أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين حاج طاهر بولنوار أمس تراجع سوق المفرقعات والألعاب النارية بنسبة 50 بالمئة، بعد أن انخفضت قيمتها من 10 ملايير دج سنويا إلى 5 ملايير دج فقط هذا الموسم، بسبب تشديد إجراءات الرقابة وكذا الظرف الصحي الذي أثر على نمط استهلاك الأسر.
أوعز حاج طاهر بولنوار في تصريح "للنصر" تراجع تهافت الأسر على اقتناء لوازم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إلى الظرف الصحي الخاص الناجم عن انتشار فيروس كورونا، الذي غير الكثير من العادات من بينها التردد على الأسواق و الفضاءات التجارية للتحضير للمناسبات و الأعياد، لا سيما المولد النبوي الذي يقترن قدومه بانتشار طاولات بيع المفرقعات بمختلف أصنافها وانواعها وكذا الألعاب النارية، كاشفا عن تراجع استقدام هذه السلع بنسبة 50 بالمئة بسبب وباء كورونا الذي أوقف حركة النقل الجوي، وحد من عمليات الاستيراد.
وقدر المصدر قيمة الألعاب النارية والمفرقعات وغيرها من لوازم المستوردة سنويا لإحياء هذه المناسبة الدينية بـ 10 ملايير دج، والتي تقلصت هذا الموسم إلى 5 ملايير دج بسبب الحجر الصحي الذي فرض تشديد الإجراءات الرقابية لا سيما على الواردات القادمة من مناطق انتشار الوباء، مؤكدا بأن 90 بالمئة من الألعاب النارية الموجودة بالسوق العالمية مصدرها الصين الشعبية، التي ظهر بها لأول مرة فيروس كورونا.
وسجل رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين تراجع الإقبال على هذه المواد التي يحذر الأطباء وكذا مصالح الحماية المدنية من استعمالها نظرا لخطورتها لا سيما على الأطفال، قائلا إن العائلات لن تقتني هذه السنة بنفس الوتيرة الألعاب النارية والمفرقعات، لأسباب وقائية لا سيما في ظل عودة انتشار المرض وارتفاع عدد الإصابات اليومية.
وبحسبه فإن تراجع الحركية الاقتصادية والتجارية حتم على الأسر إعادة النظر في نمط الاستهلاك، عبر التخلي عن الكماليات والمقتنيات غير الأساسية والاهتمام بما هو ضروري، لمواجهة هذا الظرف الحساس، لا سيما وأن الاحتفال بالمولد تزامن هذه السنة مع الدخول المدرسي، الذي تخصص له الأسر ميزانية معينة لتوفير اللوازم المدرسية، وبحسب حاج طاهر بولنوار فإن الاهتمام منصب حاليا على اقتناء كل ما يلزم من أدوات وكتب ومحافظ استعدادا للانطلاق الفعلي للدراسة.
كما أثرت عودة انتشار الفيروس مؤخرا على مستوى الإقبال على الأسواق والمساحات التجارية بسبب الخشية من الإصابة بالمرض، في ظل تزايد التحذير من قبل الأخصائيين من إمكانية الدخول في موجة ثانية، جراء عدم احترام مسافة التباعد أو لمس السلع والمعدات المختلفة المعروضة في الأسواق، ويؤكد في هذا الصدد ممثل الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين بأن المخاوف من التقاط العدوى عن طريق لمس الألعاب النارية المعروضة على الطاولات وفي الأسواق الموازية يعد من بين أسباب تراجع الإقبال على هذه المنتجات التي ارتفعت أسعارها مقارنة بالسنة الماضية بسبب تراجع مستوى العرض.
وسجل المصدر أيضا تراجع الطلب على الحلويات والمكسرات خلال هذا الموسم، ولنفس الأسباب المذكورة آنفا، مقابل ارتفاع نسبة الإقبال على مشتقات العجائن ولوازم صنع الحلويات التقليدية والسميد والدقيق، إلى جانب لحوم الدجاج التي عرفت مؤخرا استقرارا في الأسعار 320 و340 دج بعد أن بادرت وزارة الفلاحة عبر الديوان المهني للحوم إلى تدعيم السوق بكميات هامة من اللحوم البيضاء عن طريق توفير أزيد من 40 ألف طن، يتم توزيعها تدريجيا على نقاط البيع الموجودة على أغلب مناطق التراب الوطني.
منظمة حماية المستهلكين تنهى عن التبذير
في حين أرجع رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلكين مصطفى زبدي في اتصال معه قلة الإقبال على اقتناء الألعاب النارية إلى الإجراءات الأمنية المشددة التي بدأت منذ سنوات، فضلا عن تجريم المتاجرة بهذه المواد بسبب خطورتها على صحة الأفراد وسلامة المحيط، فضلا عن العامل التحسيسي والتوعوي للأسر بشأن خطورة استعمال الألعاب النارية والمفرقعات التي تحولت مؤخرا إلى ما يشبه قنابل مصغرة.
ويضاف إلى ذلك عامل القدرة الشرائية التي تراجعت بالنسبة لكثير من الأسر، ليصبح اقتناء هذه المواد في غير المتناول بسبب ارتفاع أسعارها، وفي تقدير مصطفى زبدي فإن اقتناء بعض الأنواع من هذه الألعاب يتطلب تخصيص على الأقل مبلغ 2000 دج، لكنه نفى تراجع أسعار لحوم الدجاج مرجعا ذلك إلى غلاء غذاء الأنعام وعدم تنظيم هذه الشعبة، التي تمارس في الغالب في إطار عائلي.
لطيفة بلحاج