دعا عدد من مسيري المؤسسات الناشئة، إلى تسهيل التعاملات الإدارية عن طريق دمجها مع متطلبات العصر، والقضاء على العراقيل التي تواجه هذه الشركات خصوصا أنها تقدم مشاريع مبتكرة، فيما استحسن هؤلاء الشباب الذين التقت بهم النصر على هامش الصالون الوطني للرقمنة وتكنولوجيا المعلومات المنظم بقسنطينة، الإجراءات الأخيرة التي تعمل عليها السلطات لخلق نموذج اقتصادي رقمي يساهم في دفع عجلة التنمية لمواكبة التطور و تقليل نسبة البطالة.
ندوة من إعداد: لينة دلول
شعقار سامي عضو بحاضنة للشركات الناشئة
يجب عصرنة الإدارة العمومية لتحسين الخدمات للمواطنين
يرى شعقار سامي من ولاية سطيف، العضو بشركة «تايك هيلز»، وهي حاضنة مسرعة للأعمال ومخصصة للشركات الناشئة، أن المؤسسات في الجزائر بمثابة قوة اقتصادية، خاصة إن وجدت تسهيلات من طرف الإدارات العمومية، منبها إلى أهمية مساعدة الشباب الذين يريدون العمل وتقديم أفكار ومشاريع تنموية، مع الإيمان بقدراتهم.
و لقد كان أول مشروع للشركة التي تعتبر حاضنة لمجموعة من المؤسسات الناشئة في مجالات كالطب، الزراعة، الصناعة، تحليل البيانات، تطوير النظم الإلكترونية، تحت تسمية مشروع «بربروس» للتجارة الإلكترونية، حيث قُدمت من خلاله جملة من الخدمات كالتغليف والتوصيل لجميع ولايات الوطن.
ودعا المتحدث، إلى تحسين الخدمات العمومية من خلال تبسيط الإجراءات الإدارية و جعلها لامركزية، في ما تعلق باستصدار الوثائق و تعميم استخدام الإدارة الإلكترونية في المؤسسات العمومية، قصد عصرنتها.
ويقول الشاب، إن الشركات الناشئة ساهمت بشكل إيجابي في نمو الاقتصاد الوطني، وذلك من خلال العملة الصعبة التي ستجنيها الجزائر، أين ضرب مثالا بواحدة من المؤسسات التابعة للحاضنة، والتي استطاعت في ظرف وجيز أن تصدّر لدولة كوديفوار وتبرم شراكة مع مقاول بغية إنشاء فرع للمؤسسة في البلد نفسه، مضيفا أن هذه الخطوة ساهمت في توسيع شبكة التصدير الخاصة بالشركة إلى 14 دولة إفريقية.
واعتبر المستثمر، المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عموما، بمثابة الركيزة الأساسية للاقتصاد الوطني الجزائري لمساهمتها في توفير مناصب الشغل، وبالتالي التخفيف من البطالة والرفع من مستوى معيشة الأفراد، حيث قال إن شركته تحتوي على 100 عامل كلهم شباب جامعيون من تخصصات مختلفة. كما اقترح شعقار، تقديم الخدمات الحكوميـة للمـواطنين في مختلـف المجـالات، عـن طريـق تقريـب الإدارة مـن المـواطن، وكذا تبسيط مختلف العمليات الإدارية ومكافحة البيروقراطية التي تكبح تنمية البلاد وتجعل المستثمرين يفشلون في أول خطوة يقومون بها، كما يجب أن تتم، حسبه، معاملتهم كشباب أذكياء وأصحاب أعمال تجارية يقدمون أفكارا رائدة تشبع حاجات السوق بطريقة عصرية، حيث تعتمد على التكنولوجيا للنمو والتقدم. وأعرب المستثمر الشاب عن أمله في أن تقوم البنوك التي ساهمت بشكل كبير في دعم وتمويل المؤسسات المصغرة ودعم مشاريع الشباب، بدراسة مشروع كل مؤسسة بشكل دقيق وما تتطلبه من دعم مادي، لأن كلا منها لديها حاجيات مختلفة، كما دعا إلى تسهيل الاستثمار مع الدول الأجنبية مع التطبيق الفعال لوسائل الدفع الإلكتروني وتحسين خدماتها، كحل للمشاكل والعراقيل التي أفرزتها وسائل الدفع التقليدية. ويؤكد ذات المتحدث أن السلطات العمومية أصبحت تولي أهمية كبيرة للشركات الناشئة واتخذت إجراءات في صالحها، وهو أمر مشجع للغاية ويثبت أن هناك رغبة في التغيير والتطوير، كما تم استحداث مجموعة من الهيئات والمؤسسات المتخصصة لدعم وتمويل هذه الشركات، ومنها الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية، كما أن من يسير وزارة المؤسسات الناشئة، شاب مثله، و يفهم احتياجات أبناء جيله، وفق السيد شعقار. من جهة أخرى، يرى ذات المصدر، أن التجارة الإلكترونية تعتبر مجالا جديدا و واعدا في الجزائر، حيث شهدت في السنوات الأخيرة تطورا هائلا في هذا الميدان الذي يتميز بنسبة نمو تعرف ارتفاعا كبيرا، خصوصا أن هذا النوع من التجارة متاح للجميع، فالمطلوب من الشخص أن يكون متصلا بشبكة انترنت وبحوزته جهاز حاسوب، ثم يقوم بفتح متجر إلكتروني لينطلق بعد ذلك في العمل لتحقيق أرباح مادية.
