اعتبر المحلل السياسي والخبير الأمني الدكتور أحمد ميزاب، أمس، أن زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى الجزائر، تكتسي طابعا استراتيجيا وأنها ستتوج بالعديد من الاتفاقات و أضاف أن هذه الزيارة هي بوابة لشراكة قوية مع موريتانيا، مبرزا تحرك الجزائر نحو تعزيز العلاقات مع دول الجوار وبعث دينامية دبلوماسية وحركية في السياسة الخارجية، وأشار إلى أن تحرك ودور الجزائر يعتبر مركزيا في هذه المرحلة الحساسة، حيث يعول عليها من خلال احتضانها للقمة العربية المقبلة لجمع الشمل وتوحيد الكلمة في البيت العربي.
وأوضح المحلل السياسي الدكتور أحمد ميزاب في تصريح للنصر، أمس، أن زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية ، محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى الجزائر والتي تدوم ثلاثة أيام، تعتبر زيارة مهمة وتكتسي طابعا استراتيجيا بامتياز، باعتبار أن هناك توجه في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى مستوى متقدم ولمسنا ذلك من خلال الزيارات المتعددة للمسؤولين الجزائريين إلى موريتانيا وكذلك المسؤولين الموريتانيين إلى الجزائر -كما أضاف-.
وأشار المحلل السياسي، إلى طبيعة الملفات الموجود اليوم بين الجزائر وموريتانيا، مبرزا في هذا السياق وجود شراكات كبرى وحيوية في العمق، خاصة فيما يتعلق بفتح المعابر الحدودية وتعبيد الطرقات في إطار تنمية المناطق الحدودية المشتركة ما بين البلدين وفي إطار بعث دينامية وحركية اقتصادية تجارية بامتياز وذلك ما رأيناه في السنوات الأخيرة من خلال حركة تجارية بشكل متنامي.
وأضاف قائلا: أن التحديات الإقليمية تفرض التشاور المستمر والتنسيق الدائم بين البلدين، خاصة في خضم التحولات الموجودة في منطقة الساحل والقضايا المتعلقة بحق الشعوب في تقرير مصيرها و نتحدث هنا على قضية الصحراء الغربية، بالإضافة الى التعاون في مجالات مختلفة .
وأوضح المحلل السياسي، أن الزيارة ستتوج بالعديد من الخطوات والإجراءات والاتفاقات وأنها بوابة لشراكة قوية مع موريتانيا والتي نتقاسم معها حدود مشتركة ونتقاسم معها قيم تاريخية مشتركة وكذلك في ظل توفر إرادة سياسية مشتركة ما بين البلدين للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى متقدم .
وقال أن الملف الأمني والاقتصادي يطغى على الزيارة ولكن لا يمكن الحديث عن الملف الأمني دون الحديث عن الملف الاقتصادي، باعتبار أن التنمية وتعزيز القدرات على مستوى المحاور الجنوبية وتعزيز العلاقات الاقتصادية هو الذي يساهم في فك الألغام بالنسبة للمعضلات الأمنية .
كما أشار الدكتور أحمد ميزاب، إلى عودة الجزائر والتحرك نحو تعزيز العلاقات مع دول الجوار وبعث دينامية دبلوماسية وحركية في السياسة الخارجية، من خلال ما يقوم به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، سواء كان في الزيارة التي قام بها إلى تونس وأيضا استقبال الرئيس الموريتاني وتعزيز العلاقات مع ليبيا وغيرها، لافتا إلى دينامية جديدة بالنسبة للدبلوماسية والسياسة الخارجية الجزائرية، بما يتماشى وتطلعات الجزائر .
واعتبر المحلل السياسي والخبير الأمني، أن احتضان الجزائر للقمة العربية في مارس القادم، تتويج لمكانة الجزائر ودورها في جمع شمل البيت العربي وتوحيد الصف العربي، مذكرا أنه خلال عقد، كان هنالك تصدع للبيت العربي وكانت هناك مجموعة من الأزمات التي أثرت على العلاقات البينية العربية - العربية.
وأضاف أن الجزائر من الدول التي كانت ترافع لمقاربة إصلاح البيت العربي ورص الصفوف ودرء التصدع في هذا البيت، لذلك الجزائر يعول عليها من خلال احتضانها للقمة العربية بأن تجمع الشمل العربي وأن لا يكون منقوصا، مشيرا إلى إمكانية عودة سوريا وتوحيد الكلمة في البيت العربي، خاصة في إطار دعم ومساندة القضية الفلسطينية والتي تعتبر القضية الأم .
مراد - ح