• إستراتيجيتنا تعتمد على التنويع المثمر للشركاء الاقتصاديين والتجاريين
كشف وزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزيق، أمس أن الجزائر تمكنت لأول مرة منذ الاستقلال، إلى رفع حجم صادراتها خارج المحروقات إلى ما يقارب 3,4 ملايير دولار إلى غاية نهاية شهر أكتوبر المنصرم، متوقعا، أن يرتفع الرقم إلى أكثر من 4 ملايير دولار بنهاية السنة، مبرزا بأن الجزائر تراهن على ديمومة هذا النمو خلال السنوات المقبلة.
وفي تصريح للصحافة على هامش الطبعة الأولى من مؤتمر الجزائر الدولي للاستثمار، الذي ينعقد على مدى يومين بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال غربي الجزائر العاصمة، أوضح رزيق أن العبء الأكبر الذي يقع على عاتق الحكومة اليوم هو ديمومة النمو المسجل في مجال الصادرات خارج المحروقات خلال السنوات القادمة، مشيرا إلى أن الصادرات الجزائرية غير النفطية استطاعت في 2020 أن تتخطى عتبة 2 مليار دولار قبل أن ترتفع إلى غاية شهر أكتوبر من السنة الجارية إلى 3,4 ملايير دولار فيما ينتظر – كما أضاف - أن تتراوح بنهاية 2021 بين 4 و4,5 ملايير دولار، وأعرب عن أمله في أن تتضاعف هذه الأرقام وأن تتم المحافظة على صعودها في السنوات المقبلة.
وكان وزير التجارة، قد أكد في كلمته خلال مراسم انطلاق فعاليات مؤتمر الجزائر للاستثمار، الذي بادرت بتنظيمه مؤسسة ‘’ ألجيريا أنفست ‘’، قد أكد على وجود إرادة سياسية وترجمة واضحة لاهتمام الحكومة بتعزيز البنية التحتية للاستثمار وتنويع مداخيل الاقتصاد وتحريره من تبعيته للنفط’’ الذي بات – كما قال ‘’تحد يجتمع عليه كل الفاعلين في الساحة السياسية والاقتصادية معا’’.
وذكّر رزيق بالمناسبة بالتوجيهات والتعليمات التي أسداها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من خلال الندوة الوطنية للإنعاش الاقتصادي، مبرزا بأنها حملت دلائل قوية للتغيير وبعث التنمية الاقتصادية مع العمل على رفع حجم الصادرات خارج المحروقات›› وهو ما عملت عليه وزارة التجارة وترقية الصادرات، ‹›حيث تم ولأول مرة منذ استقلال الجزائر الوصول إلى ما يقارب أكثر من 3,4 ملايير دولار إلى غاية نهاية أكتوبر 2021، بتضافر جهود كل الفاعلين في هذا المجال››.
وفي هذا السياق أكد ممثل الحكومة أن الجزائر تعكف على خلق إطار ملائم للمؤسسات الجزائرية، لتصدير منتجاتها نحو الخارج، وكسب مكانة بالأسواق الخارجية، وأن الدولة تسعى لمساعدة المؤسسات الجزائرية من خلال تسهيل الإجراءات والتحفيزات المالية، مشيرا إلى أنه ‘’ لضمان مرافقة مثلى للمصدرين باشرت وزارة التجارة سلسلة من التعديلات تصب في مجملها في مسعى ترقية الصادرات خارج المحروقات’’، ومن أهمها – كما ذكر - إعادة هيكلة الصندوق الوطني لترقية الصادرات خارج المحروقات الذي من شأنه تعزيز آليات المرافقة والإجراءات التحفيزية الممنوحة للمصدرين’’.
كما أشار إلى تنصيب لجنة متابعة التجارة الخارجية التي تتمثل مهمتها – كما ذكر – في متابعة وتحليل تدفقات المبادلات التجارية واقتراح تدابير لإصلاح وضبط أنشطة التجارة الخارجية والمساهمة في تحليل وتقييم الاتفاقيات التجارية’’، إلى جانب ‘’ تجسيد مشروع البطاقية الوطنية للمنتوج الوطني’’ وهي – كما أضاف ‘’ منصة إلكترونية ذات أهمية كبرى تمكننا من تكوين بنك المعلومات التي تعتبر كلوحة قيادة تسمح لنا باتخاذ قرارات استراتيجية من خلال تحليل البيانات الموجودة على غرار ضبط الاستيراد وأيضا تقييم فرص التصدير وأيضا تجديد وتحديد مناطق توطين المناطق الصناعية اللوجيستية’’، فضلا عن توسع تنظيم الدورات التكوينية في مهن التصدير والتجارة الخارجية.
وبعد أن أشار في ذات الشأن إلى ‘’استحداث بوابة إلكترونية للبطاقية الوطنية للمنتوج الجزائري وتعميم نشرها على مستوى كل المواقع الإلكترونية وخاصة بالنسبة للسفارات الجزائرية المعتمدة في الخارج قصد الترويج للقدرات الإنتاجية الوطنية’’، نوه السيد رزيق، بالدور المحوري الذي تقوم به وزارة الشؤون الخارجية عبر البعثات الاقتصادية في سفاراتنا بالخارج في بلورة الدبلوماسية التجارية لتحقيق ترقية الصادرات وولوج العديد من الأسواق الخارجية.
وفي معرض حديثه عن استراتيجية ترقية الصادرات، قال ممثل الحكومة أنها تعتمد على التنويع المثمر للشركاء الاقتصاديين والتجاريين على الصعيد العالمي بصفة عامة والإفريقي بصفة خاصة، وقال بأنه ‘’ مع إنشاء منطقة تبادل التجارة الحرة الإفريقية التي دخلت حيز التنفيذ منذ جانفي 2021 فإنه تتيح لنا ولشركائنا المستثمرين، سوقا ذات نمو اقتصادي قاري لافت للانتباه لأكثر من 3000 مليار دولار’’.
وبغية تعزيز مركز الجزائر الاستراتيجي وجعلها بوابة إفريقيا للشراكة والتنمية الاقتصادية والتجارية مع مختلف الشركاء والتكتلات الإفريقية والدولية أشار وزير التجارة وترقية الصادرات، إلى ‘’ تسطير برنامج ثري بعنوان 2022/ 2023، سيتم من خلاله مشاركة مرتقبة للمتعاملين الجزائريين للترويج للمنتجات الوطنية في أكثر من 50 معرض دولي تكون فيها حصة الأسد للأسواق الإفريقية، لا سيما في جنوب إفريقيا والسنغال’’.
ع.أسابع