حذّرت الحكومة من أنها ستلجأ إلى غلق الـمؤسسات والفضاءات والأماكن التي تخالف التدابير الصحية الـمتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا، لاسيما فيما يخص إلزامية ارتداء القناع الواقي، وتدابير النظافة والتباعد الجسدي، وكذا البروتوكولات الصحية الـمخصّصة لـمختلف الأنشطة.
وفي هذا الصدد جدّدت الحكومة، في بيان لها أول أمس دعواتها للمواطنين لمواصلة دعم الجهود الوطنية لمكافحة وباء كوفيد- 19 من خلال الاستمرار في احترام تدابير الوقاية، "من أجل تفادي توجّه السلطات المعنية إلى غلق المؤسسات والفضاءات والأماكن التي قد تسجل فيها مخالفات لهذه التدابير".
كما جددت مصالح الوزير الأول نداءها لكل المواطنين لـ " اللجوء إلى التلقيح الذي يظل أفضل وسيلة للوقاية من أجل حماية مواطنينا من خطورة آثار هذا الوباء"، فيما تضمن ذات البيان تأكيد الوزارة الأولى، على قرارها بالسهر، وبكل الصرامة المطلوبة، على تطبيق إجراءات غلق المؤسسات والفضاءات والأماكن التي قد تعاين فيها «كل مخالفة للتدابير الصحية المتخذة في هذا المجال، ولاسيما إلزامية ارتداء القناع الواقي، وتدابير النظافة والتباعد الجسدي، وكذا البروتوكولات الصحية المخصصة لمختلف الأنشطة، وهي التدابير التي «تندرج دوما في إطار الحفاظ على صحة المواطنين وحمايتهم من أي خطر لانتشار فيروس كورونا (كوفيد- 19)»، سيما في الأماكن المغلقة أين يمكن أن تنتشر فيها العدوى بسرعة».
وفي سياق ذي صلة تضمن بيان الحكومة، التنبيه إلى أن عدد حالات الإصابات المسجلة في هذه الآونة الأخيرة، تؤكد "ظهور الموجة الرابعة من هذا الوباء وما يترتب عن ذلك من تداعيات على عدد حالات الاستشفاء التي تظل تشهد ارتفاعا وتضع مستشفياتنا أمام صعوبات كبيرة»، لافتة إلى أن المستشفيات «قد تصل إلى مستوى التشبع، مما قد يؤدي إلى تكرار الأوضاع الصعبة التي مررنا بها خلال الموجة الثالثة من هذا الوباء».
وتأتي تحذيرات الحكومة، من مغبة أي تراخ، ودعواتها للمواطنين لمواصلة دعم الجهود الوطنية لمكافحة وباء كوفيد- 19 من خلال الاستمرار في احترام تدابير الوقاية، في ذات الوقت الذي يحذر فيه خبراء الصحة والمختصون من خطورة الموجة الرابعة على المصابين بالأمراض المزمنة على غرار داء السكري ومرض الضغط الدموي، والمسنين الذين تفوق أعمارهم 65 سنة، بسبب سرعة انتشار الفيروس، سيما أيضا في ظل استمرار المنحى التصاعدي لعدد الإصابات والوفيات التي تضاعفت بأربع مرات، حيث ارتفعت الوفيات من حالة واحدة في اليوم في شهر سبتمبر الماضي إلى 11 وفاة في اليوم حاليا.
وفي هذا الصدد يؤكد الخبراء والأخصائيون على ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية اللازمة، خاصة ما تعلق منها بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، لتجنب المشهد الذي خلفّته الموجة الثالثة من هذا الوباء.
كما يدعو الخبراء، الجميع إلى ضرورة التوجه الفوري لتلقي التلقيح أما أولئك الذين تلقوا جرعتين فعليهم بتلقي الجرعة الثالثة لتعزيز مناعتهم في حال الإصابة بالفيروس.
وينبه خبراء ومهنيو الصحة أن ما يميز الموجة الرابعة الحالية سيما في ظل انتشار المتحور الخطير " أوميكرون "، هو إصابة الكبار والصغار على حد سواء، مع التأكيد أن أعراض هذه الموجة تختلف عن سابقاتها وهي أن الفيروس ينتشر بقوة.
كما حذر المدير العام لمعهد باستور فوزي درار، مؤخرا، من أن المتحور «أوميكرون» قادم بقوة، باعتبار أن المنحنى الوبائي اليومي في تصاعد مستمر، لافتا إلى أن "ظهور السلالات المتحورة سببه نقص التلقيح في عدة دول، منها جنوب إفريقيا التي بلغت نسبة التلقيح فيها 40 بالمائة وهي غير كافية للمناعة الجماعية".
عبد الحكيم أسابع