قال رئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بن بعيبش، ظهيرة أمس الجمعة من مدينة العلمة بسطيف، إن الانتخابات المحلية المقبلة فرصة سانحة أمام الشعب الجزائري للمضي قدما نحو «إحداث التغيير»، وأن العزوف عن التوجه إلى صناديق الاقتراع فرصة لاستمرار «آلة التزوير»، مضيفا أن الشباب قادر على تحمل المسؤولية في قيادة وطنه نحو غد أفضل، مؤكدا بأنه لا تنمية حقيقية دون إعطاء الصلاحيات المطلقة للمجالس المنتخبة.
واستهل بن بعيبش خطابه من المسرح الجهوي أمام مرشحي ومؤيدي الحزب بولاية سطيف، بالحديث عن سبب عزوف المواطنين عن المشاركة في المواعيد الانتخابية، مرجعا ذلك إلى الفشل المسجل على جميع الأصعدة في السنوات الماضية، ما جعل المواطن البسيط -حسب قوله- لا يؤمن بالعملية الديمقراطية، خاصة وأن الانتخابات في السابق دائما ما كان يشوبها التزوير.
وأضاف بن بعيبش أن تصرفات العهد السابق من تبذير للأموال وتهميش الكفاءات، دفعت المواطنين للخروج إلى الشوارع في سنة 2019 بصورة متحضرة، حاملين شعار المطالبة بالتغيير وتحقيق العدالة والمساواة بين أبناء الشعب الواحد، وقال «حراك 2019 يساوي ثورة نوفمبر 1954، لأنه أعاد الكرامة للملايين من الجزائريين»، مضيفا «شباب الحراك أعطى صورة جميلة عن الشعب القادر على صنع المعجزات، وبات من الضروري إعطاؤه الفرصة كاملة لقيادة الوطن نحو مستقبل أفضل».
وعرج بعدها بن بعيبش للحديث عن مواقف الحزب بعد الحراك، حيث قال إنه أعلن عن تأييده لإجراء الانتخابات الرئاسية ثم استفتاء الدستور وأخيرا الانتخابات التشريعية.
وانتقد بن بعيبش عزوف البعض عن الفعل الانتخابي مؤكدا أن ذلك لا يساهم في حل المشاكل، مصرحا «لا يوجد أي خيار لإحداث التغيير المنشود سوى المشاركة القوية، واختيار أفضل النخب لتمثيل المواطنين في المجالس المنتخبة»، مؤكدا أن المشاركة القوية والذهاب نحو صناديق الاقتراع، تعني «القضاء على التزوير».
وأوضح أن جميع الأحزاب السياسية «مجبرة» على المشاركة في المواعيد الانتخابية، من أجل دفع النخب وإقناعها بضرورة الترشح وتقديم أفكارها ومقترحاتها وتجسيدها لقيام الدولة الوطنية القوية، مخاطبا أنصاره «الحزب رفع شعار ويبقى الأمل، لأننا على يقين بأن المشاركة في العملية السياسية السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف التي كان يصبو إليها الملايين من الشهداء».
وعن رؤية الحزب تجاه المجالس المحلية المنتخبة في تحقيق التنمية المستدامة، قال بن بعيبش «إنه لا وجود لتنمية حقيقية من دون مراجعة القوانين القديمة»، وإعطاء المنتخب المحلي كامل الصلاحيات في اتخاذ القرارات وتجسيد المشاريع التي تخدم مصلحة المواطنين، مشيرا أنه من الواجب تشكيل المجالس البلدية من ممثلي الأحياء، وأخذ مشورتهم في جميع المشاريع المتعلقة بالتنمية.
وفي ختام خطابه، دعا بن بعيبش إلى ضرورة النضال لتوسيع صلاحيات المنتخبين، منوّها بتصريحات رئيس الجمهورية، حول أهمية تعزيز مسؤوليات المنتخبين، في سبيل إعادة حلقة الثقة المفقودة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
أحمد خليل
