حاوره: نورالدين عراب
قال الباحث في علم الفيروسات الدكتور محمد ملهاق قبل أن نذهب إلى إلزامية التلقيح ضد فيروس كورونا لا بد من إزالة الخوف لدى المواطنين بالتوعية والتحسيس، والتخلص من الإشاعات التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأضاف في هذا الحوار الذي خص به النصر بأنه من غير المعقول أن يتلقى شخص التلقيح وهو خائف، ودعا إلى ضرورة اعتماد مخطط وطني للاتصال لمواجهة الإشاعات التي تنشر عبر مواقع التواصل، مشيرا إلى أن معارضي اللقاح يملكون خططا واستراتيجيات على شبكات التواصل، كما دعا إلى ضرورة أن نبقى على أهبة الاستعداد لمواجهة الفيروس بالرغم من تراجع حالات الإصابة.
النصر: ما هي الدروس المستخلصة من الموجة الثالثة لفيروس كورونا، وما المطلوب لتفادي موجة قوية أخرى مثل الموجة الأخيرة؟
* ملهاق: أسباب ارتفاع حالات الإصابة كنا قد تحدثنا عنها قبل حدوث الموجة الثالثة، وهي حالات التراخي لدى المواطنين الذين يعتقدون أنه لما تنزل أرقام حالات الإصابة يعني أن الفيروس قد أصبح من الماضي، لكن الحذر يبقى مطلوبا دائما، وكنا قد نبهنا لوجود سلالات متحورة سريعة الانتشار وتعقد من الوضعية الوبائية، وكانت هذه السلالات هي الأخرى من أسباب ارتفاع حالات الإصابة، والأمر الثالث هو بطء وتيرة التلقيح، والدروس المستخلصة من الموجات السابقة هي يجب عدم التهاون مع الفيروس، ونبقى دائما على أهبة واستعداد لأن الفيروس ربما يتراجع أو يكون في استقرار لكنه يبقى دائما موجود اوخطيرا، والشئ الثاني الذي نستخلصه يجب الاستعداد دائما لهذه الوضعيات سواء بتوفير المعدات الطبية أو الأسرة أو الأوكسجين والأدوية، وكذا الكوادر الطبية لدعم حالات الطوارئ.
النصر: أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في اجتماع مجلس الوزراء أول أمس الأحد بتخفيف إجراءات الحجر الصحي وفتح الشواطئ وفضاءات الترفيه في حال استمرار حالات الإصابة في التراجع، كيف تتوقع الوضعية الوبائية مع الدخول الاجتماعي القادم؟
* ملهاق:نعم فيه تراجع في حالات الإصابة لكن الأرقام التي تقدمها وزارة الصحة هي تلك المتعلقة بتحاليل « بي سي أر» في حين الأرقام المتعلقة بوسائل الكشف الأخرى عن الفيروس أو المواطنين الذين يخفون إصابتهم نجهلها، وأعتقد أن كل هذه المعطيات تتدخل في استمرار التنازل في حالات الإصابة و تتدخل في اتخاذ قرار سيادي متعلق بتخفيف الحجر الصحي وغيرها مع الدخول الاجتماعي.
النصر: هل تؤيد فكرة إلزامية التلقيح مع الدخول الاجتماعي؟
* ملهاق: أنا أملك رأي خاص في هذا الموضوع، بحيث قبل أن نذهب إلى إلزامية التلقيح لا بد من التوعية والتحسيس وإزالة الخوف لدى المواطنين خاصة الشائعات المتداولة في المجتمع عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك قبل أن نذهب إلى إلزامية التلقيح، ومن غير الممكن أن نلقح شخصا وهو خائف، ونؤكد لك مرة أخرى أنا أؤمن بالتحسيس والتوعية والقضاء على الإشاعات قبل أن نتحدث عن إجبارية التلقيح.
النصر: كيف يتم إزالة هذا الخوف من التلقيح لدى المواطن؟
* ملهاق: إزالة الخوف يكون بالتحسيس وحملات التوعية، وكنا قد نبهنا لهذا الشئ من قبل، المعارضون للتلقيح لديهم إستراتجية وخطة ويعتمدون على شبكات التواصل الاجتماعي لإقناع الناس، بينما المساندون للتلقيح ضعفاء في شبكات التواصل الاجتماعي، ومن يؤيد التلقيح يجد معارضة كبيرة له في شبكات التواصل بالرغم من أن الأفكار المقدمة ليس لها أي أساس علمي ورغم ذلك يؤيدونه، في حين من يؤيد التلقيح نجد من يساندون عددا قليلا، وهنا نؤكد مرة أخرى على ضرورة تحسيس المواطنين حتى يذهبوا طواعية لتلقي اللقاح، ونشير في هذا الإطار إلى أن حملات التوعية والتحسيس بدأت تحقق نتائج ونلاحظ اليوم ذهاب المواطنين لتلقي اللقاح دون إلزام من أحد بل طواعية بعد أن اقتنعوا بضرورة التلقيح.
النصر: أليس هناك تقصير من طرف النخبة في المجتمع، وخاصة الأطباء في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي والقيام بحملات مضادة للرد على الإشاعات التي ينشرها المعارضون للتلقيح؟
* ملهاق: هذا الأمر يتطلب مخططا وطنيا للاتصال للقيام بذلك ومحاربة الشائعات، نحن نقول بأن التلقيح مهم جدا و لا توجد طريقة أخرى للوقاية من الفيروس، ويجب الذهاب نحو حملة تلقيح جماعية ومكثفة، في حين السياسة التحسيسية ناقصة في المجتمع، وفي بعض المقالات التي أنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أتعرض للسب والشتم، ولا نجد من المختصين الذين يؤيدون ما نقول، وبهذا فإن الحملات التي ينظمها الأطباء والمختصون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي حملات فردية ويقاومون من خلالها في تحسيس المواطنين بخطر الفيروس وضرورة الذهاب للتلقيح للوقاية منه، لكنها تبقى مبادرات فردية تحتاج إلى دعم وتكاتف.
ن.ع