بلاغة هشام مؤسس شركة متخصصة في تطوير البرمجيات
القطاع الاقتصادي يتطلب تحولا رقميا
تطرق بلاغة هشام و هو صاحب شركة «سيرتا ايتي» المتخصصة في تطوير البرمجيات وتصميم مواقع وتطبيقات الواب، إلى السياسة المنتهجة من طرف الدولة للولوج إلى المجال الرقمي، حيث قال إنها تعمل على تغيير الإستراتيجية المعتمدة سابقا من خلال العمل على رقمنة القطاع والابتعاد عن البيروقراطية.
و ذكر صاحب الشركة التي تنشط منذ سنة 2005، أنه تم تحقيق هذا التحول من خلال الاعتماد على المؤسسات الناشئة والتي ستساعد الدولة في التوجه نحو العمل الرقمي وتقديم الحلول حتى تصبح كل تعاملاتها مع المواطنين إلكترونية، في مزيج تنموي يهدف إلى الارتقاء بالاقتصاد الوطني.
وتطرق ذات المتحدث إلى احتياجات المؤسسات الناشئة بالجزائر لتكون بديلا قويا في الاقتصاد، حيث قال إنه وبجانب الدعم المادي لا بد أن تكون هناك فعاليات للتعريف بها و الاحتكاك في ما بينها، على غرار الطبعة الأولى للصالون الوطني للرقمنة وتكنولوجيا المعلومات الذي نظم بقسنطينة.
وأضاف بلاغة، أن الشباب المقاول واجه في السابق نقائص منها عدم الاستفادة من التحفيزات والتسهيلات، في حين أن المؤسسات الناشئة التي بدأت النشاط في الآونة الأخيرة لها أفضلية و فرص جيدة خاصة بعد قرار إعفائها من الضرائب.
وعاد الشاب إلى أول تجربة له مع عالم الرقمنة، و التي قال إنها بدأت في سن 18 سنة، أين قام بتطوير أول برنامج، أما الخدمات الأخرى المقدمة إلى شركات مختلفة فكانت بعد تخرجه من الجامعة.
زينة بوعصيدة عضوة بمؤسسة لبيع قطع الغيار عبر الإنترنت
الشركات الناشئة تدعم الإنتاج المحلي
أكدت زينة بوعصيدة، و هي عضوة بالمؤسسة الناشئة المتخصصة في بيع قطع غيار السيارات عبر الإنترنت «داس أوتو موتيفيم»، بأن هذه الشركات تدعم الإنتاج المحلي و تشجعه.
واعتبرت المتحدثة أن التجارة الإلكترونية ليست موضة زائلة أو ثقافة جديدة تضمحل مع مرور الوقت بل هي نمط حياة، كما أن الاقتصاد الوطني سيسير في اتجاه كل ما له علاقة بالرقمنة و التكنولوجيا. كما استحسنت بوعصيدة، الإجراءات و التحفيزات التي جاءت بها الدولة لدعم أصحاب المؤسسات الناشئة لاسيما التي تنشط في مجالات الابتكار و التكنولوجيات الجديدة، لأن الجزائر لا تختلف عن الدول الأخرى في سعيها نحو تطبيق و تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. و أكدت المتحدثة أن الصالون الوطني للرقمنة المنظم بقسنطينة، سيسمح للشباب بأن يطلعوا على نماذج لشركات نجحت في هذا العالم الرقمي، كما فتحت لهم المجال لمعرفة كيف ترك هؤلاء المستثمرون بصمتهم داخل المجتمع.
و ترى المستثمرة الشابة، أن تجربة شركتها كانت مختلفة بسبب المساق الذي اختارته، فيما أكدت أن المؤسسة التي يسيرها فريق عمل شاب و متكامل، هي قلب النشاط الاقتصادي المعاصر و قوة دافعة للاقتصاد الوطني.
ل.د