تسببت الثلوج المتساقطة صبيحة أمس، في مقتل شخصين وجرح 11 آخرين في حادثي مرور منفصلين وقعا بمنطقة جرمان في بلدية العلمة، كما سجل إنقطاع لحركة المرور عبر العديد من الطرقات الوطنية و الولائية بكل من سطيف و شمال ميلة و جيجل و سكيكدة، كما منعت التلاميذ بعدة مناطق من الإلتحاق بمدارسهم .
فقد تم تسجيل الحادث المميت الأول من طرف الحماية المدنية بمنطقة جرمان في حدود الواحدة صباحا على إثر انحراف وانقلاب سيارتين تجاريتين أودى بحياة سائق إحدى المركبتين المدعو (س.ر) البالغ من العمر 44 سنة، في حين أصيب سائق المركبة الثانية المدعو (ج.ف) البالغ من العمر 38 سنة بجروح متفاوتة الخطورة. ووقع الحادث الثاني بالطريق السّيار شرق-غرب على مستوى المنطقة نفسها، في النقطة الكيلومترية رقم 98، إثر اصطدام حافلة نقل المسافرين خط الجزائر- سكيكدة بأربع سيارات سياحية، تسبب في وفاة أحد المرافقين في عين المكان المدعو (ج.ط) البالغ من العمر 27 سنة، في حين أصيب شخصان آخران بجروح متفاوتة الخطورة، في الوقت الذي نجا المسافرون 42 الذين كانوا على متن الحافلة.
وقد قامت مصالح الحماية المدنية بولاية سطيف بـ82 تدخلا في 24 ساعة الأخيرة، أنقذت خلاله عائلة من الموت اختناقا بالغازات المحترقة مكوّنة من أربعة أفراد على مستوى شارع العقيد لطفي بوسط المدينة، وعائلة أخرى تقطن بحي الشيخ العيفة (فرماتو) مكونة من 4 أفراد، من خلال تسرب الغازات المحترقة من السخّان.
الطرقات عرفت في أغلبها صعوبة في السير خصوصا في الفترة الصباحية التي عرفت تساقطا مكثفا للثلوج، في حين أغلقت بعضها أمام حركة السير، أهمها الطرق الوطني رقم 75 على مستوى قرية طكوكة، الطريق الوطني رقم 77 والطريق الوطني رقم 170 والطريق الولائي رقم 137، إضافة إلى الطريق الولائي رقم 74، أغلبها تقع في المنطقة الشمالية. و قد اتصل بالنصر عدد من المواطنين كشفوا عن تذبذب في التزود بالغاز الطبيعي على مستوى منطقة التوسع العمراني الجديدة بالهضاب وعدة بلديات أخرى على غرار ماوكلان، بوعنداس، القلتة الزرقاء، أولاد عدوان، مع تسجيل انقطاع في التيار الكهربائي في العديد من البلديات الأخرى.
و في الجزء الشمالي من ولاية ميلة تأثرت عدة محاور من الطرقات بتساقط الثلوج لاسيما الطرق الوطنية التي تربطها بكل من ولايتي جيجل و سطيف ،وقد عرفت عدة طرق ازدحاما مروريا خلال الساعات الأولى من الصباح، حيث اصطفت العشرات من السيارات على الجانبين عند المدخل الشرقي لبلدية فرجيوة بالطريق الوطني رقم 79، الذي يربط فرجيوة بميلة بسبب انزلاق الطريق. وقد تدخلت المصالح المعنية مستخدمة آليتين لإزالة الثلوج وفتح الطريق أمام المركبات، كما شهدت الطريق الوطني 77 الرابط بين فرجيوة وجيجل والطريق الوطني 77 أ و100 صعوبة في حركة السير بسبب تراكم للثلوج. وأدى التساقط إلى عزل عدة قرى و مداشر في كل من مشاتي أم الحجل وعين الحمراء ومنتوره ببلدية فرجيوة، ومشاتي أخرى لا تزال محاصرة بالثلوج في كل من بلديات عين البيضاء أحريش، تسدان حدادة ومينار زارزة ، دراحي بوصلاح و بوحاتم .
وفي جيجل انقطعت الحركة بالعديد من الطرقات على مستوى بلديات إيراقن و بير غزالة و سلمى بن زيادة الجبلية، و قامت مصالح الأشغال العمومية و البلديات بفتح العديد منها في بلديات جيملة، أغبالة، الشحنة،و أولاد عسكر. و لم يلتحق عدد من التلاميذ بمدارسهم في المناطق التي تساقطت بها كميات كبيرة من الثلوج. في سكيكدة تسبب التقلبات الجوية، خلال 24 ساعة الماضية في غلق 3 طرق ولائية، وشل الدراسة بالعديد من المؤسسات التربوية بعاصمة الولاية وبعدد من البلديات بالجهة الغربية والشرقية للولاية، وعزل عشرات العائلات في عدد من الأحياء السكنية التي اجتاحتها الفيضانات. ففي بلدية أولاد أحبابة أدى التساقط الكثيف للثلوج إلى غلق الطريق الولائي الذي يربط البلدية ببلدية برج صباط بولاية قالمة، حيث توقفت به الحركة تماما، مما استدعى تدخل البلدية لفتحه بواسطة الجرافة كما هو الحال بالنسبة للطريق الولائي غير المرقم المؤدي إلى بلدية بن باديس، والمسلك المؤدي إلى قرية عين سلامات بذات البلدية. وبالجهة الغربية للولاية تسبب تراكم الثلوج في غلق الطريق الولائي رقم 7 الذي يربط بلديتي عين قشرة وبني والبان بالتحديد بقرية «حجر مفروش» وظلت حركة السير به حذرة. وقد أدت الثلوج إلى توقف الدراسة على مستوى العديد من المؤسسات التربوية في الأطوار التعليمية الثلاثة.
