مقعد بيداغوجي لكل طالب.
كما سيتم إعادة النظر في الدوائر الجغرافية بالتنسيق مع قطاع الخدمات الجامعية، لأن تحويل الطالب من ولاية إلى أخرى يفرض على القطاع توفير أسرة على مستوى الإقامات الجامعية الموزعة عبر مختلف الولايات، مع الأخذ بعين الاعتبار طاقات الاستيعاب للمدن الجامعية، ويذكر أن قطاع التعليم العالي يستلم سنويا عددا إضافيا من الأسرة لمواجهة الضغط لا سيما على المدارس العليا التي تعتمد التسجيل الوطني، باستقبال الطلبة القادمين من مختلف جهات الوطن، علما أن القطاع يحصي قطاع التعليم العالي أزيد من 1.5 مليون طالب.
ويتم دراسة طاقات الاستيعاب على مستوى المراكز الجامعية قبل توزيع الطلبة الجدد على هذه المرافق البيداغوجية أي أثناء عملية التسجيل، في ظل استمرار إشكالية الضغط الكبير الذي تواجهه سنويا سب تأكيد المصدر «للنصر»، من بينها المدارس العليا للأساتذة التي تدعم قطاع التربية الوطنية سنويا بحوالي 6000 ألاف أستاذ في مختلف المواد التعليمية، مع اللجوء إلى المسابقات الخارجية لتغطية العجز في التأطير، لأن هذا العدد لا يلبي كافة احتياجات قطاع التربية.
اختتام السنة الجامعية
في نهاية نوفمبر
ويستعد قطاع التعليم العالي لاختتام السنة الجامعية لسنة 2020 نهاية شهر نوفمبر القادم، في انتظار المصادقة على تاريخ 19 سبتمبر الجاري كموعد لبداية التعليم الحضوري، على أن ينطلق الموسم الجامعي الجديد لسنة 2021 بداية شهر ديسمبر المقبل، ويجري حاليا إتمام ما تبقى من السنة الجامعية الحالية، عبر إنهاء المحاضرات وإجراء امتحانات الفصل الثاني، ثم الامتحانات الاستدراكية بدورتيها الأولى والثانية، وذلك وفق الرزنامة التي ضبطتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
لطيفة بلحاج