أعدت الأحزاب السياسية والقوائم المشاركة في الاستحقاقات القادمة أجندة مكثفة لما تبقى من عمر الحملة الانتخابية، واختارت بعضها النزول في دوريات إلى الغرب لمخاطبة الشارع، وفضلت تشكيلات أخرى الجنوب لإثارة ملفات سياسية اجتماعية، بينما ارتأت بعض الأحزاب ولايات الوسط، لمخاطبة الناخبين وشرح برنامجها الانتخابي.
ضبطت الأحزاب السياسية والقوائم الحرة برنامجا ثريا لتنشيط ما تبقى من عمر الحملة الانتخابية التي تنتهي آجالها يوم 8 جوان القادم، بتنظيم لقاءات وتجمعات وحملات جوارية لإقناع الناخبين بالمشاركة في الاستحقاقات، ومنح الأصوات لمن يرونه الأنسب، واختارت من جهتها القيادات الحزبية الولايات التي تتمركز فيها القواعد النضالية، والتي تمثل رمزية بالنسبة للحزب، لاختتام الحملة.
وفي هذا الصدد، يعول التجمع الوطني الديمقراطي على الجنوب والهضاب لتوجيه رسائل سياسية هامة في إطار تجمعات ينشطها الأمين العام للحزب هذا الأسبوع، وبحسب الناطق باسم الأرندي الصافي لعرابي فإن الطيب زيتوني سيكون موجودا في عدد من الولايات، من بينها تمنراست للحديث عن أهمية تعزيز الأمن القومي بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي والحساس للولاية، كما سيثير ملف الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية في ولايات أخرى حققت قفزة في هذا المجال، على غرار الجلفة، وصولا إلى تيارت التي تعد مرجعا في الصناعة الميكانيكية.
وتعد منطقة الصحراء القلب النابض للبلاد، لذلك حرص الأرندي على منحها أهمية خاصة في الحملة الانتخابية، واختيارها لاختتام الجولات التي قادت الأمين العام إلى عدة ولايات، لتوجيه رسائل سياسية، وشرح وجهة نظر الحزب فيما يخص معالجة الأزمة الاقتصادية، علما أن الحزب كيف خطابه الانتخابي مع خصوصية كل منطقة، وقرر جعل التجمع الذي ينظمه اليوم طيب زيتوني بالعاصمة، حوصلة للحملة الانتخابية.
وبالنسبة لحزب طلائع الحريات، فإن آخر تجمع له سيكون يوم 8 جوان الجاري بالعاصمة، ستستغله القيادة لشرح رؤية الحزب فيما يخص الملفات السياسية والاقتصادية المطروحة، فضلا عن التذكير بالوعود التي قطعها المترشحون عبر الولايات لتلبية المطالب الاجتماعية التي عبر عنها المواطنون خلال الحملات الجوارية التي لم تتوقف منذ انطلاق الحملة، وفق ما كشف عنه «للنصر» العضو القيادي في الحزب والمرشح ضمن قائمة العاصمة محمد ملهاق.
ويواصل رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان جولته عبر الولايات الغربية، حيث حط أمس بولاية تلمسان لعرض برنامجه الانتخابي، قبل أن يعود إلى الشرق ليختتم الحملة الانتخابية بتنظيم تجمع شعبي بولاية ميلة ثم قسنطينة يوم الثلاثاء القادم، في إطار تنفيذ برنامج الحملة الذي يمتد لـ 20 يوما، ويخص عدة دوائر انتخابية ترشح فيها مناضلو جيل جديد، كما حرص بدوره على تكييف الخطاب مع خصوصية كل منطقة.
وضبط رئيس حزب جيل جديد مواعيد مع وسائل إعلامية لتنظيم لقاءات وندوات صحفية هذا الأسبوع، فضلا عن تنشيط تجمع شعبي بالعاصمة غدا الأحد، إلى جانب استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لشرح البرنامج واستقطاب فئة الشباب للمشاركة في العملية الانتخابية.
ويقوم رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري هذا الأسبوع بدورية إلى الغرب لاستمالة الناخبين، وشرح الرؤية السياسية للحزب فيما يخص الملفات الهامة، على غرار التشكيلة الحكومية المقبلة التي يفضل أن تكون ائتلافية، وبحسب القيادي في الحركة نعمان لعور فإن حمس لن تركز خلال ما تبقى من عمر الحملة على مناطق دون الأخرى، لأن كل الولايات مهمة بالنسبة لها، كما أنها تملك الطاقات والقدرات للتحرك في جميع الأماكن.
وسيجتهد رئيس الحركة هذه الأيام للترويج للعمل التشاركي، عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتأكيد نيته في التعاون والعمل الجماعي لصالح البلاد، وذلك في حال كان هو الفائز بأكبر عدد من المقاعد، ويضيف في هذا السياق نعمان لعور بأن العمل التشاركي والجماعي ومنح الأولوية للوطن، هو شعار الحركة هذه الأيام، وسيكون آخر تجمع لها يوم 8 جوان بالعاصمة بالقاعة البيضوية، بمثابة المحطة الختامية لتلخيص برنامج الحملة، وتوجيه رسائل سياسية.
في حين تواصل القوائم الحرة التركيز على العمل الجواري واعتماده إلى آخر دقيقة من عمر الحملة الانتخابية القانوني، وتؤكد في هذا المجال آسيا عثامنية مترشحة ضمن قائمة «أحرار الدزاير»، بأن رهانهم هو العمل الجواري، واعتماد مواقع التواصل الاجتماعي، والمشاركة في الحصص الإعلامية القريبة من المشاهدين، وكذا مع الفئات العمالية والتنظيمات النقابية لاستمالة الناخبين، فضلا عن التواصل المباشر مع المواطنين لشرح البرنامج الانتخابي، وما يمكن أن يقدمه النائب للمواطن.
لطيفة بلحاج