قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعجي، أمس الأربعاء من ميلة، إن الجزائر تعيش نهجا إصلاحيا جديدا بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، "أعطيت فيه الأولوية لتجديد البناء المؤسساتي، وإبعاد البزنسة في المناصب الانتخابية التي أصبحت من الماضي، وباتت الدولة واقفة من خلال قوانينها في وجه كل مفسد".
وأشار بعجي خلال التجمع الذي أشرف عليه صباح أمس بدار الثقافة مبارك الميلي بميلة، إلى أنه و برغم كثرة المواعيد السياسية التي تعيشها البلاد، و التي أثرت، حسبه، على العمل الداخلي للحزب إلا أن ذلك لم يمنع خلال مدة 18 شهر التي قضاها على رأس الآفلان، من القيام بالخطوات الأولى رفقة أعضاء اللجنة المركزية في عملية تجديد الحزب وإعادة بنائه على مختلف الأصعدة، تحت شعار " نتجدد ولا نتبدد " مع السعي لتحقيق التجديد على أرض الواقع وليس جعله شعارات فضفاضة.
و انتقد بعجي بعض القرارات المتخذة على مستوى اللجنة المستقلة للانتخابات التي وصفها بغير المفهومة أو المقبولة، متسائلا كيف يرفض أستاذ جامعي ويتم الاعتراض على ترشيحه للمجلس الشعبي الولائي بشبهة الفساد ويترك في المقابل لتدريس أجيال الجامعة دون خوف من التأثير عليهم وإفساد أخلاقهم وسلوكهم، مضيفا أن "خطره في الجامعة أهم وأخطر بكثير من عضوية المجلس الشعبي الولائي".
و أضاف الأمين العام للآفلان أن الانتخابات المحلية ليست مسألة بسيطة لارتباطها بحياة المواطن ومعيشته اليومية، و "المنتخب يشكل عين المواطن في رقابة مصالحه"، وأن حزبه يرى أن مصلحة البلاد واستقرارها وبناء مؤسساتها تشكل أولوية قبل مصلحة الحزب، ولذلك دخل الانتخابات وعينه على تحسين أداء المنتخب المحلي، مشيرا في نفس الوقت لمسعى الحزب لأجل منح المنتخب المحلي صلاحيات واسعة، في مختلف المجالات كالاستثمار المحلي وغيره، مشيرا في السياق لمشروع القانون الجديد الذي تعمل لجنة على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية على إعداده، متمنيا أن يخدم هذا القانون مصلحة الجميع. و في تجمع شعبي نشطه، بقاعة أبركان عبد القادر بمدينة جيجل، وصف بعجي برنامج الأفلان الانتخابي بالواقعي و الطموح، كونه يوازن بين مساعي التنمية وفق برنامج استعجالي، ويرمي لتحقيق مجموعة من الأهداف، مشيرا، بأن البلاد شهدت في الأشهر الماضية صحوة اقتصادية و سياسية جديدة، تهدف لإعادة رسم السياسة وفق خط أول نوفمبر، معتبرا حزب الآفلان حاملا لنفس الخط الثوري.وأضاف أن عودة الدبلوماسية الجزائرية كقوة في المنطقة على الصعيدين الإفريقي و العالمي، أزعجت لوبيات عديدة، بحيث تم العمل على تنويع الاقتصاد و فتح الفرصة لدول كبرى على غرار الصين، تركيا، روسيا، إيطاليا، ولذلك "عملت بعض الأطراف على محاولة زعزعة استقرار البلاد، مثلما فعله نظام المخزن بقتل ثلاثة مواطنين عزل"، مؤكدا، بأن الحزب سيقف ضد أي عدوان ضد الجزائر، إذ يجب، مثل ما قال، على المجالس المنتخبة لعب الدور المنوط بها و المتمثل في ضمان استقرار البلاد.
و عرج للحديث عن الإهمال الذي طال جيجل في مجال التنمية لسنوات، إذ يفترض، حسبه، أن تكون هذه الولاية رائدة في شتى المجالات الاقتصادية، السياحية، الفلاحية، و أكد، بأنه سيتم رفع انشغالات سكان الولاية و وضعها على طاولة الحكومة.
إبراهيم شليغم/كـ . طويل