تبنت وزارة التربية الوطنية العديد من مقترحات الشركاء الاجتماعيين، لتنظيم الدراسة في ظل وباء كورونا، من بينها فتح المؤسسات بداية من السابعة صباحا والسماح بدخول التلاميذ مباشرة إلى الأقسام دون التجمع في الفناء، مع إلغاء الاستراحة وتفويج الأقسام، وتوفير ملايين الكمامات للتلاميذ المعوزين.
أكد رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد «للنصر» قبول وزارة التربية لعدد هام من مقترحات نقابات القطاع وممثلي أولياء التلاميذ بخصوص التدابير الصحية والبيداغوجية التي سيتم تطبيقها لتنظيم الدراسة خلال الموسم المزمع انطلاقه رسميا يوم 21 أكتوبر الجاري، من ضمنها إلزام مدراء المؤسسات التعليمية فتح الأبواب بداية من الساعة السابعة صباحا، لاستقبال التلاميذ مع توجيههم مباشرة إلى الأقسام دون تنظيمهم في صفوف، مع منع تجمع الأولياء أمام مداخل المدارس عند إيصال أبنائهم، لا سيما المدارس الابتدائية التي تشهد اكتظاظا يوميا خلال ساعات الدخول والخروج.
كما قررت الوزارة إلغاء فترات الاستراحة، إذ سيتم استغلال الأوقات كلها في الدراسة، التي ستتم عبر أفواج وبالتناوب، كما سيتم اللجوء إلى تلخيص الدروس والتركيز على التعلمات الأساسية، وتقليص الحصة إلى 45 دقيقة بدل ساعة، مع فتح المؤسسات من يوم السبت إلى الخميس بالنسبة لتلاميذ الطورين المتوسط والثانوي، لتعويضهم عن الساعات الضائعة.
كما ستسهر الوصاية على دعم الفئات الهشة من التلاميذ بتوفير الأقنعة لمن لا تسمح لهم ظروفهم المادية باقتنائها أو تجديدها، وبحسب خالد أحمد فإن القطاع يحوز على الملايين من الأقنعة الواقية سيتم استعمالها خلال الموسم الدراسي لتعزيز الإجراءات الوقائية، وسيتم وضعها عند مداخل المؤسسات لتوزيعها على التلاميذ من ذوي الظروف الاجتماعية الصعبة، وكذا على التلاميذ الذين قد ينسون ارتداءها، بالنظر إلى استحالة منع كل تلميذ لا يرتدي الكمامة من دخول المؤسسة وحرمانه من الدراسة إلى غاية توفير هذه الوسيلة الوقائية.
وتوقع المصدر أن تعقد الوزارة لقاء جديدا مع الشركاء الاجتماعيين للإفصاح عن خارطة الطريق النهائية التي سيتم تطبيقها خلال الموسم الدراسي المنتظر، في حين شدد الناطق باسم نقابة ثانويات الجزائر «الكلا» زبير روينة على ضرورة الشروع منذ اليوم في التحضير للدخول المدرسي، مرحبا بقرار استئناف الدراسة المتخذ من طرف مجلس الوزراء، مذكرا بأن تنظيمه كان من بين المؤيدين لتعجيل افتتاح السنة الدراسية، لأن التعطيل قد يدفع بالوزارة إلى الاستعانة بالحلول الترقيعية لمعالجة التأخر، أو للضغط على الأساتذة لإنهاء البرنامج.
وأيد الأستاذ روينة دعم التلاميذ من ذوي الظروف الاجتماعية الهشة، بتمكينهم من الأقنعة الواقية لتخفيف العبء على الأسر المعوزة التي لا يمكنها اقتناء الكمامات ب 50 دج للوحدة يوميا لأبنائها المتمدرسين، وقال إن نقابته تنتظر من الوزارة الإفصاح عن الإجراءات التنظيمية لاستقبال التلاميذ في أحسن الظروف، في إطار توصيات اللجنة العلمية لرصد فيروس كورونا، وبحسب تطورات انتشار الفيروس، مؤكدا بأن كل إجراء بإمكانه ضمان استمرار الدراسة ووقف اتساع المرض ينبغي اتخاذه من طرف الوصاية.
وتخوف من جهته رئيس نقابة الكنابست مزيان مريان من تسجيل تراخي في وضع الأقنعة الواقية بسبب عجز كثير من التلاميذ عن اقتنائها، موضحا بأن نقابته سبق وأن نبهت إلى هذا الإشكال، مقترحا بدوره أن تتدخل الوصاية لتتبع الوضع، وبحسبه فإن التدريس بالأفواج يعد الوسيلة الأنجع للتحكم في الوضع الصحي بعد فتح المؤسسات التعليمية.
وناشد في ذات السياق رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد الأولياء للمساهمة في إنجاح الدخول المدرسي عبر مرافقة أبنائهم وتوعيتهم بخطورة تجاهل التدابير الوقائية، وتتبعهم بعد مغادرة الأقسام، للتحكم في الوضع الصحي خلال الثلاثة اشهر المقبلة، التي تعتبر مرحلة جد حساسة يتوقف عليها نجاح الموسم الدراسي، قائلا إن الأمر يتعلق بوضع عالمي يتطلب التحلي بالوعي والمسؤولية، لذلك فالحذر يبقى مطلوبا من جميع الجهات.
لطيفة بلحاج
