أشاد، أمس الاثنين، عضو المكتب السياسي لجبهة البوليساريو مولاي أحمد إبراهيم، بموقف الجزائر الداعم للقضية الصحراوية والذي جسده الخطاب الأخير لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مضيفا خلال زيارة قام بها رفقة وفد خاص إلى جامعة قسنطينة 2، أن الصحراويين صاروا في مواجهة حرب جديدة تُدار في العالم الافتراضي عبر “الذباب الإلكتروني” لتشويه كفاحهم ضد المستعمر.
واحتضنت جامعة عبد الحميد المهري، لقاء حضرته إطارات قدمت منها وكذلك من جامعة صالح بوبندير، حيث أكد مولاي ابراهيم في تصريح للنصر على هامشه، أن موقف الجزائر من القضية الصحراوية تاريخي ويتماشى مع الشرعية والقانون الدوليين، وكذلك مع تاريخ الجزائر المؤيد والمتضامن مع كل الشعوب المضطهدة في العالم.
وأضاف المتحدث أن الجزائر جددت هذا الموقف المتين والقوي باعتبارها بلدا جارا عاش ويلات الاستعمار، مشيدا بالخطاب الأخير للرئيس عبد المجيد تبون الذي أكد فيه أن قضية الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار وبأن لا حل للشعب الصحراوي إلا تقرير مصيره، ويأتي ذلك، بحسب مولاي إبراهيم، في ظل مواقف متبدلة “بناء على المصالح الضيقة”، لكن المصلحة الكبرى والوحيدة للجزائر، هي حق الشعوب في تقرير مصيرها ومساندتها لإدراك الجزائريين قيمة الحرية، وفق تعبيره.
وفي كلمة ألقاها خلال اللقاء، تطرق عضو المكتب السياسي للبوليساريو، إلى خطر الذباب الالكتروني الناشط في الفضاء الافتراضي وبمختلف اللغات وهدفه مثلما يتابع، تشويه كفاح الشعب الصحراوي والقضاء على علاقات التضامن معه، قبل أن يضيف “شعبنا يعتز بكل مكوناته بموقف الجزائر المساند للشعب الصحراوي والذي لم يتغير طيلة 45 سنة رغم تبدل الظروف السياسية والأمنية (...) الجزائر ساعدتنا بضمان مستقبلنا من خلال تكوين الكفاءات والساسة الذين تخرج العديد منهم من جامعاتها، و منها جامعة قسنطينة التي كانت أول من احتضن الطلبة الصحراويين سنة 1984”.
وأضاف مولاي ابراهيم أن الوضعية السائدة في المنطقة تحركها أطراف لها أجندات معينة، ليتابع قائلا “وصلنا إلى حقيقة أن كل هذه التحركات المتسارعة هدفها ضرب الجزائر و استقرارها وأمنها لأنها ظلت عصية بعد الربيع العربي، ومطوقة بجميع المخاطر على حدودها مع ليبيا ومالي وعلى الحدود الغربية التي يتم عبرها إدخال المخدرات التي تصدرها المغرب.
ويرى المتحدث أن تغريدة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بخصوص الصحراء الغربية، تأتي في إطار “مقايضة مفضوحة”، ليضيف “إسرائيل جاءت للمنطقة لا لبناء شعوبها ولا لتطويرها بل لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وتدمير مكاسبنا”.
وتنتظر جبهة البوليساريو، وفق عضو مكتبها السياسي، في نهاية أفريل، قرار مجلس الأمن الذي فشل منذ سنتين في أن يجد مبعوثا خاصا لقضية الصحراء الغربية، كما تنتظر مناقشة المحكمة الأوروبية في الرابع و الخامس من هذا الشهر، اتفاقية الصيد بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المغربية التي تريد إدخال المياه الإقليمية الصحراوية بها، ليتطرق إلى “معارك” يتم خوضها على مستوى الاتحاد الإفريقي” الذي أعطت قمته الأخيرة تفعيلا جديدا لمجلس الأمن الأفريقي.
من جهته، قال رئيس جامعة قسنطينة 2، عبد الوهاب شمام، في كلمته، إن موقف الجامعة يتطابق مع موقف الدولة الجزائرية الثابت بخصوص القضية العادلة للشعب الصحراري، مؤكدا أن مصالحه مستعدة دائما لتقديم يد العون للطلبة الصحراويين.
وفي تصريح للنصر، ذكر البروفيسور شمام أن الوفد قام بجولة عبر مختلف جامعات الوطن للاطلاع على ظروف دراسة وإقامة الطلبة الصحراويين وبحث سبل إنشاء قنوات للتعاون مع المؤسسات العلمية والثقافية التابعة للدولة الصحراوية.
ي.ب