• “الدستور الجديد نافذة تفتح لجزائر متساوية وعادلة”
قال أمس الجمعة بقسنطينة، وسيط الجمهورية كريم يونس في أول زيارة له لمندوبية محلية تابعة له، إن جميع الجزائريين متساوون على اختلاف رؤاهم السياسية، وشدد على ضرورة إزالة “آفات الحقرة والرشوة والبيروقراطية”، في حين شجع المواطنين على الذهاب إلى صناديق الاقتراع للتعبير عن رأيهم والدفاع عن المشروع الذي بادر به رئيس الجمهورية.
وزار وسيط الجمهورية، كريم يونس، المندوبية المحلية بقسنطينة، حيث أكد أنها أول زيارة له لمندوبية محلية منذ تنصيبه، في حين جال مع المندوب المحلي لوسيط الجمهورية للولاية، يحيى سلامي، مقر المندوبية بشارع “البولفار” في وسط المدينة، حيث ذكر سلامي أنها تضم عشرين من الشخصيات المحلية الناشطة، تطوعوا لاستقبال المواطنين والاستماع إلى انشغالاتهم في إطار مهام المندوبية، فضلا عن عدد من الموظفين المنتدبين من طرف الولاية. وأضاف نفس المصدر أن المندوبية المحلية تعتمد على نظام معلوماتي في التعامل مع الشكاوى والانشغالات المودعة لديها، بعد أن صممه شابان بشكل تطوعي وقدماه للمندوبية، فيما اقترح المندوب على كريم يونس أن يعمم البرنامج على باقي الولايات.
ورافق والي قسنطينة وسيط الجمهورية في الزيارة، حيث أكد المندوب المحلي أن الولاية هي من قامت بتأثيث المقر وتوفير المكاتب ووسائل العمل، فيما أشار إلى أنها استقبلت عرائض من أكثر من سبعمئة مواطن، كما تم اعتماد نظام استقبال بالمواعيد المسبقة في إطار الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا. وقدم المندوب الأعضاء المتطوعين، حيث نبه إلى أن كل واحد منهم متخصص في المجال الذي يحوز فيه اطلاعا واسعا، في حين اطلع وسيط الجمهورية على بعض الاستفسارات التي تلقت المندوبية ردودا عليها من الجهات الرسمية المختصة.
وأدلى كريم يونس بتصريح للصحافة خلال الزيارة، حيث أوضح ردا على سؤال صحفي حول استهجان موطنين لسلوك والي وهران مع أستاذة تعليم ابتدائي وتصريح وزير الشباب والرياضة، بالقول “أنا أقول أن الجزائر لكل الجزائريين سواء كانوا في خندقنا السياسي أو في خندق آخر، وبالنسبة لي كل الجزائريين متساوون ولهم الحق في طرح انشغالاتهم وفي طرح زاوية إيجاد الحلول للمشاكل”، ليضيف “لي الحق أيضا في الدفاع عن خطة سياسية خاصة بقناعتي”. وتحدث وسيط الجمهورية في نفس السياق خلال الكلمة التي ألقاها على أعضاء المندوبية عن أن “جزائر الغد هي الجزائر التي تكون لجميع الجزائريين دون استثناء، وتكون حرة في الأفكار والمعاملات وديمقراطية حقيقية”، مشيرا إلى أن مخالفة السياسيين لا تعني مخالفة الجزائر التي هي ملك للجميع.
واعتبر نفس المصدر أن أول نوفمبر ملك لجميع الجزائريين، فيما يبقى العمل السياسي لمن “يريد أن ينخرط في خطة سياسية معينة”، قبل أن يؤكد بالقول “نحن مع المسار الذي رسمه رئيس الجمهورية ومن واجبنا العمل على تجسيده، لكن هذا لا يمنع من احترام الرأي الآخر”، ليوضح أن ثقة الشعب تأتي “من احترامنا لبعضنا بعضا”، وأن “الجزائر حررها الجميع من أجل الجميع”. وأفرد كريم يونس جزءا من تصريحاته للحديث عن الاستفتاء حول الدستور، حيث قال خلال التصريح الصحفي أن أعضاء وساطة الجمهورية كمواطنين لهم دور في ما يتعلق بالمساهمة في تنظيم الاستفتاء، معتبرا أن الدستور الجديد نافذة تفتح لجزائر “نريدها أحسن ومتساوية وعادلة”، لكنه نبه في رد على سؤال أنه لا يمكنه تقييم الحملة الاستفتائية في الوقت الحالي.
وعبر وسيط الجمهورية عن أمله في أن يتوجه جميع الجزائريين إلى صناديق الاقتراع يوم الاستفتاء للتعبير عن خيارهم، ليضيف أنهم “إن أرادوا الدخول بخطوة كاملة إلى جزائر جديدة ومتساوية وعادلة، فيجب أن يقتنع الجميع بضرورة منح الفرصة للجزائر الجديدة”، داعيا المواطنين إلى التعبير عن رأيهم والدفاع عن المشروع الذي بادر به رئيس الجمهورية، بينما أوضح في كلمته أنه ينبغي تسخير جميع الإمكانيات لتجسيد الصفحة الجديدة التي ستفتح بعد نوفمبر، منبها أن لأعضاء الوساطة دور سياسي مثل جميع المواطنين الجزائريين، وينبغي ألا يكونوا بعيدين عن المسار السياسي في البلاد وألا يكونوا بعيدين عن الثقة التي منحها لهم رئيس الجمهورية لتحسين الأوضاع.
وأشار كريم يونس في حديثه عن وساطة الجمهورية أنها مؤسسة مستقلة تعمل على رفع الغبن عن المواطنين، معتبرا أنه لا يمكن دعم الدولة دون تحسين ظروف المعيشة، فيما قال أن “الحقرة والرشوة والبيروقراطية ما زالت موجودة في الجزائر” وينبغي العمل على إزالة هذه الآفات، كما نبه إلى أن وجود الوساطة في البلاد هو خيار رئيس الجمهورية الذي يسعى إلى مكافحة دولة اللاقانون والبيروقراطية التي تدمّر حقوق المواطن، حيث قال أن الرئيس أكد له عندما دعاه إلى تقلد المسؤولية على ضرورة التعاون على محاربة البيروقراطية، مشيرا إلى أنه يعتمد على المندوبين المحليين الذين يؤدون مهامهم كما يجب في الوقت الحالي.
واعتبر نفس المصدر أن الغاية هي الدفاع عن حقوق المواطن، لكنه أوضح أن قبول اتباع السياسة المنتهجة من طرف الرئيس يعني تحمل مسؤولية إنجاحها. وقد أثنى كريم يونس على مستوى تقدم العصرنة في المندوبية المحلية لوسيط الجمهورية بقسنطينة، في حين أكد أن مندوبيات وسيط الجمهورية على المستوى الوطني قد استقبلت منذ تنصيبها حوالي ألفين وثمانمئة مواطن وتلقت أكثر من أربعة آلاف وثلاثمئة عريضة شكوى، تمت معاينتها وتحويلها إلى الجهات الوصية، في حين أشار إلى أن بعض القطاعات الوزارية قد ردت على الاستفسارات المرسلة إليها، معتبرا أن هناك مسؤولين ديناميكيين ويجيبون، بينما لم يُجب آخرون. وصرح كريم يونس أنه سيتم تنظيم ملتقى وطني خلال العشرة أيام الأولى من شهر نوفمبر يجتمع فيه جميع المندوبين المحليين.
سامي .ح