الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

إضاءات وشهادات من رفاقه في الذكرى التاسعة لرحيله: مهري كـــان مدرســـة يمـــارس السياســـة بأخلاق ساميـــة


استحضر أمس رفقاء للمجاهد والمناضل ، عبد الحميد مهري، خصاله ومحطات من مساره النضالي والسياسي والتربوي، بمناسبة مرور تسع سنوات كاملة على وفاته ذات الثلاثين من يناير من العام 2012.
احتضنت المكتبة الوطنية بالحامة( العاصمة) أمس ندوة فكرية بمناسبة مرور تسع سنوات على رحيل المجاهد والمناضل والأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الحميد مهري، نظمتها مؤسسة "الحوار" الإعلامية، وكانت فرصة لبعض رفقاء المرحوم لتسليط إضاءات على مساره النضالي والتربوي، و الحديث عن خصاله و محطات من حياته.
وقال الدكتور والمؤرخ محمد العربي الزبيري الذي رافق المرحوم خلال فترات من حياته " عبد الحميد مهري رجل عظيم وتمنيت أن يكون نموذجا في ثانوياتنا وجامعاتنا"، مضيفا أن الرجل نموذج يجب أن تفرض على الجيل الجديد دراسة هذه الشخصية والاستفادة منها لأن فيها من العلم والسياسة والنضال وكل الصفات الحميدة.
 من جهته تطرق الوزير الأسبق للتربية الوطنية، علي بن محمد، لمحطات ظلت خفية نوعا ما من نضال مهري قبل الثورة التحريرية، وقال إن نضاله بدأفي سن 18 أو 19 سنة، عندما شارك في تنظيم مظاهرات في منطقة وادي زناتي حيث كان يقطن بعدما رفضت السلطات الاستعمارية الترخيص لبناء مسجد هناك، وفي سنة 1948 التحق بجامع الزيتونة بتونس لكن الجانب النضالي والسياسي كان غالبا عليه فبادر بإنشاء جمعية تضم الطلبة الجزائريين هناك ممن هم على مبدأ حزب الشعب/ حركة انتصار الحريات الديمقراطية.
وبعدها بسنة التقى لأول مرة بالمرحوم محمد بوضياف الذي جاء إلى تونس لمتابعة الشبكة التي أنشأها حزب الشعب في ليبيا لتهريب الأسلحة التي كانت هناك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبعد ذلك بمدة قليلة انضوى تحت لواء حزب الشعب، وفي مطلع الخمسينيات نودي للّحاق بالمقر المركزي للحزب بالعاصمة، ثم عين بعد مؤتمر الحزب عضوا في اللجنة المركزية، وأعطاه الحزب شقة ليسكنها بالعاصمة كانت في النهار مكتبا لمحمد بوضياف وفي الليل شقة لمهري.
 ومن بين المواقف التي أبرزها  علي بن محمد أن مهري رفض طلبا من بوضياف اللحاق بالوفد الخارجي في القاهرة وقال له أكثر من مرة" لن أناضل خارج الجزائر"،  ويقول ذات المتحدث أن مهري كان من القلة التي كانت تعلم بتوقيت اندلاع الثورة التحريرية لأن بوضياف أخبره بأنها ستكون "نهاية الشهر".
وبعد اندلاع الثورة وفي سنة 1955 ألقي عيه القبض وبعد إطلاق سراحه في سنة 1956 رحل وهُرّب إلى القاهرة عبر مارسيليا ثم اسبانيا ومن هناك بجواز سفر مصري  نحو القاهرة بعد ذلك، ومن القاهرة عينته قيادة الثورة ممثلا لبعثتها في دمشق والأردن والعراق.
 ومما يرويه بن محمد في هذا الشأن أن مهري أطلعه في بيته في أحد الأيام على مسودة بأعضاء الحكومة المؤقتة كان الباءات الثلاثة قد طلبوها من مهري، ويقول أن مهري أكد له أن المسودة التي كتبها لم يغير منها أي اسم، سوى أن الباءات الثلاثة أضافوا اسمه فيها كوزير لشؤون المغرب العربي وغيروا حقيبتي محمد يزيد وسعد دحلب فقط، وأنه لم يكن راضيا عن تعيين فرحات عباس رئيسا للحكومة المؤقتة بحجة أن هذا الأخير سيجلب معه أعضاء من تياره السياسي.
كما تطرق الوزير الأسبق للتربية الوطنية للمسار التربوي للراحل عبد الحميد مهري بعد الاستقلال، و قد تعرف عليه عندما كان في وزارة التربية الوطنية واشتغل معه لسنوات.
 أما البرلماني السابق والأستاذ مختار مزراق فقد تحدث عن محطات وأحداث وقعت للراحل مهري عندما كان أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني في تسعينيات القرن الماضي بحكم أنه كان مديرا لديوانه.
وقال فيه" هذا الرجل ليس متواضعا بل هو التواضع بذاته وهو الأخلاق والتسامح وقد تأكدت من ذلك خلال الفترة التي قضيناها معه".
وتحدث مزراق عن خصال كبيرة  كان يتميز بها مهري، فقال إنه كان يحترم وجهة نظر الآخر وأنه لم يمارس أي نوع من الضغط يوما على أي عضو من اللجنة المركزية، وحتى الذين اختلف معهم كان يقدر وجهة نظرهم ويستمع إليهم.
وتطرق مزراق في شهادته إلى مرحلة تنحية مهري من على رأس الحزب العتيد وكيف أنه بعد الفشل في تطويعه بشتى الطرق تم المرور إلى استعمال القوة على حد تعبيره، مشيرا إلى أن قرار تنحيته اتخذ وهو في سانت إيجيديو"، وكيف وقف ضده كبار الآفلان على غرار محمد الشريف مساعدية، محمد الصالح يحياوي، وبيطاط وإن كانوا من الناحية الأخلاقية لم يوقعوا على لائحة تنحيته إلا أنهم كانوا من الناحية السياسية ضده، كما أن بعض المعجبين بمولود حمروش و بعض المقربين منه وقفوا ضده أيضا ووقعوا على لائحة سحب الثقة واستفادوا في نهاية المطاف.
وختم مدير ديوان مهري حديثه بالقول" مهري كان مدرسة يحمل قناعات وكان يمارس السياسة بأخلاق سامية، وهو من القلة الذين كذّبوا مقولة مكيافيلي في مجال ممارسة السياسة".
إلياس -ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com