أكد رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، أمس الثلاثاء من قسنطينة، أن الانتخابات المحلية المقبلة تعتبر نقطة جديدة في مسار التغيير نحو الجزائر الجديدة، معتبرا أن التغيير لا يكون بالتظاهر أو الكلام بل بالعمل، كما طالب المرشحين بالسعي جاهدين إلى استعادة ثقة المواطن.
وقال عبد العزيز بلعيد في كلمة له خلال تجمع شعبي نشطه بقصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة، إن التغيير لا يكون عن طريق المسيرات والتظاهرات، أو الكلام في البلاطوهات ومواقع التواصل الاجتماعي، وإنما عن طريق العمل الجاد، داعيا المواطنين للتوجه يوم الاقتراع للإدلاء بأصواتهم ومنح ثقتهم لمن يرونهم قادرين على تحمل المسؤولية وتحقيق دفع إيجابي للتنمية المحلية.
وتابع بلعيد «نحن في حزب جبهة المستقبل نملك برنامجا مهما يمكن تنفيذه على أرض الواقع»، مضيفا «نحن واثقون من قدرتنا على التغيير»، وفي المقابل عبر عن أمله في أن يحمل قانون البلدية القادم آفاقا جديدة، يتم من خلالها استرجاع مكانة المجالس المنتخبة، ومنحها السلطة الكاملة في إدارة ملفات الاستثمار وتسيير الجانب الاجتماعي بدلا من إلحاقها بهيئات أخرى، فضلا عن مطالبته بإنهاء الوصاية على البلديات ومنح المنتخبين حرية أكبر، على اعتبار أنها أول جهة رسمية يحتك بها المواطن مباشرة.
كما دعا بلعيد مرشحي حزبه في حال وصولهم إلى المجالس المنتخبة إلى كسر الجليد في التعامل مع المواطن وعدم غلق الأبواب أمامه، والتوجه نحو التسيير التشاركي، عن طريق الاستماع لمختلف الانشغالات مع خلق أسلوب اتصالي جديد، إلى جانب فتح المجال أمام المشرع المدني في صورة الجمعيات وفواعل المجتمع المدني، وهو ما يسمح، مثلما قال، بتحقيق التنمية المستدامة في البلدية التي تعتبر، حسبه، اللبنة الأولى لبناء الدولة.
زيادة على ذلك نصح ذات المتحدث المنتخبين بضرورة العمل مع كافة الأحزاب والتيارات السياسية الجادة داخل المجالس المنتخبة، دون الدخول في خلافات والتسبب في انسدادات تكون نتائجها سلبية يدفع ثمنها المواطن البسيط، مشددا على أن دور المنتخب هو خدمة الشعب والدولة.
كما عاد عبد العزيز بلعيد في كلمته إلى ما تعرفه الجزائر من تحديات على المستوى الدولي والإقليمي، مؤكدا أن كل الشريط الحدودي للجزائر يعيش مشاكل كبيرة، وأنه لا سبيل للجزائريين للخروج من هذه الأزمات التي تتربص بهم، سوى التماسك، مضيفا «هناك الكثير من المتربصين بأرضنا وبلادنا وشعبنا، وهم يحاولون زرع الفتن والتفرقة بذريعة الديمقراطية والجهة والدين، ثم يتركون أبناء الشعب الواحد يتقاتلون فيما بينهم ثم يأتون في الأخير لنهب ثروات البلدان»، ولمجابهة المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر قال بلعيد «يجب التحلي بالفطنة لتفويت الفرصة».
ومن بين الحلول التي قدمها مطالبة النخبة بلعب دورها الحقيقي ورد الجميل للبلاد، وعدم الانصراف إلى أداء دور بسيط داخل المجتمع، معتبرا أن جزءا كبيرا من الضعف الذي تعرفه الممارسة السياسية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة يعود بالدرجة الأولى إلى عزوف المثقفين والإطارات عن دخول المعترك السياسي، وهو ما فتح الباب على مصراعيه، حسبه، أمام الكثير من الانتهازيين.
زيادة على ذلك قال بلعيد «دور السياسي في الوقت الراهن هو استعادة ثقة المواطن التي اهتزت كثيرا خلال العشريتين الماضيتين، ولذلك يجب علينا كمنتخبين أن نكون صادقين مع الشعب» وأضاف «نحن في جبهة المستقبل نطمح لبناء الجزائر مع جميع الأحزاب والتيارات السياسية الصادقة، ولا نريد أن نستأثر بالعمل وحدنا»، ولذلك طالب رئيس حزب جبهة المستقبل من كل «جزائري غيور أن يساهم من أجل جزائر جديدة».
عبد الله.ب