تواصلت يوم أمس، جهود فرق الحماية المدنية بمشاركة محافظ الغابات و المواطنين، في إخماد حرائق الغابات و البساتين بعدد من مناطق ولاية سطيف، فيما لفظ شيخ أنفاسه الأخيرة أثناء محاولة حماية ممتلكاته من ألسنة اللهب.
وحسب نشرية مديرية الحماية المدنية فإن الحرائق مست خمس بلديات دفعة واحدة وفي توقيت متقارب وهي عين السبت، قجال، عين الروى، بوعنداس وعين الكبيرة، مؤكدة في نفس الوقت أن رجال الإطفاء وجدوا صعوبات جمة في السيطرة على تلك الحرائق المهولة، بسبب الظروف الجوية الحارة الاستثنائية وهبوب الرياح القوية على المنطقة.
أول التدخلات سجلت ظهر أمس الأول، عندما شب حريق غابة و أدغال وبساتين أشجار مثمرة على مستوى مشتة لعظامة التابعة لبلدية عين السبت شمال شرق الولاية. ونظرا لقوة سرعة هبوب الرياح فقد امتدت النيران إلى مشاتي مجاورة بالمنطقة، مثل نويدرة، زنقروط، الكاف لحمر و الخلافة، ما استدعى تدخلا سريعا من فرق الحماية المدنية لوحدة بني عزيز وفوج من رتل ولاية سطيف لمكافحة حرائق الغابات، والذي كان مرابطا بوحدة دائرة بابور، قبل التقدم بطلب الدعم من فوج تابع لرتل ولاية المسيلة.
وسخرت مصالح الحماية المدنية لمجابهة هذا الحريق، 10 شاحنات إطفاء بمختلف الأحجام بكامل طواقمها بإجمالي 70 عونا بمختلف الرتب، مع تسخير محافظة الغابات والبلدية وحتى الدرك الوطني كل عتادها من جرارات وشاحنات عملاقة حاملة لصهاريج المياه.
وتسبب هذا الحريق في خسائر مادية هامة، تمثلت في إتلاف عشرات الهكتارات من الأدغال والأحراش والأشجار الغابية وبساتين الأشجار المثمرة.
وتوفي شيخ يبلغ من العمر 86 سنة، متأثرا بالدخان الكثيف والحروق البليغة التي لحقت بكامل جسده أثناء محاولته حماية ممتلكاته أمام اسطبل أغنامه بدوار الخلافة ببلدية عين السبت. وحسب ما أكده مسؤول خلية الاتصال بالمديرية الولائية للحماية المدنية، النقيب أحمد لعمامرة، في تصريح للنصر، فإنه تم العثور على جثة الضحية على الساعة الثامنة من ليلة الإثنين، وتولت فرقة الحماية نقلها إلى مستشفى بني عزيز، مضيفا أنه تمت السيطرة بنجاح على النيران مع تشكيل فرق خاصة للمراقبة والحراسة، خوفا من اشتعال البقايا من جديد.
وتوجه ظهيرة أمس، والي سطيف كمال عبلة إلى بلدية عين السبت، من أجل الوقوف على سير عملية إخماد الحريق المهول من قبل رجال الإطفاء، واستغل الفرصة من أجل تقديم التعازي لعائلة الشيخ المتوفى.
وعلى مستوى بلدية قجال فقد تدخلت مصالح الحماية المدنية، في إطفاء حريق غابة صنوبر حلبي وأحراش شب بالمنطقة المسماة جبل يوسف، وسخرت لهذه العملية 6 شاحنات إطفاء بطواقمها، بمعية مصالح الغابات.
وتمت السيطرة على هذا الحريق سيما مع المساهمة الكبيرة من قبل المواطنين، مع الاستنجاد بالرتل الخاص بمكافحة الغابات لولاية المسيلة، وتجرى حاليا عملية إخماد البقايا على أطراف الجبل، مع مواصلة الحراسة تفاديا لإعادة اشتعاله.
وسجلت المصالح ذاتها في نفس اليوم، حرائق أخرى غابية وفلاحية بمناطق مختلفة، مثلما حدث بغابة و أدغال بدوار الحمامة بلدية عين الروى، حيث تولت إخماده وحراسته إلى ساعة متأخرة من الليل فرق الحماية المدنية لدائرة بوقاعة والفوج الثاني لرتل ولاية سطيف.
وقدرت الخسائر بحوالي ثلاثة هكتارات من الأدغال والأحراش، كما تدخلت الحماية المدنية لإطفاء حريق أحراش وأدغال بجبل تيقنطوشت في بلدية بوسلام شمال شرق عاصمة الولاية، حيث أخمدته فرق الحماية المدنية لدائرة بوعنداس بمعية مصالح محافظة الغابات، وقدرت المساحة التي اجتاحتها النيران حوالي 20 هكتارا من الحشائش والأحراش و هكتارين من الأدغال التي تضم البلوط الأخضر.
وعرفت مشتة "دوار الراعي" التابعة لإقليم بلدية عين الكبيرة حريقا آخر، أتى على مساحة قدرها ستة هكتارات من الأحراش.
وتسببت هذه الحرائق بعدد من المناطق، في ارتفاع محسوس في درجات الحرارة بولاية سطيف، حيث تجاوزت في بعض البلديات 50 درجة مئوية، ما استدعى من مختلف السلطات المحلية دعوة مواطنيها إلى البقاء في بيوتهم خاصة في ظل الظروف الوبائية الاستثنائية مع انتشار فيروس كورونا. أحمد خليل