أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن الجزائر تربطها علاقات طيّبة مع فرنسا سمحت بالقضاء على نوع من التشنج، لكن ذلك لن يكون على حساب الذاكرة التي لن نتخلى عنها أبدا، ونفى بشكل قطعي نية الجزائر إرسال جنودها لمهمات خارج الحدود من أجل فلان أو غيره، مؤكدا أن الجزائر اليوم هي بصدد استرجاع مكانتها وقوتها باحترام الآخرين لكن دون التفريط ولو بمليمتر واحد في مصالحها وسيادتها.
وأوضح تبون ردا عن سؤال حول العلاقة مع فرنسا والتقرير الأخير الذي أعده المؤرخ بن يامين ستورا حول ملف الذاكرة بالقول إن للجزائر علاقات طيبة مع الرئيس الفرنسي سمحت بالقضاء على نوع من التشنج في المواقف، لكن كما يعلم الجميع هناك لوبيات قوية في فرنسا، منها لوبي يضم جيران لنا وهو قوي ويشوش، ولوبي آخر من الذين يحنون إلى الماضي والجنة التي فقدوها، وهو لا يريد أن يقترب أحد من الجزائر.
وأضاف أن المؤرخ بن يامين ستورا وبمجرد تعيينه كمكلف بملف الذاكرة تلقى العديد من التهديدات بالموت من قبل هذه اللوبيات، والرئيس ماكرون على علم بوجودها.
أما بالنسبة للجزائر- يؤكد ذات المتحدث- فإنه لن تكون هناك علاقات طيبة على حساب الذاكرة، والجزائر لن تتخلى أبدا عن ذاكرتها لكنها لن تجعل منها سجلا تجاريا، والملفات العالقة بين الطرفين لابد أن تحل بهدوء وذكاء وليس بالشعارات، وبعيدا عن عقدة المستعمر، لأن الجزائر سيدة في كل قراراتها.
ونفى الرئيس تبون في موضوع متصل إرسال الجيش الجزائري إلى خارج الحدود من أجل أطراف أخرى، وقال إن الجزائر لن ترسل أبناء شعبها للتضحية من أجل فلان أو غيره، وقد تقوم بذلك فقط إذا كان بدافع الردع، و هي لن تتخلى عن امتدادها في إفريقيا و في غير إفريقيا.
وعاد ليؤكد مرة أخرى أن الجزائر قوة ضاربة في إفريقيا- أحب من أحب وكره من كره، والجيش الجزائري قوي وصوت الجزائر مسموع في إفريقيا وهناك دول عدة في القارة تطلب منها أن تعلب دورها المعهود، وقد بدأت الجزائر في استرجاع هذا الدور واسترجاع قوتها بأدب واحترام للآخرين لكن دون التفريط ولو بمقدار مليمتر واحد في مصالحها وسيادتها.
كما شدد رئيس الدولة من جهة أخرى على العلاقات الطيبة جدا التي تربط الجزائر بالولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوربي، ومع الأخوة في الخليج العربي رغم اختلاف وجهات النظر في بعض الأحيان.
و جدد بالمناسبة موقف الجزائر الثابت من قضية الصحراء الغربية وقال إن الجزائر لن تتخلى عنها، و قد فصل في هذه المسألة منذ عقود. إ-ب