أكد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري أمس تحقيق تقدم محسوس في تنفيذ المقرر الدراسي لا سيما بالنسبة لأقسام الامتحانات، نافيا تأثير شهر رمضان على استكمال البرنامج الدراسي، متوقعا اتخاذ إجراءات تنظيمية من قبل الوصاية لصالح التلاميذ والأساتذة.
وأفاد صادق دزيري في تصريح "للنصر" بخصوص مستوى تنفيذ الدروس في ظل الإجراءات الاستثنائية للوقاية من فيروس كورونا، بأن العديد من الأساتذة الذين يؤطرون أقسام الامتحانات تمكنوا من تنفيذ نسبة هامة من الدروس الخاصة بالمواد الأساسية، بفضل استغلال الحصص التطبيقية في تنفيذ المقرر، وكذا تقليص عطلتي الشتاء والربيع إلى أسبوع واحد فقط.
وأضاف الأستاذ دزيري بأن تمديد الموسم الدراسي إلى شهر جوان المقبل سيسمح بإنجاز نسبة هامة مما تبقى من المقرر الدراسي الخاص بمختلف المستويات التعليمية، رغم تقليص الحجم الساعي للحصص بسبب جائحة كورونا، وذلك بفضل تحكم الكثير من الأساتذة في الطرق البيداغوجية لتكييف طريقة التدريس مع الظرف الصحي الطارئ.
وأفاد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في رده على سؤال يتعلق بمدى تحكم الأساتذة في كيفيات تلخيص الدروس لتجنب الإسهاب والإطناب دون المساس بالجوهر، أو ما يعرف لدى المختصين بالتكييف البيداغوجي، بأن ذلك يخضع لتجربة الأستاذ، وكذا إلى المرافقة التي يضمنها المفتشون العامون للبيداغوجية لفائدة الأساتذة الجدد، لتحقيق التكافؤ ما بين المؤسسات التعليمية فيما يخص إتمام الدروس، لا سيما بالنسبة للأقسام المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية.
وعبر المصدر عن تفاؤله بشأن ما تبقى من الموسم الدراسي الجاري، في وقت يستعد التلاميذ للعودة اليوم إلى الأقسام بعد انقضاء العطلة الربيعية، نافيا مواجهة أي إشكالات أو عراقيل من قبل الأساتذة لإنهاء البرنامج، باستثناء بعض الضغط الناجم عن تفويج الأقسام لضمان التباعد الجسدي بين التلاميذ للوقاية من فيروس كورونا، وبحسب صادق دزيري فإن الوضع يبعث على التفاؤل، ولا شيء يدعو إلى القلق خاصة إذا استمرت المؤشرات الصحية في الاتجاه نحو الاستقرار، وعدم دخول الجزائر في موجة جديدة للوباء.
وتوقع دزيري أن تلجأ وزارة التربية الوطنية إلى وضع تنظيم خاص بشهر رمضان سيشمل الفترة المسائية لتخفيف الضغط على الأساتذة، قائلا في هذا السياق إن المؤسسات التعليمية لم تتلق لحد الآن أي تعليمات من قبل الوصاية بشأن الشهر الفضيل.
وأضاف من جهته رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السنابست" مزيان مريان بأن شهر رمضان لا يطرح هذه السنة أي إشكال للأساتذة، بحكم الاستفادة من تجارب سابقة كان شهر الصيام يتزامن خلالها مع تنظيم امتحانات فصلية وكذا شهادة البكالوريا، وبحسبه فإن الدراسة ستستمر في ظروف جد عادية لضمان إنهاء نسبة لا بأس بها من البرنامج.
ونصح مزيان مريان الأولياء بالوقوف إلى جانب الأبناء المتمدرسين، وعدم رمي كل الثقل والمسؤولية على عاتق المؤسسات التعليمية في ظل هذا الظرف الصحي الاستثنائي، الذي يتطلب تضافر الجهود والتعاون مع بين أعضاء الأسرة التربوية لتحقيق نتائج أفضل، كما دعا التلاميذ لا سيما المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا بتنظيم وقت الدراسة خلال رمضان، وتجنب السهر لساعات متأخرة، لأن تخزين المعلومات على مستوى المخ يتم خلال الفترة الليلية.
وبحسب المتحدث فإن نسبة هامة من الرسوب في البكالوريا ترجع إلى سوء تنظيم أوقات المراجعة، لأن بعض الطلبة يعتقدون بأن أحسن فترة للمذاكرة هي ساعات الليل المتأخرة وهو ما تنفيه المعطيات العلمية.
وبشأن كيفية التعامل مع كثافة الدروس بالنسبة لعدد من المواد، أوضح مزيان مريان بأن أحسن طريقة لتجاوز هذه العقبة من قبل الأساتذة هي استغلال الحصص التطبيقية، وتلخيص الدروس، وكذا الاستفادة من الدروس التي تعرض على قناة المعرفة بطريقة تفصيلية وبالشرح الكافي، لرفع مستوى التحصيل العلمي للتلميذ، وهو ما اقترحته النقابة على الوزير محمد واجعوط في لقائه بالشركاء الاجتماعيين مؤخرا.
لطيفة بلحاج
