أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد يوم الخميس بأن الجزائر تعيش موجة ثانية لوباء كورونا، وهي أخطر من السابقة، داعيا المواطنين للتحلي بالمسؤولية واليقظة واحترام التدابير الوقائية، لا سيما وضع القناع الواعي باعتباره أنجع وسيلة مع تفادي التجمعات.
وأوضح وزير الصحة في ندوة صحفية نشطها أول أمس بمقر الوزارة بمعية إطارات في القطاع، بأن الجزائر دخلت الموجة الثانية لوباء كورونا، موضحا بشأن معنى الموجة الثانية، وهي الخروج من موجة أولى تكون فيها الإصابات عند مستوى معين ثم يتراجع ليعود إلى نفس الوضع ليتجاوزه بكثير من حيث عدد المرضى، قائلا هذا ما نعيشه اليوم، فنحن أمام موجة ثانية أخطر من الأولى على غرار باقي دول العالم.
ودعا بن بوزيد المواطنين للتحلي بالمسؤولية عبر اتباع الإجراءات الوقائية خاصة وضع القناع الواقي، مقابل التزام الوزارة بتحمل مسؤولياتها كاملة لمواجهة الوضع، عبر توفير وسائل العلاج والتكفل بالمصابين، مؤكدا بأن الفيروس جد خطير ويتغير باستمرار ولا أحد بإمكانه التحكم فيه أو إيقافه، في حين يمكن التحكم في التدابير الاحترازية للحد من انتشار الوباء، متأسفا لتسجيل ضحايا جدد، قائلا إن المستقبل يبدو غامضا وقد يكون أخطر مما نعيشه اليوم.
وأعلن المتحدث بالمناسبة عن استعداد الجزائر لاقتناء اللقاح المضاد لفيروس كورونا إلى جانب 170 دولة أخرى، في إطار مجموعة «كوفكس»، وذلك مهما غلا سعره، من أجل حماية صحة المواطنين، قائلا إن حوالي 10 مخابر بلغت مراحل متقدمة من التجارب العيادية، من ضمن أزيد من 200 مخبر عبر العالم يجتهد من أجل التوصل إلى علاج لفيروس كورونا.
كما التحقت الجزائر بالدول التي تستعد لاقتناء الحقن الخاصة بلقاح كوفيد 19 بأسعار مخفضة، في إطار منظمة اليونيسيف التي تقود المشاورات مع مصانع مختصة لاقتناء 500 مليون حقنة بأسعار تنافسية، حيث تم تخفيض السعر إلى دولارين فقط بدل 40 دولارا.
العودة إلى الحياة الطبيعية والتراخي سبب ارتفاع عدد الإصابات
وفسر وزير الصحة ارتفاع عدد حالات الإصابة اليومية بفيروس كورونا بالعودة إلى الحياة الطبيعية منذ بضعة أسابيع، بعد أن تراجعت العدوى بالفيروس، تم على إثرها الترخيص باستئناف عديد الأنشطة التجارية، وإعادة فتح المؤسسات التعليمية والمساجد، كما سبب هذا الوضع تراجع مستوى اليقظة وعدم الالتزام بالقواعد الصحية التي يوصي بها الأخصائيون في إطار اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا، مشددا على ضرورة وضع الكمامة لكونها الوسيلة الوقائية الأكثر نجاعة لخفض نسبة العدوى إلى مستوى الصفر، بفضل هذه الوسيلة الأقل ثمنا والأكثر وفرة.
وهدد الوزير باتخاذ إجراءات أكثر صرامة في الأيام المقبلة في حال استمرار التراخي وعدم الاكتراث لخطورة الوضع من قبل المواطنين، بغية السيطرة على الوضع على غرار ما لجأت إليه عديد الدول، وبحسبه فإن الجزائر استطاعت احتواء الوضع الوبائي، وهي تستعد من خلال التنسيق ما بين مختلف القطاعات لمواجهة الموجة الثانية باعتبارها أكثر خطورة وشراسة.
وفي رده على انشغالات مواطنين بخصوص وضع المؤسسات الاستشفائية، تعهد وزير الصحة بالشروع هذه الأيام بزيارات ميدانية لمؤسسات القطاع للاطلاع عن كثب على ظروف التكفل بالمرضى، مؤكدا بأن كل المعطيات التي تقدمها اللجنة العلمية بشأن انتشار فيروس كورونا صحيحة ومستمدة من الميدان، وبخصوص ما أثير حول نقص معدات الأكسجين ببعض المستشفيات، من بينها مستشفيات ولاية جيجل، قال الوزير إن ذلك غير صحيح، مشيدا بسهر الولاة على تسيير الوضع الوبائي على المستوى المحلي. وجندت وزارة الصحة وفق ما كشف عنه المدير العام للهياكل الصحية إلياس رحال، أكثر من 16 ألف سرير على المستوى الوطني لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، تم لحد الآن شغل 4 آلاف سرير فقط، وقائلا إنه خلال مرحلة الذروة في شهر جويلية الماضي، تم استغلال 12 ألف سرير للتكفل بالحالات المستعصية، معترفا بحالة الاكتظاظ التي تشهدها مستشفيات العاصمة، وأن نسبة شغل الأسرة على مستوى مصالح الإنعاش بلغت 85 بالمائة، و65 بالمائة بالنسبة لمصالح الاستشفاء.
ولم يستبعد ذات المسؤول تسخير باقي المصالح للتكفل بمرضى كوفيد 19 في حال تفاقم الوضع، مع الإبقاء فقط على الاستعجالات الطبية والمصالح التي تستقبل المرضى المزمنين، وأفاد من جهته مدير الوقاية بوزارة الصحة جمال فورار بأن مناطق الشرق والوسط تعد الأكثر تضررا من انتشار فيروس كورونا مقارنة بالمناطق الغربية والجنوبية، مذكرا بالإجراءات المتخذة منذ ظهور أول حالة في شهر فيفري المنصرم.
لطيفة بلحاج