السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

إقبال على أجهزة التنفس الاصطناعي وقياس الأكسيجين والحرارة: انتعاش تجارة المواد شبه الصّيدلانية وأطباء يحذّرون من أخطارها

صاحب ظهور وباء كورونا انتعاش تجارة المواد شبه الصيدلانية، التي أصبحت تلقى رواجا واسعا، من بينها أجهزة قياس الحرارة والأكسيجين وأجهزة التنفس، اعتقادا من قبل العامة بأنها مساعدة على مكافحة الفيروس، في وقت يحذر أخصائيون من استعمالها دون استشارة الطبيب، ومن استغلال الظرف الصحي الطارئ من قبل البعض لتحقيق المداخيل على حساب المواطن البسيط.
26 مليون سنتيم لاقتناء جهاز التنفس الاصطناعي
أحدث فيروس كوفيد 19 تغييرا شبه جذري في نشاط تجار المواد شبه صيدلانية، فبعد أن كانت معظم المبيعات تتمثل في المواد المستعملة من طرف الأطباء الأخصائيين، على غرار أطباء جراحة الأسنان والأعين والجراحة العامة، من ضمادات وخيوط الجراحة ومواد وأجهزة قياس ضغط الدم والسكري، وأجهزة أخرى تستعمل في الممارسة اليومية لمهنة الطبيب المختص، أصبحت اليوم أغلب المبيعات إن لم نقل كلها عبارة عن أجهزة ومواد يعتقد أنها تساعد في الوقاية من فيروس كورونا، أو في إسعاف المرضى وتتبع وضعهم الصحي.
ويؤكد في هذا الصدد صاحب محل للمواد شبه الصيدلانية يقع على بعد بضعة أمتار فقط عن المستشفى الجامعي «نفيسة حمود» بحسين داي بالعاصمة، بأن جميع من يقصد محله إما من أجل اقتناء جهاز للتنفس الاصطناعي، الذي قال عنه إنه مفقود في السوق ومن الصعب الحصول عليه، أو من أجل شراء جهاز لقياس نسبة الأكسجين في الدم أو لقياس درجات الحرارة، فضلا عن الكمامات والجيل الكحولي.
ولما سألنا صاحب المحل عما إذا كان الظرف الصحي الطارئ رفع نسبة المبيعات وزاد من رقم أعمال تجارة المواد شبه الصيدلانية، بدا عليه بعض الانزعاج بدعوى أنه مقابل ارتفاع نسبة مبيعات المواد والأجهزة المرتبطة بوباء كوفيد 19، فإن تقهقرا كبيرا شهده الإقبال على باقي المواد التي يحتاجها الأطباء الأخصائيون، بل إن بعضها تراجع إلى مستوى الصفر على حد قوله، بحجة أن العلاج أصبح يقتصر في الغالب على وباء كورونا.
وعن الأسعار قال صاحب المحل إن جهاز قياس نسبة الأكسيجين في الجسم الذي لا يزيد حجمه عن حجم علبة كبريت صغيرة، يتراوح ما بين 4500 و6500 دج، مبررا الاختلاف في الأسعار بالنوعية وبالبلد المنتج والمصدر لهذه المواد.
وغير بعيد عنه، قصدنا متجرا آخر مختص في نفس النشاط، غير أن ما يميزه هو توفره على أجهزة للتنفس الاصطناعي الذاتي، ما أثار استغرابنا لأن الجهاز مفقود في السوق وصعب الحصول عليه، ولما استفسرنا عن الأمر أكدت لنا المكلفة بالمبيعات بأن صاحب النشاط تمكن من استقدامها من بلد أوروبي معروف في هذا المجال، أما عن الأسعار فإن الجهاز بسعة 5 لتر لا يقل ثمنه عن 14 مليون سنتيم، و26 مليون سنتيم بالنسبة للجهاز بسعة 10 لتر، ناصحة المرضى باقتناء الجهاز الثاني.
ورغم غلاء الأسعار إلا أن الإقبال على هذه الأجهزة يزداد كل يوم، وأغلبها يتم اقتناؤها من قبل عائلات المصابين بفيروس كورونا من كبار السن، حسب ما أكدته لنا المكلفة بالمبيعات، بسبب صعوبة الحصول على سرير في المستشفى في ظل هذه الظروف.
صفحات على الفيسبوك لكراء أجهزة التنفس الاصطناعي
وإلى جانب انتعاش تجارة بيع المواد شبه صيدلانية المرتبطة بعلاج والوقاية من كورونا، ظهرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات لتأجير أجهزة التنفس الاصطناعي الذاتي وكذا لبيع الأبسطة المطهرة والكمامات والمعقمات وأجهزة قياس درجات الحرارة والأكسيجين وغيرها من المواد التي ارتبط انتشارها ورواجها بتوسع العدوى بالفيروس.
