أرجعت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم البيضاء خلال الأسابيع الأخيرة إلى تداعيات الاختلال الذي أحدثه انتشار جائحة كورونا خلال الأشهر الأخيرة في معادلة العرض والطلب بسبب الخسائر التي تكبدها المربون خلال فترة الإغلاق التي شهدته المؤسسات الفندقية والمطاعم الكبرى، فيما توقع أن تسجل أسعار الخضر والفواكه تراجعا معتبرا مع الوفرة المتوقعة ابتداء من منتصف شهر نوفمبر.
وأوضح رئيس الجمعية، الحاج الطاهر بولنوار للنصر، أن ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء وتجاوزها عتبة 350 دينار للكيلوغرام، و700 دينار للكيلوغرام من شرائح هذه المادة، في الفترة الأخيرة يعود إلى عدة أسباب على رأسها تراجع الإنتاج في وقت تزايد فيه حجم الطلب على هذه المادة تزامنا مع الدخول الاجتماعي وفتح والمطاعم الكبرى ومطاعم المؤسسات الفندقية أبوابها بعد فترة الإغلاق التي تمت خلال أشهر الحجر الصحي. وأرجع المتحدث بالمناسبة نقص العرض، إلى تقليص المربين لطاقة الإنتاج في هذه الفترة بعد أن تكبدوا – كما قال - خسارة كبيرة خلال فترة الإغلاق في الأشهر الماضية واستبعد في ذات الوقت أن تكون المضاربة وراء ارتفاع أسعار الدجاج.
وقال بولنوار ‹› إن إجراءات الحجر الصحي التي تم اتخاذها منذ شهر مارس الماضي بسبب تفشي وباء كورونا قد كبّدت مربي الدجاج خسائر كبيرة لتراجع الطلب بشكل كبير على استهلاك اللحوم البيضاء وصل إلى حوالي 50 بالمائة سيما بعد غلق المطاعم والفنادق وتوقف عقد المؤتمرات والملتقيات والحفلات، ما جعل الأسعار تنهار في تلك الفترة ونزلت تحت عتبة 200 دينار، الأمر الذي دفع بالمربين خلال الفترة الأخيرة إلى تقليص الإنتاج، تحت تأثير الخوف من عودة الغلق بعد ما تم تسجيل منحا تصاعديا في وتيرة انتشار فيروس كورونا.
وفي تفسيره لارتفاع أسعار الخضر والفواكه خلال الفترة الأخيرة رغم وفرتها في السوق، كالبطاطا التي ارتفع سعرها إلى 65 و 70 دينارا في الكثير من المناطق والعنب إلى 400 دينار على سبيل الذكر الطماطم التي لا تزال أسعارها تفوق الـ 80 دينارا، والكوسا الـ 100 إلى 140 دينارا، أرجع رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين هذا الارتفاع إلى كوننا نمر – كما ذكر - بفترة انتقالية بين موسمين والتي تمتد من مطلع شهر أكتوبر إلى منتصف شهر نوفمبر والتي عادة ما يتراجع خلالها الإنتاج شأنها في ذلك شأن الفترة الانتقالية الأخرى بين موسمين في شهر مارس من كل سنة».
وتوقع المتحدث أن تتراجع أسعار مختلف الخضر والفواكه بعد دخول الإنتاج الشتوي الموسمي الذي توقع أن يكون وفيرا كالجلبانة والفول والحمضيات وغيرها.
وبخصوص ارتفاع أسعار البطاطا قال بولنوار أن ذلك يعود إلى تراجع حجم الإنتاج وما نجم عنه من ندرة لهذه المادة في الأسواق، حيث قلص الكثير من الفلاحين المساحات الخاصة بزراعة هذه المادة إلى حد أدنى – كما ذكر- بسبب الخسائر التي تكبدوها في الفترة السابقة عندما نزلت الأسعار في الأسواق إلى 25 و 30 دينارا أي بنسبة 30 إلى 40 بالمائة.
ووجه بولنوار نداءه بالمناسبة إلى مسؤولي المصالح الفلاحية إلى تخزين كميات معتبرة من المنتوج الجديد الفائض للبطاطا لمواجهة النقص وتزايد الطلب المتوقعين خلال فصل الشتاء.
من جهة أخرى جدّد الحاج الطاهر بولنوار، التأكيد على أن الحديث الذي جرى مؤخرا عن ندرة في مادتي السميد والفرينة بالمدن الشرقية للبلاد، والصدى الذي أخذه عبر الوطن لا أساس لها من الصحة، مؤكدا أن مخزون هاتين المادتين يكفي لأكثر من ثلاثة أشهر أي إلى غاية بداية السنة المقبلة 2021، متهما مروجي الإشاعة من بارونات الأسواق بمحاولة تكرار ما حدث في رمضان الماضي. ع.أسابع