تتسابق الصفحات الشخصية لمترشحين للانتخابات المحلية القادمة على استقطاب أصوات الناخبين في حملة انتخابية مسبقة عبر العالم الافتراضي، من خلال عرض السير الذاتية والبرنامج والشعارات الانتخابية، في خطوة تراها أحزاب السياسة بأنها مسايرة للتطور التكنولوجي وضرورية لإنجاح الحملة، في انتظار تأطيرها قانونيا.
ويعتقد رئيس حزب الحكم الراشد عيسى بلهادي بأن الحملة الانتخابية عبر الفضاء الافتراضي تعد أكثر من ضرورة، في ظل تداعيات جائحة كورونا، قائلا إن حزبه الذي اكتفى بمشاركة نموذجية في الاستحقاقات القادمة لا يعارض هذه الطريقة، بعد التجربة الإيجابية التي خاضها في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وتساعد الحملة الانتخابية الإلكترونية بحسب المتحدث، على الترويج للبرنامج الانتخابي والتعريف بالسيرة الذاتية للمترشحين والتسويق لها، لصناعة رأي عام حول مشروع الحزب، فضلا عن التعريف بقوائم الحزب لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي.وأوضح المصدر في تصريح "للنصر"، بشأن مدى انخراط متتبعي شبكات التواصل الاجتماعي في العمل السياسي، قائلا إن الكثير منهم من الجيل الجديد الذين لا يحملون بطاقة ناخب، لذلك فإن الغرض الفعلي من استغلال هذه الصفحات هو الترويج الإعلامي للحزب ولبرنامجه السياسي، أكثر منه استقطاب الناخبين.
ويعترف السيد عيسى بلهادي بأن العملية الانتخابية تحكمها عوامل وظروف مختلفة تماما، وأن الناخبين الذين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع، هم عادة من الجيل المخضرم، لذلك فهو يستبعد تأثير الحملة الانتخابية الافتراضية على الحملة الرسمية التي ستنطلق الخميس المقبل.وبالنسبة لرئيس حزب صوت الشعب لمين عصماني، فإن التحكم في الفضاء الأزرق وما يتم تداوله من مناشير أضحى أمرا مستحيلا، لا سيما وأن قانون الانتخابات لا يمنع استعمل منصات التواصل في إطار الحملة الانتخابية الرسمية أو غيرها، معتقدا بأن اتساع هذا الفضاء وامتداداته جعلت من الصعب التحكم في منخرطيه ورواده.
ويقترح المتدخل تأطير وتنظيم الجملة الانتخابية الافتراضية من خلال سن مواد واضحة لضبط مسار الحملة، بكيفية تجعلها تؤثر بطريقة إيجابية على العملية الانتخابية، بالنظر إلى استحالة منع استعمال الفضاء الأزرق في المجال الانتخابي.وأفاد من جهته الصافي لعرابي الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي بأن السيطرة على المئات من المترشحين وتتبع صفحاتهم الشخصية عبر مواقع التواصل ليس بالأمر السهل، معترفا بشروع مرشحي الأرندي على المستوى المحلي في الترويج لسيرتهم الذاتية وللبرنامج الانتخابي، ضمن مبادرات فردية لا دخل للقيادة الحزبية فيها، مشددا على التزام الأمانة العامة للحزب بقانون الانتخابات وتاريخ الانطلاق الرسمي للحملة الانتخابية، دون أن تعطي أي إشارة للشروع في الحملة الانتخابية عبر الفضاء الافتراضي.
وأكد المتدخل بأن القيادة الحزبية لا تتدخل في الصفحات الشخصية للمترشحين، وهي تعكف حاليا على وضع اللمسات الأخيرة لافتتاح الصفحة الرسمية للأرندي، التي ستلتزم من خلالها بالمبادئ الأخلاقية والقانونية التي تؤطر العملية الانتخابية.
واعترف من جهته العضو القيادي في حركة مجتمع السلم نعمان لعور بصعوبة السيطرة والتحكم في منصات التواصل الاجتماعي، فلا القانون ولا الضوابط الحزبية يمكنها أن تمنع الآلاف من المرشحين والمتعاطفين من القيام بحملة انتخابية مسبقة، التي انطلقت قبيل استدعاء الهيئة الناخبة بالنسبة للعديد من المترشحين.
ويضيف المتدخل بأن الكثير من المشاركين في الانتخابات يرون بأن استخدام مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي أصبحت حقا مكتسبا، ووسيلة ذات فعالية للترويج لأنفسهم وعرض البرنامج الانتخابي، دون أن يؤثر ذلك على مجريات الحملة الانتخابية.
وتؤيد حركة مجمع السلم على غرار باقي الأحزاب المعنية بالاستحقاقات القادمة، تأطير الحملة الانتخابية الافتراضية من الناحية القانونية، للتكيف مع التقدم التكنولوجي، وجعل العملية تسير بشفافية وضمن المنافسة الشريفة والقيم الأخلاقية، دون تجريح في حق باقي المترشحين، في ظل استحالة التدخل في مبادرات شخصية غرضها إنجاح العملية الانتخابية باستعمال الوسائل
المتاحة.
لطيفة بلحاج