الجزائر (6) ـ النيجر (1)
حقّق المنتخب الوطني سهرة أمس الأهم بتجاوز عقبة منتخب النيجر، في إطار الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022، ليواصل بذلك "الخضر" رحلة البحث عن التأشيرة المؤدية إلى العرس العالمي لخامس مرة، ولو أن الصراع يبقى على أشده مع منتخب بوركينافاسو من أجل تصدر المجموعة الأولى، للمرور إلى الدور الفاصل.
نجاح "الخضر" في الفوز على النيجر مكن كتيبة بلماضي من مواصلة تحطيم الأرقام، ببلوغ المباراة 30 تواليا دون أي هزيمة، في سلسلة تمتد على مدار 1086 يوما، على اعتبار أن آخر هزيمة للنخبة الجزائرية كانت بتاريخ 16 أكتوبر 2018، وهو ما يبقي المشوار الخالي من الهزائم على عتبة السنة الثالثة تواليا، في انتظار مباراة الإياب يوم الثلاثاء القادم أمام منتخب النيجر.
مقابلة الأمس سارت في نصفها الأول على وقع "سيناريو" لم يكن متوقعا، لأن المنتخب الوطني وجد صعوبة كبيرة ، بحكم أن مدرب المنتخب النيجري كافالي انتهج طريقة لعب مبنية بالأساس على تحصين الخط الخلفي انطلاقا من وسط الميدان، بالاعتماد على ثلاثة جدران، مع فرض رقابة لصيقة على حامل الكرة، وهو الخيار الذي شل نشاط العناصر الوطنية، وأبقى رأس الحربة بونجاح في عزلة تامة وسط ثلاثي الدفاع النيجري، في الوقت الذي كانت فيه المبادرة من جانب الزوار لتهديد مرمى مبولحي بمرتدة هجومية صنعها عبد الناصر أمادو.
التكتل الدفاعي للنيجريين في منطقتهم، واعتمادهم على البنية المرفولوجية القوية والتدخلات الخشنة أخر أول عمل هجومي جاد من جانب "الخضر" إلى غاية الدقيقة 14، بعد توغل بن رحمة على الجهة اليسرى، لكن الحارس داودا تصدى لتسديدته، قبل أن يحرم الحكم الغاني لاريا دانيال المنتخب الوطني من ضربة جزاء شرعية، إثر اصطدام تسديدة فغولي بيد المدافع هيرفي ريبولي داخل منطقة العمليات.
هذه الوضعية أجبرت "المايسترو" محرز على لعب دور "المنقذ" لفك شفرة التكتل الدفاعي لمنتخب النيجر، وذلك على طريقته الخاصة، إذ نجح في افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 27 بهدف "عالمي"، من مخالفة مباشرة من بعد 25 مترا، أسكن من خلالها الكرة في الركن الأيسر لمرمى كاساني داودا.
"فيزيونومية" اللعب تغيرت مع بداية الشوط الثاني، لأن "الخضر" دخلوا بنزعة هجومية كبيرة، وقد جسد فغولي ذلك مباشرة بعد الاستئناف، إثر أخذ ورد داخل منطقة العمليات، فأودع الكرة بسهولة في الشباك، ليكون رد فعل منتخب النيجر بعد دقيقتين فقط من ذلك، بواسطة أونطوني سوزا، الذي قلص الفارق، بعدما كسر خط التسلل.
المد الهجومي للنخبة الوطنية تصاعد، فنجح فغولي في الحصول على ضربة جزاء في الدقيقة 58، تولى تنفيذها محرز، ليسجل هدف الاطئمنان، الذي امتص اندفاع العناصر النيجرية، ولو أن بلماضي عمد إلى تعزيز القاطرة الأمامية بإقحام بلايلي وسليماني، الأمر الذي مكن "الخضر" من إثقال فاتورة المنافس بهدف رابع في الدقيقة 69، أمضاه مدافع النيجر سليمان زكرياء بالخطأ في مرماه، بعد عمل جماعي بين بن ناصر، بلايلي ومحرز.
الدقائق المتبقية شهدت تحكم النخبة الوطنية كلية في زمام الأمور، أمام انهيار المنافس، ليتمكن سليماني من تسجيل الهدف الخامس، في الدقيقة 74، بعد عمل ممتاز من عطال، ولو أن سليماني لم يفوت الفرصة لكتب اسمه في تاريخ الكرة الجزائرية ويحطم رقم تاسفاوت، ويصبح الهداف التاريخي للمنتخب بمجموع 37 هدفا، وهذا بعد توقيعه الهدف السادس للنخبة الوطنية في هذه المواجهة، ويختتم مهرجان الأهداف في الدقيقة 85، رغم أن بلماضي فضل منح الفرصة لبعض الشبان، في صورة بوداوي، عمورة وزرقان، لكن دون الوصول مرة أخرى إلى مرمى المنافس، ليكون هذا الانتصار كافيا لإبقاء "الخضر" في صدارة المجموعة الأولى، والتي يتقاسمونها مع منتخب بوركينافاسو، الفائز سهرة أمس على المستضيف المتواضع منتخب جيبوتي برباعية نظيفة.
ص / فرطــاس
