يبحث القادة الأفارقة في قمة أديس أبابا، عديد الملفات الحساسة منها الانقلابات وجائحة فيروس كورونا إضافة إلى ملف أثار الجدل، تمثل في منح الكيان الصهيوني صفة مراقب في الاتحاد. وقد أبدت السلطة الفلسطينية اعتراضها على هذه الخطوة واصفة إياها بأنها "مكافأة غير مستحقة" للانتهاكات التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في حق الفلسطينيين. ومن المتوقع أن تحشد القمة، التأييد لدفع إفريقيا نحو التمثيل الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
افتتح رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، أمس، بأديس أبابا، أشغال الدورة العادية الخامسة والثلاثين لقمة الاتحاد، والتي تعقد تحت شعار “تعزيز القدرة على الصمود في مجال التغذية بالقارة الإفريقية: تطوير الفلاحة من أجل تسريع التنمية السوسيو-اقتصادية والرأسمال البشري”.
يشارك وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية في الخارج السيد رمطان لعمامرة، ممثلا لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في أشغال هذه الدورة، وتنكب القمة على مدى يومين، على دراسة القضايا المتعلقة بموضوع سنة 2022، وهي مواجهة جائحة كوفيد-19 في إفريقيا، والانتعاش الاقتصادي والتنمية والاندماج في القارة، والحكامة والتغييرات المناخية، ومشاريع الآليات القانونية بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالسلم والأمن.
وفي كلمته الافتتاحية، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، للتعاون بين الدول الإفريقية في المطالبة بمقعدين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال آبي أحمد: “اليوم وبعد مرور أكثر من 7 عقود على تأسيس الأمم المتحدة، لا تزال إفريقيا شريكا صغيرا دون مساهمة أو دور هادف في نظام الحوكمة الدولية”. وأضاف: “يجب أن نصر جماعيا على تبني طلب إفريقيا المعقول لما لا يقل عن مقعدين دائمين وخمسة مقاعد غير دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال مشاركة له عبر الأنترنت، إن التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي “بات أقوى من أي وقت مضى”. وأضاف أن “الظلم متأصل بعمق في الأنظمة العالمية، حيث يدفع الأفارقة الثمن الباهظ له”. وتابع أن “انعدام المساواة اللاأخلاقي الذي يخنق إفريقيا يغذي الصراع المسلح والتوترات السياسية والاقتصادية والعرقية والاجتماعية وانتهاكات حقوق الإنسان والعنف ضد المرأة والإرهاب والانقلابات العسكرية والشعور بالإفلات من العقاب”.
من جانبه دعا رئيس الوزراء الفلسطيني , محمد اشتية, الاتحاد الأفريقي إلى سحب صفة المراقب الذي منحه رئيس مفوضية المنظمة, لإسرائيل في شهر يوليو,، لأن هذا الاعتماد مكافأة لا تستحقها، وتشجعها على الاستمرار في انتهاكاتها وخرقها للمواثيق والاتفاقات الدولية والاتفاقيات الموقعة معنا، كما أنها مكافأة تشعرها بالحصانة وعدم المساءلة.
وأعرب رئيس الوزراء، خلال كلمة ألقاها نيابة عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في القمة الأفريقية، عن ثقته بانحياز الدول الأعضاء لمنطق الحق والحرية والسلام والعدل، وحرصها على دعم الشعب الفلسطيني الخاضع لاحتلال إسرائيلي مديد، مضيفا "لا نعتقد أنكم ستكافئون إسرائيل على انتهاكاتها وعلى نظام الفصل العنصري الذي تنتهجه وتطبقه ضد الفلسطينيين". وقال اشتية إن إسرائيل ككيان، تدرّجت من عقدة الضحية إلى البارانويا ثم التطرف والعسكرة والتوسع الاستعماري، هذا الأمر يجب أن يتوقف.
وتنعقد قمة الاتحاد الإفريقي، في وقت شهدت دول غرب إفريقيا موجة جديدة من الانقلابات مؤخرا بدءا بمالي عام 2020، تلاها انقلاب آخر في غينيا العام التالي، ثم في بوركينا فاسو أواخر يناير الماضي. وبعد أسبوع فقط، حاول مسلحون الانقلاب على رئيس غينيا بيساو، إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل، بحسب ما أعلن رئيس البلاد، عمر سيسكو إمبالو. وعلق مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقي عضوية أربع دول هي بوركينا فاسو ومالي وغينيا والسودان بسبب تغيير حكوماتها بطريقة مخالفة للدستور. فيما ندد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد بـ”العودة المقلقة للانقلابات العسكرية”.
وسبق انعقاد هذه القمة عقد الدورة العادية الـ 40 للمجلس التنفيذي للاتحاد التي تدارست، من بين أمور أخرى، تقرير الدورة العادية الـ43 للجنة الممثلين الدائمين، والتقرير السنوي للاتحاد وأجهزته، وتقارير لجان المجلس التنفيذي واللجان ذات الصلة، وتقرير الاجتماع التنسيقي الفصلي الثالث، والتقرير المرحلي عن جائحة كوفيد-19 وآثارها الاجتماعية والاقتصادية على الاقتصادات الإفريقية، والتقرير حول تقدم تفعيل المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والتقرير المرحلي عن الحادث الذي وقع بالبرلمان الإفريقي، وكذا التقرير المتعلق بتنفيذ القرارات السابقة للمجلس التنفيذي للاتحاد، فضلا عن دراسة مشاريع الآليات القانونية.
ع سمير