اعتبر خبراء ومختصون، أمس، أن إنفاق الأسرة الجزائرية يرتفع في شهر رمضان، حيث يزداد بنسبة تتراوح بين 20 إلى 25 بالمئة، ويرون أن متوسط إنفاق عائلة متكونة من 5 أفراد، يتراوح بين 50 إلى 70 ألف دينار في رمضان، في ظل ارتفاع في معدل التبذير، وفي هذا الإطار أكد مختصون ، على ضرورة التوعية و مراجعة أسلوب الاستهلاك .
واعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد طرطار، في تصريح للنصر، أمس، أن التبذير أصبح سمة من سمات الجزائري بصورة عامة، وذلك في ظل أشكال الرفاهية نسبيا في المجتمع الجزائري ، مشيرا في هذا السياق إلى عدم ترشيد الاستهلاك من قبل المواطن في مجالات الحياة المختلفة، وهذا في ظل عدم وجود تخطيط أسري قائم على المنهجية العلمية ورسم الاحتياجات بدقة وترسيم سلم أولويات أو أفضليات بالنسبة للعائلة ، لافتا من جهة أخرى، إلى عدم وجود قنوات لاسترجاع بعض المنتوجات وإعادة رسكلتها وتدويرها.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن السلوكات غير الرشيدة وغير الطبيعية، كالإفراط في الشراء والتبذير وإهدار الأموال بالنسبة للمستهلك، تزداد بشكل كبير في شهر رمضان، حيث يتسبب الإفراط في الاستهلاك في زيادة الأسعار وهو ما يضر بالقدرة الشرائية لضعاف ومتوسطي الدخل، كما يشكل ذلك عبئا على المجتمع ، مبرزا ضرورة محاربة ظاهرة التبذير من خلال التوعية والسلوك الرشيد في الاستهلاك .
وأضاف الخبير الاقتصادي ، أن التهافت على الشراء، هدر للمال والطاقات وعدم مراعاة لبقية مكونات المجتمع وأوضح الخبير الاقتصادي أن 20 بالمئة من دخل الفرد على الأقل يذهب هباء نتيجة الإفراط في المشتريات . واعتبر في السياق ذاته، أن إنفاق الأسرة الجزائرية يزيد بشكل كبير في رمضان، حيث يتضاعف إلى ضعفين بالنسبة للأسر الغنية وعند بقية الأسر يزداد بـ 20 إلى 25 بالمئة.
ومن جانبه ، أفاد رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين زكي حريز في تصريح للنصر ، أمس، أن 20 بالمئة تقريبا من المواد الغذائية بشكل عام يتم تبذيرها في رمضان، حسب مختصين.
وأضاف أن إنفاق الأسر الجزائرية في رمضان يزيد رغم أن المداخيل تبقى نفسها، مشيرا إلى أن متوسط إنفاق عائلة متكونة من 5 أفراد يتراوح بين 50 إلى 70 ألف دينار في رمضان .
كما أكد رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين، على ضرورة مراجعة أسلوب الاستهلاك، بحيث يتغير السلوك نحو الأحسن، مع ضرورة القيام بمساعدة المحتاجين في رمضان والتضامن بين الجيران و بين أهل الحي . وبدوره، أشار الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمان عية في تصريح للنصر ، أمس، إلى الزيادة في الإنفاق لدى الأسر بنسبة 20 بالمئة كمتوسط في رمضان ، وأضاف أن هذا الإفراط في الإنفاق له أضرار على الخزينة، خصوصا وأن عدد اكبيرا من السلع مدعومة، وبالتالي الأموال المخصصة للدعم تعرف زيادة وأيضا يتم اللجوء إلى الاستيراد وذلك يكون له تأثير على التوازن المالي، مشيرا إلى ضرورة أن تكون هناك توعية استهلاكية لمكافحة ظاهرة التبذير.
مراد -ح