أكدت نقابات التربية وجمعيات أولياء التلاميذ أن ضمان استمرار السنة الدراسية في ظروف آمنة ومطمئنة في ظل تفشي وباء جائحة كورونا، يتوقف على تضافر جهود جميع المتدخلين وتكفل الدولة بانشغالات المؤسسات التربوية، مشددين على ضرورة غرس ثقافة الالتزام الصارم بما ينص عليه البروتوكول الصحي في التلاميذ داخل وخارج المدارس.
واعتبر مزيان مريان رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (سنابيست) أن أهم شروط ضمان استمرارية العام الدراسي تتوقف على ضرورة التزام التلاميذ الصارم في المقام الأول وكل مكونات الأسرة التربوية باتباع التدابير الوقائية من فيروس "كورونا"، وتوصيات اللجنة العلمية، في هذا الشأن، وقال للنصر " إن أهم شروط الاستمرار الآمن للعام الدراسي يتوقف على الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية في كل المؤسسات التعليمية، مع توفير البيئة الصحية للطلاب داخل المدارس، من خلال الاهتمام بالتهوئة الجيدة لحجرات الدراسة والمخابر، ومراعاة عملية تطهير ونظافة المدرسة باستمرار، وتطهير حافلات النقل المدرسي والاهتمام بتطبيق سياسة التباعد الاجتماعي في جميع الأماكن والفضاءات ذات الصلة بتواجد التلاميذ.
ودعا إلى ضرورة قياس درجة حرارة التلاميذ والأساتذة والعمال والأطقم الإدارية يوميا وعدم التراخي في ذلك، مقترحا في ذات الوقت توزيع التلاميذ على الأقسام وفق بطاقية انتشار الوباء والاكتفاء في حالة ظهور حالات مشتبه بها على غلق القسم المعني وليس كل المؤسسة التربوية.
من جهته دعا بوعلام عمورة الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين (ساتاف) إلى ضرورة تدخل الدولة لتوفير الإمكانيات اللازمة لكل المؤسسات التربوية سيما مواد التعقيم والتطهير والكمامات والمياه في دورات المياه، مشددا على ضرورة الاهتمام بتوعية التلاميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة بضرورة الالتزام الصارم بقواعد البروتوكول الصحي وعدم التراخي في ذلك، داخل وخارج المؤسسة التربوية.
أما الصادق دزيري رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين فدعا إلى ضرورة تكيف الجميع مع الوضع الاستثنائي الناجم عن تفشي جائحة كورونا وتوفير الإمكانات المادية الكافية الكفيلة بتغطية كل الاحتياجات من كمامات ومواد التعقيم والتطهير، مقدرا بأن قطاع التربية بحاجة إلى 10 ملايين قناع واقي يوميا، بحساب إجمال عدد التلاميذ والأساتذة والعمال والإداريين.وناشد دزيري السلطات العمومية ومن خلالها وزارات التربية الوطنية، والصحة، والداخلية والجماعات المحلية إلى تكثيف جهودها قصد الاستجابة لكل احتياجات المؤسسات التربوية، في مجال الوقاية، وشروطها، كما ناشد الجمعيات الخيرية وميسوري الحال التدخل لتوفير كل احتياجات الجماعة التربوية لضمان تطبيق البروتوكول الصحي دون حدوث أي خلل.
من جهة أخرى دعا الصادق دزيري إلى معالجة حالات الإصابة المشتبه فيها التي يحتمل ظهورها داخل المدارس بكل هدوء بعيد عن التهويل. ويرى من جهته مسعود بوديبة ، الأمين الوطني المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية (كنابيست)، أن ضمان سيرورة السنة الدراسية في ظروف آمنة ومطمئنة في ظل تفشي جائحة كورونا يتوقف على تضافر جهود الجميع وتكفل الدولة بانشغالات المؤسسات التربوية، بعد أن سجل تراجعا في ميزانية تسيير هذه المؤسسات خلال السنوات الأخيرة بحوالي 60 بالمائة بعنوان التقشف، محذرا من مغبة أي تقصير من السلطات المحلية في التكفل بالمؤسسات التربوية.وأعرب بوديبة عن قناعته بأن التحدي الذي يواجه الأسرة التربوية اليوم هو الإبقاء على سيرورة السنة الدراسية في ظل استمرار تفشي وباء كوفيد19، مشيرا إلى أن الوضع الصحي سيعقد الأمور أكثر بسبب نقص الكادر البشري لتطبيق مبدأ التفويج للأقسام وبناء الجداول الزمنية. وقال " إن خفض الحجم الساعي وتكييف البرامج ليس الحل وأنه من أجل تجاوز الوضع الحالي يجب توسيع دائرة التوظيف " باعتبار أنها حسب رأيه الحل الوحيد لمواجهة إشكالات المؤسسة التربوية.
وترى السيدة جميلة خيار رئيسة الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، بدورها أن التعايش مع وباء كوفيد 19 بات ضروريا، وما علينا ، تضيف سوى المساهمة في توفير مستلزمات ومواد التعقيم والوقاية من هذا الفيروس وعدم ترك المؤسسات التربوية تواجه مصيرها بمفردها.وقالت خيار " إذا كانت وزارة التربية الوطنية قد تبنت خيار التفويج فإن علينا جميعا أن نساهم في نشر الوعي بين أبنائنا وبين سائر الأولياء بضرورة الالتزام الصارم بتطبيق البروتوكول الصحي ومنه التباعد الاجتماعي حتى في وسائل النقل المدرسي". ع.أسابع