«الأسنتيو» اعتبرت السجال حول العامية صيحة في واد
دعت النقابة الوطنية لعمال التربية «الأسنتيو»، أمس،إلى الدفاع عن اللغة العربية، وتعزيز مكانتها في الفضاء العام، وداخل المدرسة العمومية الجزائرية، كما طالبت «الدولة الجزائرية، رئيسا وحكومة،هيئات ومجتمع مدني ونقابات،إلى تحمُّل مسؤولياتها الدستورية والتاريخية» بشأن موضوع استعمال العامية في التدريس .
وعبرت النقابة في بيان لها تحوز النصر، على نسخة منه عن رفضها «الآراء والمذكّرات التي تملى من أعلى أو تأتي من الخارج،ولا يُستشار فيها أهل الاختصاص من أساتذة ومربّين ولسانيّين وآباء و أولياء التلاميذ ونقابيين» واعتبرت النقابة الوطنية لعمال التربية، أن السجال حول استعمال العامية في المنظومة التربوية في الجزائر، ليس أكثر من صيحة في واد، «وقالت أن أصحاب هذه الحملة لا علاقة لهم بالمدرسة العمومية الأصيلة، ولا يعرفون شيئًا عن راهنها،و أضافت أن مطلب استعمال العامية في المنظومة التعليمية، يحمل بوادر رغبة في إدخال البلاد في دائرة من التيه والتجريب، والنتيجة ضياع أجيال،ضياع فرصة التنمية المستدامة، وضياع فرصة تقدم البلاد على حد تعبيرها . وقال قويدر يحياوي الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية، أن «استعمال العامية في المنظومة التعليمية يمثل رغبة في السير وراء السراب ،ومن أراد ذلك فليفعل، ولكن عليه أن يترك البلاد بعيدة عن التجريب المفضي إلى العدم، ومصير البلاد ينبغي أن يكون بعيدا عن من يرغب في جعل أبنائنا فئران تجارب لمشاريعهم».
وحذرت النقابة، مما اعتبرته «تناميا للفتنة اللسانية والهجمة اللغوية الشرسة التي تتمّ بدعوى التعدُّد اللغوي والانفتاح ولا تراعي بأي حال ثابت الوحدة الوطنية واستقرار مكوّناتها الأساسية»،وقالت أنها ترفض فصل الجزائريين عن تاريخهم وتراثهم الفكري والأدبي العربي الأصيل،وقيمهم الدينية والثقافية ورموزهم الحضارية.
وأوضحت النقابة في بيانها،
«أن الحديث عن التعليم وسبل إصلاحه ينبغي أن يرتبط ببرامج دقيقة، وليس بخواطر وأهواء بعض الفرانكفونيين وأصحاب الأهداف الواضحة ضد المجتمع والأمة»، وتساءلت: «عن أي عامية نتحدث؟الجبلية في الريف الجزائري؟ أم لهجة الشرق الجزائري؟أم لهجة الغرب الجزائري؟أم لهجة السواحل؟أم اللهجة الهجينة في المدن الكبرى؟أم اللهجة المختلطة باللغة الترقية في الجنوب والقبائلية في مناطق القبائل الكبرى والصغرى والشاوية في بعض المناطق؟فالوضع - تضيف النقابة –ملتبس ويتطلب صرف المليارات لتحقيق دراسات من أجل البحث أولًا عن العامية المشتركة بين هذه النماذج المقدمة سلفًا.
وقالت أن،«العامية بما تمتلكه من قوة تواصلية لا ترتقي إلى لغة ذات بنيات مقولية صارمة».
مراد.ح