أكد الخبير الطاقوي الدكتور مهماه بوزيان، أمس، على أهمية تعزيز الأمن الطاقوي للبلد وذلك من خلال ضخ الاستثمارات بقوة في حلقة الاستكشاف ضمن منظومة المحروقات، وكذا نشر المزيد من محطات الطاقات المتجددة ، خاصة الطاقة الشمسية والمضي سريعا في تطبيق معايير الفعالية الطاقوية ومن جهة أخرى أشار إلى أهمية تعزيز منظومة الغاز الطبيعي في بلادنا و التي بدورها سوف تعزز منظومة الطاقات المتجددة.
وأبرز الخبير الطاقوي الدكتور مهماه بوزيان، أمس، في تصريح للنصر، ضرورة تعزيز الأمن الطاقوي للبلد وذلك يكون من خلال ثلاثة محاور رئيسية كبرى، والمتمثلة في: ضخ الاستثمارات بقوة في حلقة الاستكشاف ضمن منظومة المحروقات، للرفع من احتياطاتنا وتجديد الحقول الكبيرة للنفط والغاز في الجزائر، لأننا سنبقى على مدى 50 سنة المقبلة في حاجة إلى النفط والغاز والصناعات البتروكيماوية والصناعات التحويلية، -كما أضاف-، و أيضا المناجم من أكبر الأنشطة المستهلكة للطاقة، لذلك إذا أردنا تطوير المناجم لابد أن نحضر منظومة طاقوية والتي تستوفي حاجة الصناعات المنجمية.
وبالنسبة للمحور الثاني، فيتمثل في نشر المزيد من محطات الطاقات المتجددة خاصة الطاقة الشمسية بالجزائر، لتثمين الكمون الشمسي للجزائر والذي هو أكبر كمون في العالم -كما قال-، حيث ينبغي أن نستثمره ونستغله من خلال نشر محطات الطاقة الشمسية ومحطات الطاقات المتجددة.
والمحور الثالث، ينبغي المضي سريعا في تطبيق معايير الفعالية الطاقوية، لأنها في كل العالم تعتبر منجم الذهب -كما قال-، وذلك بالاستثمار في الفعالية الطاقوية بحيث نحافظ على نفس مستوى الرفاه في استخدام الطاقة والوقود والكهرباء، لكن بأقل استخدام ممكن للطن مكافئ للنفط.
واعتبر الخبير الطاقوي، أن هذه المحاور ينبغي أن نجمعها مع بعضها ، ويرى أنه ينبغي في آفاق 2071 أن نصل إلى بناء نموذج طاقوي به 30 بالمئة طاقات متجددة ، 30 بالمئة محروقات، 30 بالمئة فعالية طاقوية والـ10 بالمئة المتبقية تأتي من الموارد الطاقوية التي تقع على الهامش.
ومن جهة أخرى، أشار الدكتور مهماه بوزيان، إلى أن التحول حاليا في العالم هو نحو الغاز الطبيعي والذي يعتبر المعبر السلس لتعزيز منظومة الطاقات المتجددة، وأضاف في هذا السياق، أن الجزائر لديها احتياطات هامة من الغاز الطبيعي لذلك ينبغي أن نعزز منظومة الغاز الطبيعي التي هي بدورها سوف تعزز منظومة الطاقات المتجددة.
وقال إن هذه هي المقاربة الواقعية والسلسة والمربحة وغير المكلفة التي ينبغي أن نمضي لتجسيدها في الـ50 سنة القادمة.
كما أكد الدكتور مهماه بوزيان، أن الأمن الطاقوي ترتبط به كل مستويات الأمن المتبقية، موضحا في هذا الإطار أن الأمن الغذائي يتطلب موارد طاقوية هامة جدا للتوسع في الفلاحة والزراعة، وأيضا لا يمكن أن نتحدث عن الأمن الصحي دون توفير الكهرباء لمنشآتنا الصحية ، كما أن الأمن الرقمي بحاجة إلى معدات هي بحاجة إلى موارد معدنية تحتاج إلى الطاقة، لذلك فإن مختلف مستويات الأمن تتحقق من خلال تعزيز الأمن الطاقوي، مؤكدا في هذا السياق ذاته، على ضرورة تعزيز مواردنا الطاقوية وتثمينها والمستوى الثاني تنويع الاقتصاد، وأوضح أن التنويع الاقتصادي لا يعني الخروج من منظومة المحروقات، مضيفا أنه يجب أن نبقي على حظوظنا من التصدير فيما يخص المحروقات إلى الأسواق الدولية، كما يجب أن نرفع من جهة أخرى من تقديراتنا في الإنتاج لما يستوفي حاجاتنا الوطنية ويرفع من مقدار المنتوجات التي نستطيع أن نبيعها في السوق الدولية، وتكون لدينا موارد هامة من العملة الصعبة . مراد - ح
