قال وزير الخارجية رمطان لعمامرة أن موضوع مكافحة الإرهاب الدولي كان في صلب المحادثات التي جمعته أمس بنظيره الألماني فرانك والتر شتاينماير بالجزائر، ودعا إلى ضرورة خلق نوع من الاحترام المتبادل بين الشعوب لبناء حوار الحضارات وحوار الأديان، بينما وصف الوزير الألماني للخارجية العلاقات بين البلدين بالمثمرة وقال أنه يجب إعطاء الفرصة لجيل الشباب في مجال التدريب والتأهيل الكافي.
شكل موضوع مكافحة الإرهاب و تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين محور اللقاء الذي جمع أمس وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة بنظيره الألماني فرانك والتر شتاينماير الذي يؤدي زيارة إلى بلادنا تدوم يومين، وقال الوزير الألماني في ندوة صحفية مشتركة أمس أن سياسة الاتحاد الأوربي في مجال مكافحة الإرهاب مبنية على تقوية التعاون وتبادل المعلومات بين دول الاتحاد والدول التي تكافح بلدانهم الأصلية، أما رمطان لعمامرة فقد تحدث عن معالجة موضوع الإرهاب الدولي وتشجيع محاربته وما تقوم به كلا من الجزائر وألمانيا في مجال التعبئة ضده، كما تطرقت المحادثات بين الوزيرين إلى المساعي التي تبدل لحل الأزمات الدولية والإقليمية وعلى رأسها قضية فلسطين حتى لا تستغل من قبل مجموعات لتنفيذ أعمال عنف. وفي مجال التعاون العسكري أوضح الوزير الألماني أن بلاده تدرس كل الطلبات التي تقدمها الجزائر في هذا المجال لكن لم يتم اتخاذ أي قرار رسمي بشأنها لحد الآن، وتجنب الوزير الألماني الخوض في الأزمات الإقليمية، وأوضح أن العلاقات بين الجزائر وألمانيا على تقتصر فقط على ملف مالي والأزمات الأخرى، بل هي علاقات مثمرة على حد تعبيره، وانه من الضروري إعطاء الفرص المستقبلية لجيل الشباب في مجال التدريب والتأهيل الكافي، وأوضح أن وفدا اقتصاديا كبيرا يرافقه في هذه الزيارة وسيلتقي اليوم نظرائه من الجزائر، وتحدث أيضا عن أن بين مرافقيه ممثلي مؤسسة طلابية ألمانيا، وبالمناسبة سيتم اليوم إطلاق مشروع نموذجي في جامعة الجزائر يخص تدريب المهندسين. أما وزيرنا للشؤون الخارجية فقد أوضح أن ملفات ليبيا ومالي وبعض الأزمات الأخرى في الشرق الأوسط عولجت كلها مع نظيره الألماني، وشدد على أن خيار الحل السياسي السلمي للازمة لليبية وغيرها يبقى قائما وقويا وان اجتماع نواقشط لم يشر إلى أي تدخل عسكري اجبني في ليبيا قدر التركيز من طرف من شاركوا فيه على مكافحة الإرهاب وإعطاء الفرصة للجهود التي تبدلها الجزائر في هذا المجال.
أما بشأن الاعتداءات المتكررة ضد رموز إسلامية في فرنسا بعد حادثة «شارلي إيبدو» فقد أوضح لعمامرة أن ما حصل هناك اعتبر إرهابا لكن في نفس الوقت لابد من احترام الرموز القوية للديانات وعدم المساس بمشاعر المسلمين، وقال انه قد يختلف فهم الناس لحرية التعبير لكن تبقى الضرورة ملحة لاحترام القيم التي يبنى عليها التعايش والتعاون بين الأمم واحترام القواسم المشتركة لبناء حوار الحضارات وحوار الديانات. واعتبر الزيارات المتعددة التي يقوم بها رؤساء من دول افريقية إلى بلدنا أمرا طبيعيا بالنظر لمكانة والدور الذي تلعبه الجزائر ومساهمتها في التعاون الدولي. وسيلتقي الوزير الألماني للخارجية رفقة الوفد المرافق له اليوم وزير الصناعة والمناجم ومسؤولين من قطاعات أخرى.
محمد عدنان