الباحث في العلاقات الدولية الدكتور بشير شايب للنصر : اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا من ثمار الدبلوماسية و الوساطة الجزائرية

     •الظروف السياسية مهيأة لنجاح  الاتفاق  
• هناك نية حقيقية في التوجه إلى عملية سياسية تفضي إلى إنهاء الأزمة  
 يرى المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور بشير شايب، أن كل الظروف السياسية مهيأة لنجاح  اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا ، خاصة وأنه قد تم تحت إشراف أممي، وقال أن هناك نية حقيقية لدى الأطراف الليبية في التوجه إلى عملية سياسية تفضي إلى إنهاء الأزمة في هذا البلد، معتبرا أن  الاتفاق كان مطلبا جزائريا من البداية، و أنه من ثمار الموقف الجزائري ومن ثمار الدبلوماسية و الوساطة الجزائرية.
وأوضح الدكتور بشير شياب، في تصريح للنصر، أمس، أن اتفاق وقف إطلاق النار الموقع من قبل الأطراف الليبية  المشاركة في حوار اللجنة العسكرية (5+5) بمدينة جنيف السويسرية تحت رعاية الأمم المتحدة، من المنتظر أن يكرس حقيقة لبداية مصالحة ليبية بالنظر إلى الظروف السياسية التي تم فيها هذا الاتفاق، و يرى أن الأطراف الليبية ستلتزم بالاتفاق، لكنه  أشار من جهة أخرى، إلى الموقف التركي الذي بدا مشككا غداة الإعلان عن اتفاق الأطراف الليبية .
و اعتبر أن فرص نجاح هذا الاتفاق أكثر من فرص فشله، لأن الموقف العسكري لم يعد يؤدي إلى شيء ، حيث انتهى الأمر بخط سرت الجفرة ، خطوط حمراء من هذا ومن ذاك، وبالتالي لم يبق إلا الحل السياسي الذي يكفل حقوق الشرق والغرب ووحدة التراب الليبي، مضيفا أن الأولوية حاليا هي ترسيم وقف إطلاق النار وبعدها ترتيبات للتهدئة وفتح المطارات، المسالك والممرات الإنسانية،  تبادل الأسرى، التكفل بالجرحى، بالموازاة مع العملية السياسية، حيث ستكون هناك انتخابات وتوحيد المؤسسات الليبية، رفع الحصار عن الكثير من الموانئ والمطارات  و المناطق، وهذه كلها ترتيبات بجانبها العسكري في حال احترامها، ستساهم كثيرا في الوصول إلى حل في ليبيا .
وبشأن وجود إرادة دولية لإنهاء النزاع، ذكر أن الإرادة الدولية مرتبطة بالمصالح حول ليبيا وفي ليبيا، موضحا أن الصراع في شرق المتوسط انعكس بشيء من الإيجاب على الأزمة الليبية ، فانفجار الوضع في شرق المتوسط مع عدم استقرار الوضع في ليبيا ودول الساحل،  يهدد المصالح الأوروبية والأطراف الدولية بما فيها مصر وتركيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول .
وبخصوص انعكاسات هذا الاتفاق على المنطقة و دول الجوار، أوضح المحلل السياسي ، أن كل تهدئة في ليبيا تنعكس إيجابا على دول الجوار وهذا لا شك فيه ،  مشيرا إلى  بدء مسار مصالحة في البلد الجار ، خاصة وأن هذه المرة نصت على خارطة طريق واضحة من بينها خروج المرتزقة و المقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية  خلال 90 يوما، معتبرا أن التفاصيل التي تضمنها الاتفاق تدل على جديته هذه المرة ومدى التزام الأطراف الليبية به ، وقال في هذا الاطار أن هناك نية حقيقية في التوجه إلى عملية سياسية تفضي إلى إنهاء الأزمة في هذا البلد .
وبالنسبة لموقف الجزائر الثابت من الأزمة في ليبيا، قال مدير تحرير المجلة الإفريقية للعلوم السياسية، أن  الاتفاق بين مختلف الأطراف  كان مطلبا جزائريا من البداية، فموقف الجزائر من الأزمة واضح وهو ضرورة أن يجلس الليبيون حول طاولة بمناقشات ومفاوضات سياسية للوصول إلى حل سياسي ، مشيرا إلى أن الجزائر رحبت بهذا الاتفاق، خاصة أنه من ثمار الموقف الجزائري ومن ثمار الدبلوماسية و الوساطة الجزائرية وتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية وحتى الأطراف الدولية -كما أضاف-.
ومن جانب آخر، ذكر  الباحث أن هذا الاتفاق سبقه اجتماع لممثلي القبائل الليبية ، وأوضح في هذا السياق أن  طبيعة المجتمع الليبي القبلية تجعل من اتفاق القبائل على رؤية محددة ، إضافة وورقة رابحة في يد السياسيين ، للارتكاز على هذا الثقل القبلي، سواء في شرق ليبيا أو غربها،  فالظاهر  -كما أضاف- أن كل القوى السياسية و أيضا القوى الاجتماعية والمتمثلة في القبائل في ليبيا منخرطة وترحب بهذا الاتفاق لإنهاء الأزمة الليبية.
مراد - ح