* فرض شهادة التلقيح على الموظفين والأساتذة ورواد الملاعب قريبا
أكد البروفيسور فوزي درار المدير العام لمعهد باستور في تصريح «للنصر» أمس، بأن جهودا تبذل لتلقيح 50 بالمئة من الفئات المعنية مع الدخول الاجتماعي المقبل، وأنه يجري حاليا التحضير لتدابير جديدة لجعل اللقاح إلزاميا
على الموظفين والأساتذة ورواد الملاعب ومستعملي النقل العمومي، وشرطا أساسيا في الترقية.
وأوضح البروفيسور فوزي درار بشأن الجرعات التي تم استعمالها إلى غاية الآن، بأن عددها بلغ 5 ملايين جرعة، وينتظر وصول 1.4 مليون جرعة إضافية الأسبوع القادم، ويتعلق الأمر بلقاح سينوفاك وسبوتنيك وأسترازنيكا وكوفاكس، سيتم استلامها عبر دفعات لإنجاح حملة التلقيح التي تجري على مستوى المراكز المختصة.
وأضاف عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا بأن العمل جار من أجل تلقيح نسبة 50 بالمئة من الفئات المعنية بالحملة تحسبا للدخول الاجتماعي المقبل، لضمان الحماية الصحية للمتمدرسين والشرائح العمالية والموظفين، وحصر انتشار الفيروس.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف يتم التحضير لإجراءات عدة لجعل التلقيح إلزاميا على شرائح مختلفة، من خلال فرض شهادة التلقيح على الأساتذة والموظفين كشرط أساسي للالتحاق بمناصبهم مع الدخول الاجتماعي، وكذا في الترقية إلى مناصب عليا، ولدخول الملاعب والفضاءات العامة، وكذا وسائل النقل العمومي.
وأكد فوزي درار في ذات السياق، بأن اللجنة العلمية لن تتجه مرة أخرى إلى الغلق الذي أثبت محدودية فعاليته، وإنما ستلجأ إلى اعتماد إلزامية اللقاح على شرائح عدة من المجتمع لتجاوز مرحلة العزوف وتحقيق المناعة الجماعية التي سيتسمح تدريجيا بالعودة إلى الحياة العادية.
وبشأن مدى قانونية فرض شهادة اللقاح في الترقية ومجالات أخرى، أوضح المتدخل بأن رب العمل أو المسؤول يحق له اتخاذ هذا الإجراء، لا سيما وأن الغرض منه الخروج من الوضعية الوبائية وتحصين الأفراد ضد الوباء، على غرار ما قمت به عديد الدول.
وبخصوص نوعية السلالة المتفشية حاليا في الجزائر، قال المدير العام لمعهد باستور إن دراسات جينية يقوم بها مختصون في الأوبئة سيتم الكشف عن نتائجها خلال اليومين المقبلين، للتعرف على السلالات المنتشرة والتي تسببت في ارتفاع حالات الإصابة، مضيفا بأنه في حال تعلق الأمر بالفيروس المتحور الهندي «دالتا»، فإن تدابير عدة ستتخذ لدعم المصالح الاستشفائية بالوسائل الطبية لمعالجة الحالات المتأزمة، لا سيما توفير كميات كافية من مادة الأكسيجين.
البروفيسور رحال يؤكد نجاعة كافة اللقاحات المعتمدة
وأضاف من جهته البروفيسور إلياس رحال المدير العام للمصالح الصحية بوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات وعضو اللجنة العلمية، قائلا إن نجاح أي مخطط لا يمكن أن يتحقق دون مشاركة فعالة من قبل أفراد المجتمع، نافيا صحة ما أثير حول اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وما تحدثه من آثار جانبية.
وأكد المصدر بأن أفرادا من عائلته تلقوا اللقاح من الأصناف المختلفة التي استوردتها الجزائر، تم انتقاؤها جميعا من قبل المجلس العلمي بناء على عاملي الفعالية والأمان، وهي لا تختلف عن اللقاحات العادية التي يتلقاها الطفل منذ نعومة أظافره، قائلا إنه يتحدى أي مواطن ليس لديه دفتر التلقيح المسجل ضمن برنامج اللقاح المعتمد من قبل الجزائر.
وبشأن وضعية المصالح الاستشفائية التي تستقبل المتضررين من كوفيد 19، لم يخف المتحدث حالة الضغط التي تعيشها، لدرجة أصبحت تبعث على القلق، لاسيما وأن التحكم فيها لا يمكن أن يتحقق دون تعميم التلقيح، والالتزام بالإجراءات الوقائية المنصوص عليها من قبل المواطنين.
وتسعى الجزائر وفق المصدر إلى بلوغ نسبة 70 من التلقيح، وهي تعمل على استقدام جرعات إضافية من اللقاح، لتخفيف الضغط على المستشفيات ووقف انتشار الفيروس، قائلا إن الوباء يحارب في المجتمع، وكلما كان التراخي عاد المنحنى الوبائي إلى الصعود مجددا، وهو ما نعيشه حاليا.
ويذكر بأن وزارة الصحة سخرت الوسائل المادية والبشرية لإنجاح حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، عبر استحداث مراكز خاصة لاستقبال المواطنين، وتوجه الفرق الطبية المختصة إلى أماكن العمل والمساجد، فضلا عن تنظيم حملات عبر الفضاءات المفتوحة على مستوى 20 ولاية لفائدة المسجلين وغير المسجلين في الأرضية الرقمية لوزارة الصحة.
لطيفة بلحاج