دعا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، السلك الدبلوماسي الجزائري، إلى الرد بحزم على المناورات العدائية خاصة ضد الجزائر، لا سيما حرب الجيل الرابع التي تتم ممارستها ضد الجزائر في إطار مخطط واسع يستهدف إفريقيا والشرق الأوسط.
وقال إن الجزائر لن تتسامح مع أي تدخل في شؤونها الداخلية في علاقاتها الثنائية مع شركائها الأوروبيين، مشددا على أهمية إقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل و المساواة السيادية بين الدول.
شدد رئيس الجهورية السيد عبد المجيد تبون، على ضرورة الرد بحزم على المناورات التي تحاك ضد البلاد، حيث دعا، أعضاء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية إلى التضحية للحفاظ على المصالح العليا للبلاد و على أمنها الوطني وسيادتها. وأكد رئيس الجمهورية خلال إشرافه على افتتاح مؤتمر رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بقصر الأمم بنادي الصنوبر (الجزائر العاصمة) أن "التحديات التي تواجهنا تعد أكثر خطورة في ظل الأزمات المتعددة الأبعاد التي تشهدها منطقتنا وكذا بؤر التوتر في العديد من دول الجوار على طول شريطنا الحدودي، لاسيما في الصحراء الغربية مع استئناف المواجهات العسكرية المسلحة بين جبهة البوليساريو وقوات الاحتلال المغربي".
وحذر الرئيس تبون من وجود تهديدات ترمي لإضعاف البلاد من الداخل بما يعرف بحروب الجيل الرابع، ودعا لتفعيل دور الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي في حل نزاعات المنطقة. وقال إن "هذا المخطط يستهدف إفريقيا"، وأضاف: "تواجهنا تحديات أكثر خطورة في محيطنا الجغرافي بأزمات متعددة الأبعاد"، وأضاف "قراءتنا للسياق الدولي الذي تتفاعل معه دبلوماسيتنا لن تكتمل دون التعرض للتهديدات التي تثقل كاهل الجزائر بشكل مباشر وتهدف إلى إضعافها من الداخل".
وقال رئيس الجمهورية مخاطبا أعضاء البعثات الدبلوماسية: "أنتم مدعوون للتحلي بنفس روح الالتزام والتضحية التي ميزت أسلافكم للحفاظ على المصالح العليا للجزائر والرد بحزم على المناورات العدائية التي تستهدف أمننا الوطني".
كما أشار الرئيس تبون إلى أن الأزمة الليبية "مازالت تشهد تجاذبات بسبب التدخلات الأجنبية المتعددة وكذا الوضع بمنطقة الساحل، الذي يستمر تحت تأثير عوامل متعددة مرتبطة بالصراعات متعددة الأوجه و انتشار التهديد الإرهابي والجريمة المنظمة بجميع أنواعها".
وأكد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, بشأن علاقات الجزائر الثنائية مع شركائها الأوروبيين, أننا لن نتسامح مع أي تدخل في شؤوننا الداخلية, مشددا على أهمية إقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل و المساواة السيادية بين الدول. و قال الرئيس تبون "في علاقاتنا الثنائية مع شركائنا الأوروبيين لن تتسامح الجزائر مع أي تدخل في شؤونها الداخلية و ستظل دوما على استعداد لإقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل و الالتزام الكامل بمبدأ المساواة السيادية بين الدول".
كما دعا الرئيس تبون في كلمته إلى "إعطاء الأولوية لعضوية الجزائر المقبلة في مجلس الأمن للأمم المتحدة خلال الفترة 2024 - 2025 للمساهمة في الجهود الرامية للحفاظ على السلم و الأمن الدوليين". وصرح أنه "لابد من العمل و التعاون مع الدول التي تشاركنا وجهات النظر و المواقف على تعزيز دور الأمم المتحدة لحملها على الاضطلاع بالمسؤوليات المنوطة بها لا سيما تجاه الشعبين الفلسطيني و الصحراوي".
كما دعا في المقابل على اتخاذ الإجراءات الاستباقية لترسيخ الجزائر كفاعل ومؤثر يساهم في الحلول الجماعية للأزمات وطرح المبادرات التي من شأنها تعزيز العمل متعدد الأطراف. وجدد الرئيس تبون عزم الجزائر للعمل من أجل تقوية الاتحاد الإفريقي من المناورات والمحاولات الخبيثة التي تستهدف وحدة صفه، وأنها سوف تكون ضمن أولويات عملنا الدبلوماسي، في إشارة منه إلى مساعي الكيان الصهيوني والقوى المناولة له اختراقه من الداخل تحت صفة العضو المراقب.
وفي سياق أخر، أمر الرئيس تبون باستعادة “علاقتنا القوية والمتينة مع نيجريا وجنوب إفريقيا، وكوبا”، أين قال في الخصوص ذاته: “علينا الحفاظ على صداقتنا مع الدول الإفريقية والأوروبية التي تقاسمنا وجهات النظر وصون هذه الصداقة، ونحرص على ألا تكون بيننا وبينهم سحابة صيف عابرة”، مبرزا بأن دولا أوروبية “تقاسمنا وجهات النظر ذاتها فيما يتعلق بالأزمة في ليبيا”.
ع سمير