مرّت السلطات العمومية في الأيام الأخيرة إلى السرعة القصوى في عملية تلقيح المواطنين ضد وباء كوفيد 19 بالتزامن و الارتفاع المقلق لمنحى الإصابات المسجل يوميا، في خطوة حاسمة نحو تطويق هذا الوباء الخطير في وقت قياسي.
تتزايد وتيرة تلقيح المواطنين ضد وباء كورونا كوفيد 19 من يوم لآخر في سياق حملة مكثفة تقوم بها السلطات المختصة منذ أيام، خاصة بعد الاجتماع الأخير الذي عقده رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، مع أعضاء اللجنة العلمية المكلفة برصد ومتابعة تفشي وباء كورونا، والذي خرج بتوصيات عدة أهمها إعادة تفعيل الإجراءات الوقائية المتخذة منذ بداية تفشي الوباء بكل صرامة، على غرار ارتداء الكمامة، والتباعد الجسدي وتعميم استعمال المعقمات وأيضا تسريع وتيرة التلقيح، ورفع طاقة استيعاب الأسرة المخصصة لمرضى كوفيد 19 واستغلالها الأمثل خاصة في المدن الكبرى.
وقد انخرطت العديد من مؤسسات الدولة في هذا المسعى بقوة وبكل طاقاتها و إمكاناتها، من أجل تحصين أكبر عدد ممكن من المواطنين ضد هذا الوباء القاتل خاصة مع الارتفاع المسجل في عدد الإصابات وعدد الوفيات يوميا عبر مختلف ولايات القطر الوطني.
وعلى هذا النحو فقد أمر وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود الأحد الماضي جميع ولاة الجمهورية بضرورة تجنيد كافة الوسائل المادية والبشرية لتسريع وتيرة التلقيح عبر جميع ولايات الوطن.
وأكد الوزير في اجتماع تنسيقي عبر تقنية التحاضر عن بعد مع الولاة على ضرورة تعزيز عمليات التلقيح لصالح المواطنين وتنظيمها على مستوى المرافق الجوارية كالمساجد والمساحات الجارية الكبرى والساحات العمومية، وتخصيص أماكن للعملية على مستوى أماكن العمل ودعم العملية بحملات حسيس وتوعية.
و تبعا لذلك انخرطت مؤسسات أخرى في العملية على غرار الجامعات التي خصصت مساحات على مستواها لتلقيح عمالها وموظفيها، والمساجد، ومنظمات وطنية مثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين وغيره، و الملاحظ في الأيام الأخيرة زيادة المساحات والأماكن المخصصة لعلمية التلقيح عبر كافة بلديات القطر حسب الإمكانيات.
وهكذا فقد أعلنت حالة استنفار حقيقية عبر الوطن من اجل تسريع وتيرة التلقيح و أرفق ذلك بحملات تحسيسية من قبل السلطات المختصة تحث المواطنين على الإقبال على تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا بشكل طبيعي ودون أي تخوف لأن الوباء لا يزال موجودا وهو يحصد يوميا أرواح العديد من المواطنين.
وفي المقابل تعمل السلطات العمومية على توفير أكبر كمية من جرعات اللقاح، وقد حطت العديد من الطائرات العسكرية في الأيام الأخيرة تباعا في مطار بوفاريك العسكري حاملة شحنات جديدة و معتبرة من اللقاح الصيني وغيره، وهناك كميات أخرى ستصل في الأيام المقبلة حسب تصريحات المسؤولين.
و يقدر احتياطي جرعا ت اللقاح المتوفر حاليا في البلاد بعدة ملايين تزامنا و الوصول المنتظم لكميات منه إلى بلادنا وهو ما من شأنه السماح لكل مواطن بتلقي جرعتيه بكل أريحية وبعيدا عن أي ضغط أو تخوف أو حسابات، كما طمأنت السلطات الصحية في البلاد الجميع بأن اللقاح لا يترك أي آثار جانبية، ولم تسجل مصالحها أي مضاعفات على الذين تلقوا اللقاح في الأشهر الماضية.
والواقع أن استجابة المواطنين لحملة التلقيح كانت كبيرة وهي تتزايد من يوم لآخر لأن الوباء يزداد شراسة كل يوم بمختلف أشكاله وسلالاته، ويفتك بالعديد من مواطنينا كل يوم أيضا حسب الأرقام التي تقدمها وزارة الصحة مكل مساء.
ووفق هذه الحملة وفي حال استجابة وتعاون الجميع سلطات ومواطنين فإنه بالإمكان تطويق الوباء والقضاء على بؤره وخفض عدد الإصابات بشكل كبير في خلال أسابيع قليلة.
إلياس -ب