المراسلون
تسببت الاضطرابات الجوية والثلوج المتساقطة على عدة ولايات بالشرق والوسط والغرب مؤخرا في غلق 42 طريقا بـ 11 ولاية حسب نشرية أصدرتها قيادة الدرك الوطني أمس الأحد. وكانت المناطق الشرقية للوطن أكثر تضررا بحيث سجل غلق 09 طرقات بولاية برج بوعريريج منها الطريق الوطني رقم 05 الذي أغلق في اتجاهه نحو البويرة وسطيف، نتيجة تساقط الثلوج بكميات كبيرة. كما أغلق الطريق الوطني رقم 106 الرابط بين البرج وبجاية.
وفي نفس الوقت أغلقت الثلوج عدة طرقات ولائية أخرى، فبولاية جيجل تسببت الثلوج في غلق 06 طرقات وطنية وولائية منها الطريق الوطني رقم 105 الرابط بين جيجل وميلة، وبولاية سطيف أغلقت 04 طرقات منها الطرق الوطنية 75،09و74 التي تربط سطيف ببجاية، إلى جانب الطريق الولائي 117، وبميلة تسببت الثلوج أيضا في غلق 04 طرقات وطنية وولائية منها الطريق الوطني 77 الرابط بين جيجل وميلة بالإضافة إلى ثلاثة طرق ولاية. أما بولاية تيزي وزو، فقد تسبب الثلوج في قطع 04 طرقات تتمثل في الطرق الوطنية التي تربط تيزي وزو بالبويرة وطريق ولائي واحد، وبالبويرة أغلقت الثلوج 03 طرق وطنية تربطها بالبويرة، كما سجلت مصالح الدرك الوطني بولاية المدية غلق 05 طرقات وبالبليدة طريقين إثنين، إلى جانب طريقين بمعسكر نتيجة فيضان وادي حداد. كما أوضحت نفس النشرية، بأن قيادة الدرك قامت بنشر عناصرها عبر كل هذه الطرقات المقطوعة من أجل تقديم المساعدة للمواطنين والسلطات الإدارية من أجل فتح هذه الطرقات .
نورالدين -ع
تسببت الاضطرابات الجوية على مستوى ولاية قسنطينة أمس، في عرقلة حركة الملاحة الجوية، وحركة ترامواي قسنطينة، فيما توقفت الدراسة ببعض ثانويات المدينة الجديدة علي منجلي بسبب الثلوج، ولم يسجل انغلاق الطرقات الرئيسية بالولاية.
وقد أدى سوء الأحوال الجوية إلى تأخر انطلاق الرحلة الجوية بين مطار محمد بوضياف ومطار أورلي بفرنسا، التي كانت مبرمجة على الساعة الواحدة زوالا، بسبب سوء الأحوال الجوية، كما تأخرت الرحلة المتوجهة لمطار مدينة ليون على الساعة التاسعة صباحا بسبب عدم إزالة الجليد من الطائرة، حسب المعلومات التي تحصلنا عليها من مؤسسة تسيير مصالح مطارات قسنطينة، فضلا عن تسبب الثلوج التي تهاطلت خلال الصباح الباكر على مدينة قسنطينة، في توقف عربات الترامواي على مستوى محطة بن عبد المالك، بعدما استلزم الوضع إعادة فحص للسكك وتنظيفها على مستوى المحطة، لتعود الحركة حوالي الساعة العاشرة، أين كان عدد كبير من المواطنين قد تجمع بالمحطات.
وتوقفت الدراسة أيضا على مستوى أغلبية ثانويات المدينة الجديدة علي منجلي، خلال الفترة المسائية بسبب كثرة الثلوج المتهاطلة على مرتفعات قسنطينة، بالرغم من أن مصالح الدرك لم تسجل انغلاقا للطرقات على مستوى إقليم الولاية، فيما قال سكان من الكاف لكحل بجبل وحش بأن الثلوج قد غمرت الطريق المؤدي لمساكنهم لبعض الوقت، قبل أن تتدخل مصالح الدرك والجيش الوطني الشعبي من أجل إزاحتها وإعادة فتح الطريق باستعمال كاسحات الثلوج.
سامي حباطي
