أطلقت المجالس الشعبية البلدية مؤخرا حملة لصيانة وتطهير للمدارس الابتدائية تحضيرا لعودة تلاميذ هذا الطور إلى الأقسام يوم 21 أكتوبر الجاري بعد انقطاع دام سبعة أشهر، مسخرة كل الوسائل المادية والبشرية المتوفرة لضمان دخول آمن وصحي لحوالي 6 ملايين تلميذ.
وشرعت المصالح البلدية فور إعلان وزارة التربية الوطنية رسميا عن تواريخ التحاق تلاميذ الأطوار التعليمية الثالثة بمقاعد الدراسة، في حشد الإمكانيات المادية للتحضير للدخول المدرسي الذي سيكون لأول مرة متأخرا وعبر مرحلتين، عبر الشروع في صيانة وتنظيف وتطهير المدارس الابتدائية التي تخضع من حيث التسيير إلى البلديات، وطلاء قاعات الدراسة واستبدال الطاولات المهترئة وصيانة دورات المياه، وتنظيف الفضاءات المحيطة بالأقسام.
وتسير وتيرة الإعداد للدخول المنتظر من قبل كافة الأسرة التربوية باهتمام كبير بسبب الظرف الصحي، بوتيرة متفاوتة بحسب حجم الإمكانيات المتوفرة لدى كل بلدية، غير أن الانطلاقة تمت على مستوى جميع المدارس تحسبا لاستقبال أزيد من 6 ملايين تلميذ، من بينهم من سيلتحقون لأول مرة بمقاعد الدراسة، وتجري العملية بتنسيق مع جمعيات أولياء التلاميذ التي تجتهد من جهتها لتوفير وحشد الوسائل، كالمعقمات والكمامات وأجهزة التدفئة وغيرها من وسائل العمل، وفق ما كشف عنه خالد أحمد رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ "للنصر".
وأفاد في هذا السياق رئيس بلدية القصبة "اعمر زتيلي" في اتصال معه، بأن أشغال الصيانة الكبرى تنطلق عادة يوم 15 جويلية من كل سنة وتستمر إلى الفاتح من سبتمبر، بعد عقد اجتماع مع كافة مدراء المدارس الابتدائية بحضور اللجان التقنية، لجرد النقائص، لتبدأ فور ذلك أشغال الصيانة والطلاء وتهيئة المطاعم، غير أنه أكد بأن الأميار بصدد انتظار الحصول على تفاصيل البروتوكول الصحي الذي ستعلن عنه وزارة التربية الوطنية للقيام بباقي الإجراءات التحضيرية المرتبطة بالجانب الصحي
وتجتهد بعض المجالس، على غرار المجلس البلدي للجزائر الوسطى لإشراك جمعيات المجتمع المدني وحتى المقاولين للمشاركة في هذه الحملة، في إطار ما يعرف بالديمقراطية التشاركية، بهدف إقحام كافة الطاقات والفعاليات لرفع التحدي وإنجاح الموعد، من خلال حشد الوسائل المادية والبشرية، علما أن وزير التربية كان قد وصف السنة الدراسية الجديدة بأكثر المواسم الدراسية صعوبة، داعيا المعلمين لضمان الدراسة للتلاميذ في إطار الحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
ومن المنتظر أيضا القيام بحملة تنظيف وتعقيم أخرى 72 ساعة للمدارس الابتدائية قبل تاريخ 21 أكتوبر الجاري، حتى يلتحق التلاميذ بمقاعد الدراسة في أحسن الظروف وفي إطار تطبيق البروتوكول الصحي وكذا نظام التدريس الجديد الذي ستعلن عنه الوزارة هذا الأسبوع، والمتضمن أساسا تقليص ساعات الدراسة وتفويج التلاميذ وتنظيم الدخول والخروج، ومراجعة المناهج مع إمكانية إعادة النظر في العطل الفصلية.
إدراج فقرة يومية حول الإجراءات الوقائية ضد كورونا
ومن بين مستجدات الموسم الدراسي المرتقب، إدراج فقرة يومية حل التدابير الوقائية ضد فيروس كورونا، بحسب ما كشف عنه المكلف بالإعلام بالنقابة الوطنية لعمال التربية جهيد حيرش "للنصر"، لتحسيس التلاميذ بالسلوكات الصحية الواجب التقيد بها عند دخول المؤسسة التعليمية للوقاية من المرض وعدم نقل العدوى إلى خارج المحيط المدرسي، عبر احترام التباعد الجسدي وتنظيف الأيادي، وستكون هذه التوجيهات بمثابة درس افتتاحي، لرفع مستوى وعي التلميذ.
وتشدد نقابات التربية على ضرورة استمرار البروتوكول الصحي خلال كافة الموسم الدراسي، وتحذر من اقتصاره على الأيام الأولى فقط، ونبه في هذا الصدد العضو القيادي في النقابة الوطنية لعمال التربية إلى خطورة التراخي من قبل مدراس المؤسسات التعليمية، وتجاهل التدابير الصحية، قائلا إن الإجراءات الاحترازية ودرجة التأهب ينبغي أن تبقى في نفس المستوى، لأن الوضع الصحي ما يزال غير مستقر والمخاوف من تسجيل موجة ثانية للمرض ما تزال مطروحة.
وأثار المتحدث إشكالية عدم وجود مشرفين تربويين على مستوى المدارس الابتدائية عكس المتوسطات والثانويات، وهذا ما سيثقل كاهل الأساتذة حسب تقديره، لأنهم سيتحملون عبء تطبيق الإجراءات الصحية داخل المؤسسة إلى جانب مهامهم البيداغوجية، في حين أعلن رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ عن استعداد الأولياء للمساهمة في تأطير وتنظيم التلاميذ داخل المؤسسة وعند الدخول والخروج لضمان احترام التدابير الوقائية.
لطيفة بلحاج