تصفيات كأس أمم إفريقيا 2022 زيمبابوي – الجزائر (اليوم 14 سا بهراري)
تضع الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، المنتخب الوطني أمام تحديات عديدة، لأن السفرية إلى العاصمة زيمبابوية هراري، تأتي في ظروف استثنائية، والخضر يسعون لضرب عدة عصافير بحجر واحد، مادام النجاح في تفادي الهزيمة، سيسمح بتحقيق الكثير من الأهداف المسطرة، ولو أن التشكيلة الجزائرية، كانت قد وضعت القدم الأولى في «كان» الكاميرون، وأي نتيجة في مباراة اليوم لن تزيحها من صدارة المجموعة الثامنة، كما أنها تحتاج إلى انتصار وحيد في الجولات المتبقية، لترسيم التأهل وضمان المشاركة في العرس القاري للمرة 19.
موقعة هراري، تعد بمثابة أصعب اختبار لكتيبة المدرب بلماضي، منذ التتويج باللقب القاري، لأن العودة إلى أدغال القارة السمراء، يجبر محرز ورفاقه على التكيف مع المعطيات الاستثنائية التي تحيط بالمقابلة، التي تكتسي نتيجة هذا الموعد أهمية بالغة في حسابات التأهل، لأن الخضر يتصدرون الفوج بفارق مريح، لكنهم يسعون لترسيم التأهل مبكرا، وذلك يمر عبر تفادي الهزيمة، وهذا الأمر سيمكن النخبة الوطنية من مواصلة سلسلة نتائجها الإيجابية، ببلوغ المباراة 22 تواليا دون تذوق طعم الانهزام، مع السير بنفس الإيقاع دون هزيمة لمدة 760 يوما، وهي الأرقام التي دفعت بالناخب الوطني إلى مطالبة عناصره، بضرورة بذل قصارى الجهود للعودة بكامل الزاد، كرد فعل على الوجه الشاحب الذي ظهرت به التشكيلة في الشوط الثاني، من لقاء الخميس الماضي أمام ذات المنافس، وشحن البطاريات يكون بإعطاء المزيد من الثقة في النفس والإمكانيات، لعناصر أصبحت مختصة في رفع التحدي.
بحث بلماضي عن نتيجة إيجابية في هراري، يضع التشكيلة الوطنية أمام واحد من أصعب الاختبارات، ليس بالنظر إلى إمكانيات وقيمة المنافس، وإنما بمراعاة المعطيات الأولية للمقابلة، لأن الخضر ومنذ تتويجهم باللقب الإفريقي، كانوا قد قاموا بسفرية واحدة داخل القارة السمراء قادتهم إلى بوتسوانا، وكللت بالنجاح في العودة بكامل الزاد، وارتداء ثوب «بطل القارة» يجعل حلم الإطاحة بالمنتخب الوطني يراود كل المنافسين، وهو الطموح الذي يغذي تشكيلة «الفواريوس»، التي ستعمل على استغلال أفضلية الأرض وما يتبعها للإطاحة بحامل التاج القاري، وبالمرة إثراء الحظوظ في التواجد لخامس مرة في «الكان».
المعطيات الأولية لهذه المقابلة، تبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، لأن التشكيلة الوطنية، اعتادت على التأقلم مع ظروف كل مواجهة، وبلماضي أثبت بأنه يجيد تحضير تشكيلته من الناحية النفسية، عندما يتعلق الأمر بأدغال القارة ومتاعبها، و»سيناريوهات» غامبيا والطوغو وبوتسوانا تبقى راسخة في الأذهان، وتكيف العناصر الوطنية بسرعة مع هذه الظروف يسمح لها بإظهار كامل إمكانياتها، بالتفوق من الناحية الفنية والتكتيكية، دون تجاهل التلاحم الكبير داخل المجموعة، وهي أسلحة يراهن عليها الناخب الوطني للعودة من هراري بنتيجة إيجابية تكون كافية لترسيم التأهل.
بالموازاة مع ذلك، فإن منتخب زيمبابوي يراهن كثيرا على نقاط هذه المواجهة، لإثراء حظوظه في التأهل، لأنه يتواجد في مركز الوصافة، ويبقى مطالبا بالفوز في لقائيه داخل الديار أمام كل من الجزائر وزامبيا لترسيم تواجده في الكاميرون مهما كانت نتائج باقي المنافسين، وتشكيلة التقني الكرواتي لوغاروسيتش كانت قد أبانت في لقاء الذهاب عن إمكانيات معتبرة، خاصة من الناحية البدنية، مع انضباط تكتيكي كبير، ولو أن المعطيات ستتغير، لأن «الفواريوس»، مطالبون بالمبادرة إلى صنع اللعب، لأن أي مكسب غير النقاط الثلاث قد يعقد من حساباتهم في التأهل، فضلا عن تأثر التشكيلة بغياب بعض الركائز.
ص / فرطــاس