أكد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية، أمس من ميلة، أن مساجد الجمهورية لا تعاني من أي تعطيل، بل هي تعمل وتنشط وفق القانون الساري المفعول، وتحترم مرجعيتنا الدينية وهويتنا الوطنية، ومعالم شخصيتنا الجزائرية، مضيفا بأن الزوايا تحملت سابقا ولا تزال، مسؤولية تربية النشء وتعليمه القرآن الكريم والعلوم التكميلية كعلوم اللّغة وغيرها، مشيرا بأن الدولة في هذه المرحلة قائمة على قدم و ساق، لمحاربة الفساد بيد ومواصلة البناء والتشييد والحرص على خدمة أبناء الوطن باليد الأخرى.
وخلال اللقاء الذي جمعه بعد صلاة الجمعة لنهار أمس في الزاوية الحملاوية بوادي سقان بولاية ميلة بممثلي الجمعيات الدينية العاملة بمساجد الولاية، قال عيسى بلخضر «إننا نعيش مرحلة نحتاج فيها للتمسك بكل ما يقوي الثوابت والهوية، ويحفظ الوحدة الوطنية، ويقوي كذلك الوعي في عقول أبنائنا وأحاسيسهم وعواطفهم بما يجعل حب الوطن يملأ قلوبهم وعقولهم فلا تؤثر عليهم الرياح العاتية القادمة من الغرب أو الشرق، مع الأمل ببقاء هذا الصرح الديني قائما في تحمل مسؤولية الرباط والمرابطة وحماية الوطن»، وأضاف في ذات السياق «فكما واجه بالأمس العدو الفرنسي، فإنه اليوم بتكوين عقول وأفكار رواده يؤمنهم من الأفكار الواردة والسلوكيات العميلة، عن وعي أحيانا، أو عن غير وعي أحيانا أخرى، ثم أن حماية الوطن واجبة من كل تأثير سياسي، ثقافي ، ديني ، أو اقتصادي تجاري ، مع التنويه بمؤسستنا الأمنية الحامية لحياتنا ، وبالمؤسسة الإعلامية التي تنقل ما يفيد ، والمؤسسة الاقتصادية التي تنتج ما نحتاج وكل يكمل بعضه البعض».
الدولة في هذه المرحلة قائمة على قدم و ساق يضيف مستشار رئيس الجمهورية، لمحاربة الفساد بيد ومواصلة البناء والتشييد والحرص على خدمة أبناء الوطن باليد الأخرى، مشيرا إلى أن الجزائر الجديدة لا تبنى من الأعلى، أو من الوسط فقط، بل كل من موقعه معني بالبناء، «علما وأن ثورتنا التحريرية التي كان شعارها الله أكبر تميزت بروح الأخوة بين أبنائها»، كما أن الجزائريين، يضيف، «أبهروا منذ سنة فقط العالم بتحركهم نحو التغيير دون أن يؤذوا أحدا فلا شجر ولا إنسان تعرض للأذى، ولا صديق أو عدو بلغه الأذى ، إنما أوقفوا مسار الانحراف والفساد واتفقوا على مسار بدايته انتخاب رئيس الجمهورية ولواحقه بناء المؤسسات الأخرى ، من دون انفصال ولا انفصام ، وبرغم تنوع مشارب الجزائريين وتخصصاتهم إلا أن قلوبهم واحدة ، وعدوهم بالأمس يستحيل أن يكون صديقا اليوم وأبناء الوطن واعون بمكر الماكرين وما يروجونه من إشاعات».
ونحن نستذكر في هذه الأيام الحراك المبارك، يضيف مستشار رئيس الجمهورية «فإنه لن يكون مباركا كما قال رئيس الجمهورية، إلا إذا انطلقت أيدينا لصنع تنميتنا، وتحركت مدارسنا بالعلم والفهم والأخلاق، وعمرنا الأرض بالإنتاج، فلا مكان في جزائر اليوم للمتفرجين أو المتهاونين و المتربصين، أو للمستهزئين، بل هي للمضحين وللعقول النظيفة النيرة والقلوب المليئة بالمحبة».
وحول الانشغالات التي طرحها بعض المتدخلين من ممثلي الجمعيات الدينية، خاصة ما تعلق برخص البناء وتسوية الوضعيات الإدارية للمساجد وربطها بمختلف الشبكات القاعدية، والترخيص لصلاة الجمعة بالمساجد التي بلغت نسبة انجاز متقدمة، أوضح السيد بلخضر بأن قانون الجمعيات نظرا للخلل الكبير الموجود به هو حاليا قيد الدراسة لتعديله.
إبراهيم شليغم
