توقّع المختص في الصحة العمومية الدكتور امحمد كواش أمس الإقبال على تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا خلال هذه الأيام، بالتزامن مع ارتفاع عدد الحالات الجديدة، وتزايد التحذيرات من الدخول في موجة ثالثة.
وأكد الدكتور كواش في تصريح "للنصر"، بأن تفشي وباء كورونا مع بداية هذه الصائفة، وارتفاع في أعداد الإصابات وسط فئة الشباب، من شأنه أن يحفز المواطنين المعنين بحملة التلقيح على التوجه إلى الوحدات الصحية لتلقي الجرعة الأولى ثم الثانية، من أجل تعزيز المناعة ضد الفيروس الذي أصبح أكثر انتشارا مقارنة بالفترات السابقة.
وكانت المنظمة العالمية للصحة أكدت بأن تحقيق المناعة الجماعية يقتضي أن تشمل حملة التلقيح نسبة 60 إلى 70 بالمائة من المواطنين، مفسرا العزوف عن تلقي اللقاح بالإشاعات المغرضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتقليل من أهمية العملية، عبر التخويف من الآثار الجانبية للقاح.
ويؤكد في هذا الصدد المتحدث بأن كل اللقاحات التي تم اكتشافها في العقود السابقة، عرفت نفس الحملة عند بداية استعمالها، وهذا أمر جد طبيعي قبل أن تبلغ مرحلة الرواج، داعيا وسائل الإعلام للمساهمة بفعالية في توعية المواطن بأهمية المساهمة في بلوغ المناعة الجماعية للخروج من الوضعية الوبائية، وتخفيف الضغط على المصحات الاستشفائية التي أصبحت تواجه أزمة حقيقية.
ويرى الدكتور كواش بأن إنتاج اللقاح وتوزيعه عبر العالم يجري في ظل منافسة شرسة بين المخابر المعنية، وأن الوضع وصل مؤخرا إلى ما يشبه الحرب غير المعلنة ما بين المنتجين، لذلك نسمع من حين إلى آخر عن أعراض جانبية غير صحيحة لبعض الأنواع من اللقاحات، وما يؤكد عدم صحتها هو أن العالم لم يشهد حالات وفاة بسبب اللقاح في حد ذاته.
وأضاف المصدر بخصوص ما تم الترويج له عن تعرض أشخاص تم تلقيحهم بلقاح أسترازينيكا إلى تجلط في الدم، بأن عدد الحالات المحتملة لا يتجاوز الأربعة في 1 مليون، في حين أن فيروس كورونا وحبوب منع الحمل والتدخين يسبب مئات حالات تجلط الدم.
وتقتصر الآثار الجانبية للقاح على بعض الإرهاق والطفح الموضعي، وبعض الحمى فقط، وفي ظل الارتفاع المخيف في الحالات الجديدة يقول المتحدث، يستوجب على الفئات المعنية، في مقدمتهم كبار السن والمرضى المزمنين، الالتحاق بالحملة، التي خصصت لها وزارة الصحة كل الإمكانات المادية والبشرية لإنجاحها، مع اقتناء كميات إضافية من الجرعات ستصل نهاية الشهر إلى 10 مليون جرعة.
ويعتقد المتدخل بأن تفشي الفيروس سيكون عاملا مشجعا على الانضمام إلى حملة التلقيح التي تجري عبر عديد الوحدات الصحية في كافة الولايات، لا سيما وأن المراكز المخصصة لهذا الغرض لم تحدد أي شروط مسبقة للالتحاق بالحملة.
ومن شأن الإجراءات المفروضة على الراغبين في الدخول إلى أرض الوطن أو الخروج منه، والمتمثلة أساسا في التلقيح ضد الفيروس، أن يساهم في توسيع دائرة المعنيين باللقاح، وبالتالي الحد من مستوى العدوى بالفيروس، خاصة مع الانتشار المقلق للسلالة البريطانية التي مست على وجه الخصوص فئة الشباب.
ولم يستبعد المختص في الصحة العمومية تشديد الإجراءات الوقائية، في حال استمرار حالة التراخي والتجاهل التام للبروتوكول الصحي من قبل المواطنين، مؤكدا بأنه على مستوى بعض الولايات تم اتخاذ قرار رفع الكراسي في المقاهي، والتشديد على ارتداء الكمامة بالنسبة للسائقين. لطيفة بلحاج