ومن بين هذه الصفحات، صفحة تابعة لطبيب خاص بالعاصمة،  يقدم الاسعافات والعلاج المنزلي، ويؤجر في ذات الوقت أجهزة للتنفس الاصطناعي، اتصلت به «للنصر» للتعرف عن مستوى الإقبال على هذه الأجهزة وعن الأسعار المعتمدة، ليتم إعلامنا بأن كل الأجهزة تم تأجيرها ولم يبق على مستوى العيادة أي جهاز آخر، وبخصوص التسعيرة المطبقة فهي تقدر ب 5500 دج للأسبوع بالنسبة لجهاز بسعة 5 لتر، و8500 دج بالنسبة للجهاز بسعة 10 لتر.
كما تختص عدد من الشركات في تأجير أجهزة التنفس الاصطناعي، وهي أيضا تعتمد على شبكات التواصل الاجتماعي للترويج لخدماتها لتسعيرتها، ولنوعية الأجهزة وقدرتها على تنقية وتصفية الأكسيجين، هي تعمد أيضا لنشر أرقام هواتفها للاتصال بها من قبل المهتمين.
استعمال أجهزة دون استشارة طبية أخطر من الفيروس في حد ذاته
حذر الدكتور المختص في الصحة العمومية محمد كواش في تصريح «للنصر» من الإفراط في استعمال أجهزة التنفس الاصطناعي، قائلا ليس كل مصاب بكورونا بحاجة إلى هذه الأجهزة، مرجعا الإقبال عليها في ظل انتشار الجائحة إلى تخوف العائلات من التنقل إلى المستشفى خشية نقل المرض إلى باقي الأفراد، وكذا بسبب انتشار شائعات حول استعمال أدوية قاتلة لمعالجة الكوفيد في المستشفيات.
وأكد الدكتور كواش بأن الطبيب وحده من ينصح باستعمال جهاز التنفس الاصطناعي وبإشراف طبي، مؤكدا بأن الجهاز ينفع فقط في حال الصعوبة في التنفس وليس للمصابين بالسعال أو أعراض أخرى، محذرا من خطورة استعمال أجهزة مجهولة المصدر، أو استخدامها من طرف عدة أشخاص، لأن الأقنعة المستخدمة يجب أن تغير عند التداول على الجهاز، لا سيما وأن الكثير منها يتم كراؤها خلال مدة محددة، وعدم استبدالها سيؤدي إلى الإصابة بفيروس كورونا وفيروسات أخرى تمس الجهاز التنفسي.
  كما نبه المتحدث إلى خطورة التنقل إلى العيادات الطبية لتلقي جرعات من الأكسيجين دون أخذ الاحتياطات اللازمة، لأن ذلك قد يعرض الشخص السليم لخطورة الإصابة بالفيروس، موضحا بأن طريقة استعمال أجهزة التنفس قد تبدو غير معقدة، إلا أن كمية الأكسيجين التي يحتاجها كل مصاب ليست نفسها، ويجب أن يحددها الطبيب المعالج أو ممرض ذي خبرة في المجال، فالمخاطر التي يسببها نقص الأكسجين في الجسم لا تقل تعقيدا عن تلك التي يسببها ارتفاع نسبته، من بينها التعرض إلى آلام وتشوهات في الصدر.
الظرف الصحي أصبح فرصة لتحقيق الأرباح
وفي رده على سؤالنا بخصوص الفائدة من الاستعانة بأجهزة لقياس الحرارة ونسبة الأكسيجين في الدم بالنسبة للمرضى بالكوفيد، أو الذين يخشون الإصابة به، أكد الدكتور محمد كواش بأن استعمالهما لا يحقق أي إضافة للمريض بل بالعكس قد يزيد من توتره، خاصة بالنسبة لمستعملي جهاز قياس الأكسيجين، لان المريض قد يضطر من شدة الخوف لاستعمال الجهاز عدة مرات في اليوم دون أي جدوى، فقط الزيادة في نسبة الشعور بالتوتر والقلق والخوف من تداعيات المرض.
ونبه الدكتور كواش إلى استغلال بعض الأطراف الوضع الصحي المتأزم والوسواس القهري الذي اعترى الكثيرين،  لتحقيق الأرباح، عبر بيع منتجات شبه صيدلانية دون استشارة طبية، لا تنفع المصاب بالفيروس ولا تقلل من حجم المرض، على غرار أجهزة قياس الحرارة المستعملة حاليا التي لا تستند حسبه على أي أساس علمي، بل تزيد فقط من الوسواس القهري والخوف من المرض، مثلها مثل «الأكسيمتر»، أو جهاز قياس نسبة الأكسيجين في الدم، مؤكدا بان ممارسة هذا النشاط لا يتطلب تخصا في المجال.
ونصح المصدر كل من يشك في التقاط العدوى بفيروس كورونا بالتشخيص المبكر، واستشارة الطبيب قبل استخدام أي جهاز. 
لطيفة بلحاج

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com