تنطلق اليوم الحملة الانتخابية الخاصة بالتجديد النصفي لمجلس الأمة، تحت توجيهات صارمة للمنتخبين المحليين من طرف قيادات الأحزاب السياسية المشاركة في العملية، بضرورة الالتزام بتجسيد التحالفات المبرمة مع التشكيلات المنافسة يوم الاقتراع، وتقديم مصلحة الحزب عند الإدلاء بالأصوات.
كثفت مؤخرا الأحزاب السياسية المشاركة في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة التي ستجري يوم 5 فيفري المقبل اتصالاتها مع المنتخبين المحليين الذين أفرزتهم الاستحقاقات المحلية الأخيرة، بغرض شرح مجريات التجديد النصفي وكيفية إبرام التحالفات على المستوى القاعدي، والأهم من ذلك ضرورة التزام المنتخبين بالانضباط الحزبي، عن طريق تنفيذ توجيهات القيادة.
وتخشى بعض الأحزاب السياسية، على غرار حركة مجتمع السلم عدم احترام تعليمات القيادة من قبل المنتخبين المحليين حديثي العهد بالنضال السياسي، من خلال منح الأصوات يوم الاقتراع لمرشح من خارج صفوف الحركة، مما قد يحرم الحركة من تحقيق حلمها في الانضمام مجددا إلى تشكيلة الغرفة العليا للبرلمان.
واضطرت قيادة حمس لتجاوز هذه المخاوف جمع المنتخبين المحليين على مستوى كل ولاية للتحسيس بأهمية العملية، وشرح الأهداف والرهانات التي تسعى إلى تحقيقها عبر انتخابات التجديد النصفي، وفق ما كشف عنه العضو القيادي في حركة حمس نعمان لعور «للنصر»، ملمحا إلى صعوبة ضمان أصوات كافة منتخبي الحركة نظرا لتفاوت درجة التزام كل منتخب بتعليمات وتوجيهات القيادة، وبالضوابط الحزبية. وأكد بدوره الناطق باسم حزب جبهة التحرير الوطني سي فضيل «للنصر» بأن جمعيات محلية عقدها إطارات الحزب نهاية الأسبوع المنصرم لاختيار مرشح الأفلان على مستوى كل ولاية، وأيضا للتحسيس بأهمية العملية، وبضرورة إنجاح التحالفات المبرمة بين القيادات الحزبية، لضمان بقاء الحزب العتيد في الطليعة واحتفاظه بالريادة على غرار ما حققه في الاستحقاقات الأخيرة.
وأفاد المصدر بأن العمل الميداني لم يتوقف منذ الإعلان عن موعد تنظيم انتخابات التجديد النصفي، من خلال العمليات التحسيسية والاجتماعات الدورية التي شهدتها مختلف الولايات، فضلا عن التحالفات التي جرت بين الأحزاب المنافسة في إطار تبادل المصالح، مؤكدا بأن الحملة الانتخابية الخاصة بالتجديد النصفي تعد تتمة للعمل الميداني الذي انطلق مبكرا.
ويعول حزب جبهة التحرير الوطني على النتائج الإيجابية التي حققها في الاستحقاقات المحلية الأخيرة في الحفاظ على موقعه داخل مجلس الأمة، وكذا على الانضباط الحزبي للمنتخبين المحليين عبر التصويت لفائدة مرشح الأفلان، وتجسيد التحالفات التي أبرمتها القيادة مع الشركاء السياسيين يوم الاقتراع، حتى لا تخالف النتائج التي ستفرزها العملية حسابات الحزب وطموحاته.
ويجتهد من جانبه حزب التجمع الوطني الديمقراطي من أجل منافسة غريمه السياسي حزب جبهة التحرير الوطني، من خلال تعزيز تواجده بمجلس الأمة، وأطلق لأجل تحقيق هذا الهدف حملات تحسيسية استهدفت المنتخبين المحليين التابعين له، ركزت أساسا على توطيد علاقة المنتخبين بالحزب، لا سيما بالنسبة للمناضلين الجدد الذين التحقوا مؤخرا بصفوف الأرندي، وحثهم على أهمية المشاركة في تعزيز موقع الحزب في الساحة السياسية.
وأوضح بهذا الشأن الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي «الصافي لعرابي» بأن التحولات التي طرأت على المشهد السياسي في السنوات الأخيرة كانت لها تداعياتها على النضال السياسي، لا سما ما تعلق بالانضباط الحزبي، لذلك سهرت قيادة الأرندي على تجديد علاقتها بالمناضلين، لا سيما المنتخبين المحليين لتعزيز انتمائهم بالحزب. ويرى المتدخل بأن 5000 منتخب محلي التابعين للتجمع الوطني الديمقراطي قادرين على إحداث الفارق، عبر تمكين الحزب من تشكيل كتلة محترمة بالغرفة السفلى للبرلمان، موضحا بالنسبة للتحالفات المبرمة مع باقي التشكيلات السياسية، بأنها تختلف طبيعتها من ولاية إلى أخرى حسب الخصوصيات، لكنها ترمي إلى هدف واحد وهو تحقيق الفوز.
لطيفة بلحاج