يلتحق الطلبة الجامعيون غدا الثلاثاء بمقاعد الدراسة في إطار تنظيم جديد يعتمد أساسا على الدراسة بالتناوب ضمن بروتوكول صحي صارم، مما يجعله دخولا استثنائيا وفق ما أكده وزير القطاع، بسبب تقليص التعليم الحضوري إلى يومين في الأسبوع، و تخفيض عدد الطلبة المقيمين في الأحياء الجامعية إلى الثلث.
وسيتم إعطاء إشارة الانطلاق الرسمي للموسم الجامعي الجديد 2020/2021 من ولاية المسيلة بحضور الوزير الأول عبد العزيز جراد، وسيعقب ذلك بث كلمة مسجلة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان عبر كافة المؤسسات الجامعية، ستتضمن التدابير الجديدة المتعلقة بتنظيم الدراسة في ظل انتشار وباء كورونا، والحث على أهمية احترامها.
وخلافا للمواسم الجامعية السابقة، يشرع قطاع التعليم العالي لأول مرة في اعتماد نظام التفويج لتنظيم الدراسة الحضورية، عبر تخصيص يومين في الأسبوع لكل فوج، لتقليص الكثافة داخل المؤسسات الجامعية ضمانا للتباعد الجسدي، حيث سيقتصر الحضور على تلقي الدروس في المواد الأساسية والأعمال التطبيقية، في حين سيتم الاعتماد على نظام التعليم عن بعد بالنسبة للدروس ذات الطابع الاستكشافي.
وسيتم إخضاع الطلبة إلى بروتوكول صحي صارم، عبر تحديد وضبط تحركاتهم داخل المؤسسة ومنع التجمعات أو البقاء في الأقسام دون دراسة، إذ سيدخل الطالب مباشرة إلى القسم لتلقي الدرس بحضور الأستاذ، ثم يلزم بالمغادرة فورا بعد انقضاء الوقت المحدد، وفق ما أكده «للنصر» مدير التعليم العالي بالوزارة جمال بوكزاطة، وسيتولى الأعوان السهر على تطبيق هذه الإجراءات بصرامة.
نفس الإجراءات المشددة سيتم تطبيقها داخل الإقامات الجامعية، التي ستكتفي باستقبال ثلث العدد فقط هذه السنة مع منح الأولوية للطلبة القادمين من الولايات البعيدة، من بينها الولايات الجنوبية، بحسب ما أعلن عنه وزير القطاع، مع تخصيص مساحة 6 متر مربع لكل طالب على مستوى الغرفة، كما سيتم اعتماد الوجبات المتنقلة عوض تقديم داخل المطاعم الجامعية.
وبحسب ما أدلى به عبد الباقي بن زيان للقناة الإذاعية الوطنية، فإن كيفية تفويج الطلبة يرجع إلى الكليات، لكن بمراعاة العدد الإجمالي للطلبة ومساحة الهياكل، إذ يمكن للكليات التي لديها عدد محدود من الطلبة تقسيمهم إلى مجموعتين أو استقبالهم في نفس الوقت، طالما أن التباعد الجسدي سيظل مضمونا.
وبشأن نقل الطلبة الجامعيين، ذكر الوزير بالاتفاقية التي تم إبرامها في إطار لجنة مشتركة بين قطاعه ووزارة النقل، لضمان النقل عبر خطوط السكة الحديدية، قائلا إن كل التجهيزات وضعت، ويبقى فقط انتظار القرار من السلطات العليا للبلاد.
وسيكون جزء فقط من الطلبة معنيا بالالتحاق بالمؤسسات الجامعية يوم غد، من مجموع أكثر من 1.5 مليون طالب في جميع الأطوار، لتلتحق باقي الأفواج تدريجيا وفق النظام المطبق على مستوى كل مؤسسة، وعن كيفية إعلام الطلبة بطريقة التفويج، لتفادي تنقل الجميع دفعة واحدة يوم الثلاثاء للاطلاع على الأمر، أفاد مدير التعليم العالي بالوزارة بأن ذلك سيتم عبر المواقع الإلكترونية للمؤسسات، التي ستقوم بنشر المعلومة في حينها، إلى جانب الدور التي ستقوم به مواقع التواصل الاجتماعي في تداول المعلومات ما بين الطلبة.
وسيسهر على تطبيق البروتوكول الصحي داخل المؤسسات الجامعية اللجنة المركزية التي يرأسها الأمين العام للوزارة، بالتنسيق مع اللجان المحلية على مستوى الجامعات، وكذا السلطات المحلية، سواء فيما يتعلق بتعقيم مداخل ومخارج هذه المؤسسات، أو تنظيم الفضاءات البيداغوجية، وتحديد علامات الدخول والخروج ومسارات الحركة داخل الحرم الجامعي.
وتشدد وزارة التعليم العالي على ضرورة التزام الحيطة والحذر، وهي تعول كثيرا على وعي الطلبة، وعلى مساهمة التنظيمات الطلابية في إنجاح الموسم الجامعي الجديد الذي سينطلق في ظل ظروف صحية جد استثنائية، عبر المشاركة في التحسيس والتأطير ومعالجة النقائص التي قد تطرح مع الدخول الجامعي المرتقب يوم الثلاثاء. كما تعول ذات الهيئة على تحسين وسائل التعليم عن بعد، بعد أن حقق نجاحا خلال استكمال ما تبقى من الموسم الجامعي المنصرم، عبر تكوين الأساتذة في هذا المجال، وتحسين شبكة التدفق بالتنسيق مع وزارة البريد، بتطبيق الاتفاقية المبرمة مؤخرا ما بين القطاعين.
لطيفة بلحاج