الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

الوكالة الفضائية الجزائرية تحتفي بمرور 5 سنوات على إطلاقها: 3 أقمار صناعية ترصد المخاطر الكبرى وتُرسل بيانات علمية دقيقة

   * نحـــو إشـــراك الطلبـــة في تصنيـع "سواتل " صغيرة
احتفت الوكالة الفضائية الجزائرية "أزال"، بمرور 5 سنوات على إرسال 3 أقمار صناعية للمدار الأرضي، و هي مدة تم خلالها التقاط عدد كبير من الصور و القيام بعمليات مراقبة و رصد مكّنت من تقديم معطيات دقيقة بخصوص الكوارث الطبيعية و تسيير الموارد البشرية، إضافة إلى استغلالها في أغراض بحثية أشرف عليها مهندسون جزائريون نجحوا في تمديد العمر الافتراضي لهذه "السواتل"، بينما تطمح "أزال" لإطلاق عدد أكبر من الأقمار ذات الدقة العالية في آفاق 2040.

و قد نشرت الوكالة الفضائية الجزائرية ASAL، على موقعها الالكتروني قبل أيام، تقارير مفصلة عن حصيلة تشغيل الأقمار الصناعة الثلاثة التي تم إطلاقها يوم 26 سبتمبر 2016 انطلاقا من الهند و بإشراف مهندسين جزائريين، و يتعلق الأمر بالقمرين الصناعيين Alsat-2B و Alsat-1B لمراقبة الأرض و الاستشعار عن بعد و Alsat-1N المخصص للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي.
ساتل Alsat-1N أرسَل أزيد من مليون قياس في 5 سنوات

 أطلِق القمر الصناعي Alsat-1N في الـ 26 سبتمبر من سنة 2016، ليكون أول قمر صناعي جزائري صغير، حيث صُمم في الأصل لعمر رمزي يبلغ عاما واحدا و لأغراض البحث العلمي و التطوير التكنولوجي، لكنه يظل في حالة تشغيلية منذ 5 سنوات وأجرى أكثر من 26500 دورة حول الأرض، وذلك بفضل الجهد الذي بذله فريق المهندسين الذين استطاعوا تمديد عمر هذا الساتل النانوي في المدار والحفاظ على قدراته التشغيلية، بعدما طُور كجزء من مشروع تعاون تم توقيعه بين وكالة الفضاء الجزائرية و وكالة الفضاء للملكة المتحدة (UKSA).
و أثناء استغلال البيانات العلمية التي جمعها القمر الصناعي ALSAT-1N، استطاع المهندسون التقاط الصور عبر حمولة C3D2، وجمع البيانات من حمولة "الخلايا الشمسية ذات الأغشية الرقيقة" (TFSC) و كذلك من مقياس المغناطيسية للنظام الفرعي ADCS، مع جمع بيانات مستمر للجهد الكهربائي والطاقة ودرجة الحرارة على مدى عدة أيام.
بالإضافة إلى ذلك، اختبر فريق ALSAT-1N خلال سنة 2021، سيناريوهات لضمان تحديد الوضع بواسطة النظام الفرعي ADCS عن طريق تنشيط المستشعرات، على غرار مقياس المغناطيسية، الجيروسكوب، مستشعر الطاقة الشمسية وغيرها، زيادة على اختبار التحكم في الوضع عبر الخوارزميات.
ومنذ إطلاقه في عام 2016، استطاع القمر الصناعي ALSAT-1N القيام بأزيد من 7500 عملية مرور مراقَبة في الوقت الحقيقي، و 220 عملية إعادة ضبط، و تقديم 15 صورة كاملة بدقة كاملة، و ما يفوق 200 صورة مصغرة، إضافة إلى تحميل 1778 ملفا.
و وصل عدد القياسات عن بُعد التي أرسلها القمر الصناعي في الوقت الحقيقي، إلى مليون و 346 ألفا و 951، بينما تم تحميل 41098 حزمة ملفات و بلغ عدد الطلبات المرسلة في الوقت الحقيقي 79240.
و ذكرت "أزال" في تقريرها، أن فريق القمر الصناعي تمكن طيلة خمس سنوات، من اكتساب خبرة جيدة تغطي جميع الخطوط الرئيسية لمحطة التحكم، من خلال عمليات المراقبة في المدار، وجمع البيانات وتحليلها، وإعداد الخطط لعمليات المرور واستغلال البيانات وكذلك تطوير وتحسين نظام مراقبة المهام، وهي كلها تدخلات تسمح للمهندسين بخوض مشاريع مماثلة مستقبلا.
ولم يتم إغفال الجانب التعليمي و البحثي خصوصا أن هذا القمر الصناعي مخصص بالأساس للبحث العلمي، حيث يهدف القائمون عليه إلى إشراك المزيد من الجامعات والمراكز البحثية في مجال تقنيات الفضاء، إذ استقبلت محطة ALSAT-1N عددا كبيرا من الطلاب والمتدربين، وتم تعريفهم بمعدات المحطة الأرضية و فهم العمليات والأنشطة المختلفة التي يقوم بها فريق المختصين.
Alsat-2B.. قمر عالي الدقة أصبح مطلوبا من القطاعات الوطنية

