استبعد اخصائيون تقليص الإجراءات الوقائية تحسبا للافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف الذي سيكون غدا، إذ سيقضي الجزائريون للسنة الثانية على التوالي العطلة الصيفية في ظل تدابير احترازية صارمة ستفرض على المركبات والفضاءات السياحية، وعلى الأماكن التي تتجمع فيها العائلات للوقاية من الفيروس.
كشف البروفيسور كمال جنوحات رئيس المخابر المركزية في تصريح «للنصر» عن الإبقاء على نفس الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا خلال موسم الاصطياف الذي سيتم افتتاحه غدا الثلاثاء الموافق للأول من جوان، بإلزام الفنادق والمركبات السياحية والمنتزهات بتطبيق التدابير الاحترازية المحددة من قبل اللجنة العلمية، من بينها احترام مسافة التباعد الاجتماعي، عبر تخفيض الطاقة الاستيعابية لهذه المرافق إلى 50 بالمائة.
وأكد رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة بأن العودة إلى الفتح الشامل لمختلف الأنشطة لم يحن وقته بعد بسبب استمرار الوضعية الوبائية، لذلك ستلتزم المركبات السياحية باستغلال طاقات الاستقبال، بما يضمن احترام التباعد الاجتماعي بين من يقصدونها لقضاء العطلة السنوية من داخل وخارج الوطن.
واستبعد المصدر إعادة فتح قاعات الحفلات نظرا لصعوبة ضبط النظام بداخلها، وإجبار المدعوين على أن يلزموا مقاعدهم وأن يجلسوا في أماكن متباعدة، وهو ما يبرر استمرار غلقها رغم احتجاج مسيريها على عدم رفع قرار الحظر، مطالبين بالترخيص لهم بالنشاط وفق شروط محددة، لتدارك الخسائر المترتبة عن إجراءات الغلق.وأوضح البروفيسور جنوحات بشأن التردد على الشواطئ من قبل المصطافين خلال هذا الموسم، بأن ذلك ينبغي أن يكون في ظل مراعاة الشروط الوقائية، من بينها تجنب الاكتظاظ، قائلا إن التواجد في الفضاءات المفتوحة يقلل من احتمال التقاط العدوى بفيروس كورونا، على غرار الشواطئ، كما أن مياه البحر لا تعد ناقلة لفيروس كوفيد 19 بسبب درجة ملوحتها المرتفعة، لكن لا يجب أن يكون هذا حجة للقفز على الإجراءات الاحترازية التي يوصي بها الأخصائيون، لأن الخطر ما يزال يتهددنا، والسلالات المتحورة ترسم يوميا سيناريوهات مخيفة. ويضيف المختص في علم المناعة بأن استغلال الفضاءات الموجودة بالمركبات السياحية سيتم وفق الإجراءات المطبقة على القاعات التي تحتضن الندوات والأنشطة العلمية، مع إجبارية ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، واستبعد المتحدث تشديد التدابير الوقائية بفضل استقرار الوضعية الوبائية، والارتفاع الطفيف لمستوى انتشار الفيروس.
وأكد من جانبه الدكتور محمد ملهاق آخصائي في علم الفيروسات وبيولوجي سابق في مخابر التحاليل الطبية، في رده على سؤال «للنصر» حول كيفية التعايش مع الفيروس خلال موسم الاصطياف، مع الاستعداد لاستقبال الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج، قائلا إن ذلك سيكون في إطار الإجراءات الوقائية التي تم إقرارها في موسم الاصطياف الماضي، دون إدخال أي تغيير عليها لأن الوضع الوبائي ما يزال قائما، والمخاوف من ظهور سلالات متحورة جديدة ما تزال مستمرة.
وحث الباحث في علم الفيروسات المغتربين الذين يستعدون للدخول إلى ارض الوطن ابتداء من الفاتح جوان، على ضرورة تفهم الوضع الصحي، وأن يتذكروا بأننا ما زلنا نعيش ظروفا استثنائية تقتضي التقيد بجملة من السلوكات الوقائية، لأننا لم نصل بعد إلى الإصابة صفر، كما أننا لم نبلغ بعد مستوى المناعة الجماعية، التي تجعل من الفيروس أقل خطورة على صحة الأفراد.ويضيف الدكتور ملهاق بأن احترام الإجراءات الاستثنائية سيسمح بتمضية عطلة آمنة، من بينها التباعد الجسدي ونظافة الأيادي وارتداء القناع الواقي، وتجنب الأماكن المكتظة، خاصة بالشواطئ، للوصول إلى مستوى التعايش الفعلي مع الفيروس.
لطيفة بلحاج