شدد مستشار الدولة ووزير الشؤون الخارجية لجمهورية الصين الشعبية، السيد وانغ يي، يوم الاثنين، على توافق الرؤى حول العديد من القضايا الدولية مع الجزائر، مؤكدا دعم بلاده للجزائر والدول النامية جنبا الى جنب في ظل التغيرات الكبرى غير المسبوقة منذ 100 سنة.
وأوضح السيد وانغ يي، عقب استقباله من طرف وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج، رمطان لعمامرة، أن بلاده "تتوافق وتقاسم الجزائر الرؤى فيما يتعلق بالمسائل السياسية والأزمات الدولية"، مشيرا إلى أن "هناك تطابق في وجهات النظر في معظم هذه المسائل، وتقارب وجهات النظر في عدة مسائل أخرى".
وتباحث الوزيران الأزمة في الشرق الأوسط و بوجه الخصوص القضية الفلسطينية، مشددان على دعم دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأكدا صلاحية وجدارة المبادرة العربية للسلام، وتأييد الصين لحل الدولتين والعيش جنبا إلى جنب في كنف الأمن والإستقرار. كما تبادل لعمامرة ونظيره الصيني، وجهات النظر حول الأزمة الليبية، والنزاع في الصحراء الغربية، وناقشا دعم الصين للتنمية في القارة الإفريقية، واستعرضا مسائل ذات الإهتمام المشترك.
وتطرق السيد وانغ يي، الى الصداقة التي تجمع بين الصين والجزائر، وأنها ستظل "صامدة أمام تغيرات الأوضاع الدولية التي تزداد أزماتها مع مرور الوقت". وأشاد ووزير الشؤون الخارجية الصيني، بوقوف الجزائر دائما إلى الجانب الصيني في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لهذه الأخيرة، مشيرا إلى أن بلاده "ستواصل دعم الجهود الجزائرية لصيانة الاستقلال ووحدة الاراضي". كما أصر على "ضرورة تكريس معادلة جديدة في التعاون وتسريع وتيرة التشاور والتوقيع على خطط للتعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين"، الى جانب برنامج تنفيذي للتعاون ضمن في بناء حزام الطريق، وفي المجالات ذات الأولوية الكبرى في الثلاث سنوات المقبلة، وذلك من أجل تحقيق تنمية سريعة في الجزائر.
وتوقف المسؤول الصيني عند الجهود التي بذلتها بلاده والجزائر كبلدين ممثلين عن الدول النامية، حيث صرح في هذا الصدد قائلا: "سنعزز الوحدة والتضامن للحفاظ على الحقوق والمصالح المشتركة للدول النامية، مع تعزيز التنسيق والتواصل في الشؤون الدولية والإقليمية والدفاع عن العدل والعدالة الدوليين".
وقال مستشار الدولة ووزير الشؤون الخارجية لجمهورية الصين الشعبية إن "الجزائر والدول النامية والأصدقاء في العالم، وقفوا الى جانب الصين بكل ثبات طيلة 50 سنة، صمدوا امام الضغوط، ودعموا العدل والحق، ظلت الصين والدول النامية تقف في خندق واحد، وهي اليوم لن تخيب أملهم". وأضاف أنه بفضل مساندة ودعم الدول النامية للصين "وصلنا الى المستوى الذي نحن عليه اليوم، لذا فإن الصين ستقدم مساهمات ضخمة لتعزيز رفاهية الدول النامية، وسيكون دوما مصيرنا واحدا ومشتركا".
وأبرز الوزير الصيني أن بلاده التزمت بتعهداتها إزاء الدول النامية، مؤكدا أن "صوت الصين في الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي دائما لصالح هذه الدول". وأصر، وانغ يي، على أن الصين تلتزم باستبدال المواجهة بالحوار، والتصدي لسياسة القوة، الا أنها "لن تخضع للقوة ولن تتراجع امام الصعوبات، وستدافع بكل قوتها على سيادتها واستقلالها، وتمضي في المطالبة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
كما أكد على رفض الصين "القاطع" للهيمنة وسياسة القوة، والدفاع بكل ثبات على الحقوق المشروعة للدول النامية، وطالب "بكل حزم" بزيادة التنسيق مع الدول النامية في الحوكمة العالمية، وتكريس القيم المشتركة المتمثلة في السلام والتنمية والعدل والعدالة والديمقراطية.
وفيما تعلق بتداعيات جائحة كورونا، وتأثيرها على التبادل التجاري بين البلدين، الذي شهد تراجعا، مؤخرا، اعتبر الدبلوماسي الصيني أن الأمر لا يعدو يكون مجرد "صعوبات عابرة فقط"، معربا عن تفاؤله، بشأن أفق التعاون التجاري المتبادل بين الصين والجزائر، مشيرا إلى أن الصين "تولي اهتماما بالغا لتعزيز التجارة مع الجانب الجزائري، وتحرص على فتح السوق الصينية امام الجزائر".
وثمن وانغ يي، حملة التطعيم التي تقوم بها الجزائر لمجابهة فيروس كورونا، مبرزا تبادل الدعم والمساندة بين البلدين، في ظل تفشي جائحة كورونا،وذلك من أجل التغلب على الصعوبات، خاصة في ظل "التعاون الوثيق" الذي يجمعهما في مجال التصدي لهذا الوباء. وأعرب عن استعداد بلاده لمواصلة تقديم اللقاحات المضادة لفيروس كورونا الى الجزائر، قائلا: "سنقدم كل ما في وسعنا من لقاحات، ومهما كان عددها، طالما أن الجانب الجزائري بحاجة إليها، وهذا الى غاية انتصاره على هذه الجائحة بشكل سريع ونهائي".
للاشارة، كان السيد وانغ يي قد حظي خلال زيارته باستقبال من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، حيث حضر اللقاء الذي جرى بمقر رئاسة الجمهورية، كل من وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج،السيد رمطان لعمامرة ومدير الديوان برئاسة الجمهورية، نور الدين بغداد الدايج، الى جانب حضور كل من وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، وزير التجارة وترقية الصادرات، كمال رزيق، وزير الأشغال العمومية، كمال ناصري، ووزير النقل، عيسى بكاي. وكان بيان لوزارة الخارجية، قد ذكر بأن زيارة مستشار الدولة ووزير الشؤون الخارجية لجمهورية الصين الشعبية، تعد "فرصة لتعميق المشاورات السياسية بين البلدين وتقييم التقدم المحرز في إطار تنفيذ اتفاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة للدفع بعلاقات التعاون الثنائي، لاسيما في مجال الشراكة الاقتصادية الخاصة بالهياكل والمنشآت القاعدية والاستثمارات المباشرة في كافة القطاعات الأولوية، فضلا عن الجهود الرامية لمكافحة جائحة.
وأج