تم إطلاق هذا الساتل عالي الدقة لمراقبة الأرض في 26 سبتمبر 2016 أيضا، و هو توأم Alsat-2A الذي تم إرساله في 12 جويلية 2010 انطلاقا من الهند.
و يواصل القمر الصناعي Alsat-2B مهمته في توفير صور عالية الدقة من مداره المتزامن مع الشمس على ارتفاع 670 كيلومترا، حيث قدم طيلة 5 سنوات أكثر من 93000 مشهد متعدد الألوان والأطياف، نصفها تقريبًا تهدف إلى الاستجابة للانشغالات الوطنية في مجال التنمية المستدامة، كما أن قرابة 20 بالمئة من الصور التي تم الحصول عليها تخص القارة الأفريقية.
و يتبّع القمر الصناعي بشكل دقيق، الخطوات التي وضعها مهندسو مركز تطوير الأقمار الصناعية لتطوير توقيته المحلي، ما سيسمح بالتسيير الأمثل لمدار الساتل لمدة عامين مقبلين على الأقل، دون أي مناورات لتصحيح المدار.
و تؤكد "أزال" أن الخبرة التي اكتسبها المهندسون طيلة 11 عاما تواجد خلالها الساتل ALSAT-2A في مدار الكرة الأرضية، سمحت بدراسة وتنفيذ نهج جديد لتحسين مدار القمر الصناعي ALSAT-2B من أجل الحفاظ على نفس شروط الإضاءة المقبولة للحصول على الصور على مدى واسع من خطوط العرض لمدة عشر سنوات إضافية.
وسيتم خلال العام السادس لإطلاق الساتل، تحديد موعد التصحيحات على المحور شبه الرئيسي والميل، كما ستكون كمية "الوقود الدافع" المتبقية في نهاية هذه العمليات، كافية لضمان استمرار مهمة القمر الصناعي، و إزالته من المدار في نهاية عمره الحقيقي.
ويعمل النظام الفضائي ALSAT-2 بفضل متانة و أداء أنظمته الفرعية و سهر فريق المهندسين على تسييره، حيث تمكنوا منذ عام 2010، من إدارة ومتابعة و رصد الحياة في مدار القمر الصناعي.
وقد أتاح هذا الرصد الدائم لجودة الصورة، استثمار مجموعة واسعة من التطبيقات الفضائية لصالح مختلف القطاعات الوطنية، مما أدى إلى زيادة كبيرة في الطلبات عليها في مختلف المجالات.
Alsat-1B يلتقط 4717 صورة في 2020

كما تحتفل الوكالة الجزائرية، بمرور خمس سنوات على إطلاق القمر الصناعي الجزائري متوسط الدقة لرصد الأرض Alsat-1B، حيث تم وضعه في المدار في 26 سبتمبر 2016 من قبل قاذفة PSLV C35 الهندية، و يواصل مهمة المراقبة للأرض في أفضل شروط للتشغيل.
وقد تم تجهيز Alsat-1B بكاميرا بصرية عالية الأداء تزود المستخدمين المحليين والأجانب بمنتجات صور عالية الجودة، و ذلك وفقا لخمسة مستويات مختلفة من المعالجة. و يوفر هذا الساتل مشاهد بمساحة واسعة تبلغ 140 كيلومترا حيث يغطي كل مشهد مساحة إجمالية قدرها 22500 كيلومتر مربع.
ويقوم فريق من المهندسين ذوي الخبرة انطلاقا من مركز التحكم الموجود على مستوى مركز تطوير الأقمار الصناعية، بالمراقبة و التحقق من حالة التشغيل و مختلف الأنظمة الفرعية من كمبيوتر داخلي، كاميرا، وحدات الترددات اللاسلكية، ألواح شمسية و المحرك و غيرها، و ذلك من أجل ضمان مستوى ممتاز من الجودة الهندسية و الإشعاعية للصور لصالح المستخدمين.
و أضافت الوكالة الفضائية الجزائرية، أنها ستبدأ قريبًا حملة تصحيح المدار على المحور شبه الرئيسي للقمر الصناعي Alsat-1B من أجل تقليل ارتفاع القمر و إبطاء انحرافه عن توقيته المحلي ببضع دقائق، و كذلك الحفاظ على ظروف الإضاءة المقبولة لعدة أشهر، بغرض الحصول على الصور عبر نطاق واسع من خطوط العرض.

