يرى الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد سواهلية ، أن التوجه نحو فتح رأس مال المؤسسات العمومية التي تعاني عجزا ماليا وذلك عن طريق البورصة هو الحل الأمثل حاليا، حتى تكون هذه المؤسسات ذات نجاعة اقتصادية، وأضاف أن المطلوب الآن هو تشخيص واقع هذه المؤسسات الاقتصادية قبل الذهاب إلى الحلول، كما أشار إلى ضرورة إعادة تفعيل عمل البورصة في الجزائر وتحفيز المؤسسات الاقتصادية الأخرى ومنها المؤسسات الخاصة للدخول إلى البورصة والتداول بها .
وأوضح الخبير الاقتصادي، الدكتور أحمد سواهلية في تصريح للنصر، أمس، أن هناك مؤسسات عمومية اقتصادية ليس لها جدوى اقتصادية وليست فعالة ولا تواكب متطلبات السوق ، سيما في ظل المنافسة مع الخواص، خصوصا فيما يتعلق بالأجهزة الكهرومنزلية .
وأضاف أن المطلوب الآن هو تشخيص واقع هذه المؤسسات الاقتصادية قبل الذهاب إلى الحلول، وقال إنه يجب أن نعرف لماذا لم تصبح المؤسسات العمومية الاقتصادية قوية في السوق، باعتبار أن تاريخها يشهد لها بالخبرة والجدية في الميدان خلال العقود السابقة، لذلك لابد أن نجد الجواب اليوم لهذا السؤال .
وفي هذا الإطار، يرى الخبير الاقتصادي، أن من بين الإشكاليات الأساسية للمؤسسات العمومية اليوم هو ضعف الكفاءة البشرية المسيرة في غياب الرؤية الاقتصادية لهذه المؤسسات، لافتا إلى أن المؤسسات الاقتصادية العمومية لازال لها منطق الاتكال على القروض والخزينة والبنوك وهذا الذي جعل منها أنها لا تهتم بدراسة السوق و منتوجها أصبح ليس ذو جودة عالية .
وأكد في هذا السياق، أنه لابد أن تكون لهذه المؤسسات الاقتصادية مردودية قوية، معتبرا أن الذهاب إلى الحلول من خلال طريقة منح القروض لم يعد له أي نفع بل بالعكس أصبح يرهق الخزينة .
واعتبر الدكتور أحمد سواهلية ، أن الذهاب إلى فتح رأس مال المؤسسات العمومية العاجزة ، على الأقل بنسبة معينة عن طريق البورصة هو الحل الوسط والأمثل لإنعاش هذه المؤسسات وإيجاد مكان لها في السوق، مشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة أن تكون الكفاءات البشرية المسيرة، لها الرؤية الاقتصادية للمؤسسات وليس الرؤية الإدارية فقط معناها دراسة السوق، دراسة الجدوى والميزة التنافسية للمنتوجات.
ومن جهة أخرى، أبرز الخبير الاقتصادي، ضرورة إعادة تفعيل عمل البورصة، معتبرا أن نظام البورصة في الجزائر ، لازال ضعيفا ولعله ننعش دور البورصة في تمويل المؤسسات الاقتصادية والتداول بها -كما أضاف-، مما يجعل من كفاءة المؤسسات أفضل مما هي عليه وذلك باشراك أصحاب الأسهم في القرارات الإدارية و الاقتصادية للمؤسسة مما يجعل نجاعتها نحو الأفضل.
وأضاف في نفس الإطار، أنه لابد أن نحفز المؤسسات الاقتصادية الأخرى ومنها المؤسسات الخاصة للدخول إلى البورصة والتداول بها كصيغة تمويلية تنعش هذه المؤسسات ماليا، مما يجعل تفاعل البورصة أكثر يوما بعد يوما.
و أكد الخبير الاقتصادي ، أنه من المفروض أن تكون المؤسسة الاقتصادية إضافة للاقتصاد وليست عبئا عليه.
مراد -ح
