أعلن رؤساء اثنى عشرة ناديا كبيرا في قارة أوروبا، بقيادة رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، عن إطلاق منافسة جديدة، سميت دوري «السوبر الأوروبي»، لقيت بالمقابل معارضة على نطاق واسع من داخل اللعبة وخارجها، إلا أن الأندية تحدت كل من الاتحاد الدولي والاتحاد الأوروبي، وهو ما أشعل الصراع بين مختلف الأطراف.
وتضم قائمة الأندية صاحبة المبادرة ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وبرشلونة من إسبانيا، إضافة إلى إنتر ميلان وأسي ميلان وجوفنتوس من إيطاليا، فيما ستكون الأندية الإنجليزية ممثلة بليفربول ومانشيستر سيتي ومانشيستر يونايتد وتوتنهام وأرسنال وتشيلسي، فيما رفضت الأندية الألمانية والفرنسية الانخراط في البطولة، إذ كان من المفترض أن يتواجد كل من بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان.
وتفجّرت المفاجأة ليل الأحد إلى الإثنين، بعدما أعلن 12 ناديا إطلاق دوري السوبر الأوروبي لكرة القدم، الذي سينافس دوري الأبطال التقليدي، في خطوة تهدف بشكل أساسي إلى تعزيز الإيرادات التي تأثرت بشكل هائل، بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا.
وكان رئيس ريال مدريد فلورونتينو بيريز، صاحب فكرة إنشاء هذه المنافسة، كرد بطريقة مباشرة على الاتحاد الأوروبي، بالنظر إلى القيمة المتواضعة حسبه التي يتحصل عليها المشاركون في منافسة رابطة الأبطال، بدليل تأكيده رفقة رئيس جوفنتوس أنييلي، استفادة كل فريق يسجل حضوره في الطبعة الجديدة من قيمة قدرها 425 مليون أورو بمجرد قبول المشاركة، و19 مليون أورو للفائز في البطولة، و15 مليون أورو للوصيف صاحب المركز الثاني، و12 مليون أورو لكل فريق تأهل للدور نصف النهائي، علما وأن رئيس الريال أكد حصولهم على دعم مالي، بقيمة 4 مليار أورو من طرف شركة مالية.
نظام المنافسة المعتمد
ستقام المنافسة على شكل دوري بمشاركة 20 فريقا، خمسة عشر منها بتصنيف «المؤسس»، وخمسة فرق أخرى متغيرة كل موسم تشارك بالدعوة، على أن يتم دعوة الأندية بناء على الأداء الموسمي لها في بطولاتها المحلية.
وسيكون نظام المسابقة الجديد، على شكل مجموعتين، تضم كل مجموعة 10 فرق، وستلعب كل الفرق بنظام الذهاب والإياب على أن تتأهل أول ثلاثة فرق من كل مجموعة إلى دور ثمن النهائي، فيما ستقام مباريات فاصلة بين الأندية التي تحتل المركزين الرابع والخامس في المجموعتين، لاستكمال عدد الفرق المتأهلة. ووفقا لما تم الإعلان عنه ستجرى المباريات في وسط الأسبوع، بداية من شهر أوت من كل عام، وستلعب المواجهات في مواعيد من المفترض أن تقام فيها مباريات دوري أبطال أوروبا.
رفض كبير «لجشع الأندية»
جاءت ردة فعل الاتحاد الأوروبي (يويفا) لكرة القدم قوية، إذ نشر على صفحته على «تويتر» بيانا مشتركا مع اتحادات كرة القدم والدوريات الإنجليزي والإسباني والإيطالي، حيث تضمن البيان نقدا شديد اللهجة لخطة «دوري السوبر الأوروبي» وتصريحا بنية (يويفا) عرقلة هذه الخطة، سواء بوسائل رياضية أو قضائية وحرمان الأندية المعنية ولاعبيها من المشاركة في أي بطولة قارية أو عالمية على مستوى الأندية أو المنتخبات.
ولم تقتصر ردود الأفعال على الدوريات الأوروبية الكبرى، بل شملت مشجعي كرة القدم والعديد من اللاعبين والمدربين الحاليين والسابقين مثل غاري نيفيل ظهير مانشستر يونايتد السابق وحتى رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، حيث جاءت معظمها سلبية حتى الآن، وكلها صبت في خانة واحدة، جشع وطمع الأندية، ومحاولة السيطرة والهيمنة على كرة القدم الأوروبية، خاصة من الناحية المادية، دون مراعاة وضعية غالبية الفرق التي تنتظر كل موسم من أجل محاولة إسعاد جماهيرها بضمان المشاركة في إحدى المنافسات القارية.
كما صبت غالبية المواضيع المنشورة في المواقع العالمية في خانة التنديد، مثلما قامت به صحيفة «دايلي مايل» البريطانية التي نشرت صورا لملاك الفرق الإنجليزية التي انضمت للبطولة، ووصفتهم ب»قليلي الحياء»، وحتى جريدة «ليكيب» عنونت صفحتها الأولى»حرب الأثرياء».
الفيفا تهدد والويفا ترد
أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم، رفضه الكامل والصريح لإقامة دوري السوبر الأوروبي، ووصفت «الفيفا» في بيان لها، «السوبر ليغ» بدوري أوروبي انفصالي مغلق، مؤكدة وقوفها بحزم لصالح التضامن في كرة القدم ونموذج إعادة التوزيع العادل، الذي يمكن أن يساعد في تطوير كرة القدم كرياضة، لاسيما على المستوى العالمي، منذ تطوير كرة القدم، كما هدد الاتحاد الدولي بعقوبات ضد كل الأندية واللاعبين الذين سيشاركون في بطولة دوري السوبر الأوروبي المقترحة.
بالمقابل لم ينتظر الاتحاد الأوروبي مطولا، للرد بطريقة مباشرة على مؤسسي «السوبر الأوروبي»، عندما أعلن أمس، عن اعتماد نظام جديد لمنافسة رابطة الأبطال، التي ستعرف وجود 36 فريقا، دون أدوار مجموعات، حيث يخوض كل فريق 10 مباريات أمام 10 منافسين مختلفين، على أن يتم عمل جدول وهمي بعدد نقاط كل فريق وترتيبه، أين يتأهل أول 8 أندية لدور 16، والأندية من 9 إلى 24 يلعبون ملحق تصفية للتأهل لدور 16.
حمزة.س