و منذ إطلاق القمر الصناعي Alsat-1B في عام 2016، تم إنتاج 14225 منتجًا تغطي مساحة إجمالية تزيد عن 320 مليون كيلومتر مربع، كما أنه  ومنذ الفاتح جانفي 2021 إلى غاية 26 سبتمبر من نفس السنة، أي في ظرف 9 أشهر، تم جمع 3141 صورة على مساحة 71 مليون كيلومتر مربع.
 و يُظهِر الرسم البياني رقم 1 الارتفاع المضطرد لعدد الصور التي التقطها هذا الساتل عبر مرور السنوات، حيث تُبين الأرقام التي كشفت عنها الوكالة الفضائية الجزائرية أن سنتي 2016 و 2017 عرفتا التقاط 2103 صور ليرتفع العدد تدريجيا و يصل خلال 2020 لوحدها، إلى 4717 صورة.
كما ازدادت المساحة التي يغطيها القمر الصناعي Alsat-1B سنة بعد سنة، فبعدما كانت لا تتعدى 38 مليون متر مربع في 2018، وصلت خلال 2020 إلى 106 مليون كيلومتر مربع، وهو ما يظهر من خلال الرسم البياني الثاني.

و تُستخدَم بيانات Alsat-1B في مشاريع وطنية موزعة على جميع أنحاء البلاد لصالح مختلف القطاعات الاقتصادية، ففي شق المخاطر الكبرى يُستغَل الساتل على وجه الخصوص في مكافحة الجراد، حيث تتيح بياناته مراقبة ظاهرة الهجرة عبر مناطق حدودية كبيرة، فضلاً عن مواقع المناطق المحترقة.
و بالنسبة للموارد الطبيعية، تتم الاستعانة بالقمر الصناعي في المشاريع الكبيرة التي تركز على تقييم الإمكانات في الموارد المائية والمعدنية بالمنطقة الصحراوية، بالإضافة إلى تقييم الوعاء العقاري في الولايات الجنوبية.
إلى جانب ذلك، أصبح Alsat-1B أحد الأقمار الصناعية المكونة لما يعرف بكوكبة مراقبة الكوارث المسماة اختصارا DMC، لتكون مصادر بيانات يستخدمها الميثاق الدولي المسمى "الفضاء والمخاطر الكبرى".ويُذكر أن الوكالة الفضائية الجزائرية التي برز دورها في حرائق الغابات الأخيرة بتقديمها خرائط دقيقة لحركة النيران، استُحدثت في الـ 16 جانفي من سنة 2002 بموجب مرسوم رئاسي، ليتم في 28 نوفمبر من السنة ذاتها إطلاق القمر الاصطناعي Alsat-1 لمراقبة الأرض و الاستشعار عن بعد من روسيا، ثم الساتل Alsat-2A لمراقبة الأرض من الهند في 12 جويلية 2010. و قد شكّلت 2016 سنة استثنائية حيث عرفت إطلاق 3 أقمار صناعية في الـ 26 سبتمبر، ليتم في 11 ديسمبر 2017 إرسال Alcomsat-1 من منصة في الصين حيث تصل مدة حياته إلى 15 سنة و يُعتبر أول قمر صناعي جزائري في مجال الاتصالات و ذلك في إطار البرنامج الفضائي الوطني 2006/ 2020 الذي صودق عليه في 28 نوفمبر 2006. من جهة أخرى، يتضمن البرنامج الفضائي الوطني الجديد 2021/ 2040، إطلاق أقمار صناعية أخرى للاستشعار عن بعد و في مجال الاتصالات، و ذلك استجابة للاحتياجات الوطنية و لأغراض البحث العلمي و التطوير التكنولوجي بما يتماشى مع التقدم الحاصل في هذا المجال.

* مدير مركز تطوير الأقمار الصناعية كامش محمد  للنصر
برنامجنا نجح و سنُطلق أقمارا جديدة حتى آفاق 2040
 وصف السيد كامش محمد، مدير مركز تطوير الأقمار الصناعية التابع للوكالة الفضائية الجزائرية، تجربة "السواتل" الثلاثة التي تم إرسالها في 2016، بالناجحة، مؤكدا أن البرنامج الجديد الذي يصل إلى آفاق سنة 2040، سيعرف إقحام الطلبة و الباحثين إلى جانب إشراك المؤسسات الصناعية.
وقال كامش في اتصال بالنصر يوم أمس، إن البرنامج حقق نجاحا بنسبة 100 بالمئة على اعتبار أنه استثمر أكثر في العنصر البشري الذي يعد، وفق تعبيره، أهم عنصر في البرنامج الفضائي الجزائري، ليضيف "طموحنا اليوم هو استكمال البرنامج الفضائي 2021/ 2040، فقد كبرت الأهداف و تغيرت الطموحات". وبهذا الخصوص أوضح الباحث، أن أهداف البرنامج الجديد أكبر من الأول، حيث سيتم إطلاق عدد "أهم" من الأقمار الصناعية ذات الدقة جد العالية في مجال الاتصالات و مراقبة الحطام في الفضاء، كما سيتم إشراك مراكز البحث و المؤسسات الجامعية في التقنيات و التكنولوجيات الفضائية عن طريق إقحام الطلبة و الباحثين في تطوير و إنشاء "السواتل" الصغيرة المعروف باسم "النانوستلايت".وتأتي هذا الاستراتيجية لمواكبة ما أصبح يعرف بـ "دمقرطة" الفضاء، حيث ستشمل أيضا إشراك المؤسسات الوطنية الصناعية في البرنامج و التقييم، مثلما أكد المسؤول.             ياسمين بوالجدري

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com